خطت الحكومة الجزائرية خطوات جدية نحو عصرنة الإدارة العمومية بداية من أجهزتها ومؤسستها المركزية إلى الجماعات المحلية في إطار تحسين الخدمة العمومية وما جاء من خلالها من برامج لإحداث ثورة رقمية في مجال تقديم خدمات نوعية ومتميزة للمواطنين، خاصة فيما تعلق برقمنة وثائق الحالة المدنية والوثائق الثبوتية الرسمية على غرار شهادة الجنسية وشهادة العضوية بالنسبة لأعضاء الأسرة الثورية وغيرها من الوثائق التي صارت في وقت وجيز تستخرج من أقرب مقر لهيئة عمومية.
وعلى هذا الأساس، تسعى عموما بعض الجماعات المحلية إلى مسايرة عصرنة الإدارة الجزائرية والتفاعل مع تحولاتها، بإنشاء مواقع الكترونية والتعامل بحسابات الكترونية مع الشركاء في حقل التنمية على اختلافهم لما تتطلّبه تحولات العصر العلمية والتكنولوجية، كما عكست هذه التحولات أثارها الإيجابية على المواطن بصفته شريك مباشر للإدارة العمومية، حيث أصبح هذا الطرف أكثر تفاعلا وحضورا في مواقع الاتصال والتواصل الالكترونية والاجتماعية، حيث يجد هناك ضالته في حال طلب المعلومات الوافية التي قد لا يجدها في حال تنقله لمسافات إلى هيئة عمومية إدارية بسبب ضعف خدمات الاستقبال والتوجيه وهو أكثر عامل ينفر المواطن من الإدارة العمومية ويضطر به إلى التوجه للمواقع الالكترونية أو البحث عن إجابة لتساؤلاته على مستوى مواقع التواصل أوالمدونات الالكترونية التي انتشرت مؤخرا بكثرة عبر الانترنيت.
تحمل توقيع المواطنين
ولعدم توفر الجماعات المحلية بولاية معسكر على مواقع الكترونية، تيسر على المواطن عناء المسافة وطول انتظار موعد استقبال، توجهنا إلى أرضية الميدان ومنها الميدان الافتراضي، حيث صار أكثر المواطنين يتجمّعون ويتبادلون الآراء والأفكار على مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي عجزت فيه البلديات عن إنشاء صفحات تواصل لرفع انشغالاتهم، حيث أضحى هؤلاء المواطنون يبادرون بإنشاء صفحات خاصة بأقاليم بلدياتهم كفضاء لطرح الانشغالات والمشاكل ومختلف أرائهم، حيث ولدى استطلاع “الشعب”، تبين أن أغلب الصفحات على موقع “الفايس بوك” أنشأها مواطنون بصفتهم نشطاء بصفة مستمرة ودائمة، في حين وحسب ما استقيناه من أراء رؤساء البلديات بمعسكر فإنهم يكتفون بالاطلاع على هذه الصفحات دون التفاعل بتقديم إيجابات شافية للمواطنين بحجة أن أغلب المتفاعلين على صفحات الموقع الاجتماعي يحملون ألقاب مستعارة وليست بالضرورة انشغالاتهم واقعية، موضحين في شأن إنشاء مواقع الكترونية تعرف بالبلدية والخدمات التي تقدمها، موضوع غير وارد حاليا بسبب التكاليف التي يتطلبها ـ حسبهم ـ إنشاء موقع الكتروني خاص بالبلدية، فضلا عن انشغالهم بشؤون التنمية والمضي بها قدما بصرف الاهتمام عن إنشاء موقع الكتروني أو صفحة على موقع تواصل اجتماعي تفي بغرض نقل انشغالات المواطنين.
ومن جهته رئيس بلدية البرج السيد عالم يوسف لم يخف إهمال البلدية لهذا الجانب من حيث إنشاء موقع الكتروني يعزّز الوظيفة الإدارية والمعنوية للبلدية، مبديا استعداد مصالحه لإنشاء موقع رسمي لبلدية البرج يتضمن المعلومات والخدمات الالكترونية أوصفحة حصرية على موقع التواصل الاجتماعي “فايس بوك” للتفاعل والتواصل مع المواطنين، كما أوضح عالم يوسف أن البلديات صارت مضطرة للانفتاح أكثر على التكنولوجيات المعلوماتية بفضل توفر جميع السبل الكفيلة بإنجاح عمل البلدية لتنويع خدماتها على غرار الربط بشبكة “الفيبروبتيك” والتي اعتبرها رئيس البلدية إضافة إيجابية تساهم في تخفيف الأعباء والتكاليف المالية لإنشاء موقع الكتروني، موضحا في الموضوع أن عامل السرعة والانتشار واستقطاب الفضاءات الالكترونية لعدد كبير من المواطنين يسهل عمل البلدية بانتقالها من الاستقبال العيني إلى استقبال كم من انشغالات المواطنين مع إتاحة فرص الاستجابة ومعالجة انشغالاتهم.
كماقد أوضح عالم يوسف رئيس بلدية البرج أن إطارات مصالحه من موظفين ومنتخبين يستغلون كل ما هو موجود ويستثمرون فيه بتفاعلهم المستقل مع انشغالات المواطنين على صفحات “الفايسبوك” وتصفحهم لمختلف المواقع الإعلامية الالكترونية، أين تكون لهم سانحة جمع ونقل هذه الانشغالات ورفعها أمام هيئة المجلس لمناقشتها.