لم تعد وسائل الإعلام التقليدية كفيلة بنقل انشغالات المواطن للمسؤولين المحليين،حيث أصبحت تكنولوجيا الإعلام والاتصال بتقنياتها الحديثة الملاذ الوحيد لهؤلاء لنقل انشغالاتهم والمطالبة بحقوقهم، الأمر الذي أدركته بعض بلديات ولاية باتنة على غرار بلدية باتنة، التي يعوّل رئيس بلديتها عبد الكريم ماروك كثيرا على وسائل التواصل الحديثة من فايسبوك، موقع إلكتروني، يوتيوب،.. وغيرها لمعالجة مشاكل المواطنين في بلدية تشهد كثافة سكانية كبيرة جعلتها تحتل المرتبة الخامسة وطنيا من حيث عدد السكان، فلم تعد وسائل التواصل التقليدية تشفي غليل المواطن المثقل يومياته بمشاكل التهيئة وانقطاعات الكهرباء والمياه الشروب وتحسين الخدمة العمومية وغيرها.
بيد أن الأمر تغيّر بمجرد ظهور الإعلام بكل تخصصاته سواءً كان مرئيا أم مسموعا أم مكتوبا، حيث أصبح مجال التعبير عن المواطن ومشاكله وتطلعاته في التنمية المحلية يأخذ حيزا أكبر، وهوما جعل الوضعية تتغير نسبيا من أن المواطن أصبح لديه خيارات متعددة لإيصال النقائص والعقبات التي تواجه الأفراد على المستوى المحلي في الرقي بمختلف ميادين الحياة، الأمر الذي خلق تغطية أكبر لمشاكل ما فتئت تجد حلولا لها. ولن نكشف سرا إذا قلنا أن عبد الكريم ماروك هو الوحيد من بين 61 رئيس بلدية والذي أسّس منذ انتخابه رئيسا للبلدية خلية إعلام واتصال هدفها إبقاء المجلس البلدي على إطلاع دائم بكل ما تنشره أو تبثه وسائل الإعلام المختلفة، خاصة ما له علاقة بالتنمية المحلية وانشغالات المواطن، ليبادر بعدها بعقد جلسة عمل لإيجاد حلول لتلك المشاكل التي أصبحت تتداول على نطاق واسع بفضل استفادة سكان البلدية من جماهيرية وسائل الإعلام على غرار “الفايسبوك”، كما وأنه “المير” الوحيد الذي يرد بصراحة وفي كل الأوقات على اتصالات المواطنين والصحفيين على حد سواء وهو ما جعله سيد “الفايس” بولاية باتنة بدون منازع، حيث لا يكاد يخلو مقال صحفي حول مشاكل بلدية باتنة إلا ويوجد في ختامه رد المسؤول الأول عليها.
الشفافية في التسيير
وفي هذا الصدد، يقول رئيس بلدية باتنة لجريدة “الشعب” لقد سبق أن وعدنا عند مباشرة مهامنا على رأس المجلس الشعبي البلدي على العمل لتطوير وسائل ضمان الشفافية، وتوسيع مجالات الاتصال بالمواطنين، وإن كانت آنذاك مهام مستعجلة فرضت علينا إعطاءها الأولوية القصوى من أجل القضاء على التسيّب الإداري وفوضى التسيير التي كانت سائدة في هياكل ومصالح البلدية، إلا أنّ هذه المهام لم تقاعسنا عن البحث عن كلّ الوسائل الممكنة التي تقرّبنا من المواطنين، وتقرّب المواطنين من مصالح البلدية دون أيّة حواجز من شأنها أن تضفي الغموض في هذه العلاقة، فقد شرعنا منذ مدة في إعلام المواطنين عن كلّ المشاريع والمناقصات والإجراءات التي يتّخذها المجلس بواسطة اللوح الالكتروني الموجود بمقرّ البلدية وكذا بواسطة الإعلانات الملصقة في شوارع المدينة، واللقاءات الأسبوعية تقريبا مع رؤساء لجان الأحياء وباقي المواطنين القاطنين بالبلدية ليكون على دراية وعلم بكل مشاكل ومشاريع البلدية لنتعاون جميعا على حلها.
وبخصوص استغلال وسائل الإعلام والاتصال الحديثة في التوصل مع المواطن ببلدية باتنة، يؤكد ماروك: “لقد انتقلنا إلى مرحلة جديدة في الاتصال بالمواطنين والتواصل معهم من خلال استغلال تكنولوجيا الإعلام والاتصال و«الفايسبوك” دون التخلي على وسائل التواصل التقليدية من اجتماعات ولقاءات وبيانات صحفية وتجمعات شعبية لتقيم حصيلة تواجدنا بالبلدية، حيث نتمنى يضيف ماروك أن نساهم في ترسيخ الثقافة الجديدة للاتصال مستغلين الإمكانيات التي توفّرها التكنولوجيات الحديثة للإعلام.
ويعوّل رئيس بلدية باتنة على انخراط واسع للمجتمع المدني والمواطنين عموما، في دفع عجلة التنمية داعيا الجميع ـ سلطات محلية ومواطنين ـ إلى استغلال هذه الوسائل بقدر ما يتيح لنا أن نقطع أشواطا جديدة من التنمية وتجاوز النقائص، ناهيك عن ضرورة المساهمة الجماعية في صناعة صورة حقيقية عن مدينتنا تليق بمكانتها التاريخية والحضارية قصد تثمين فرص الاستثمار الذي تعدّ رهان لا يمكن الاستغناء عنه لبعث عجلة التنمية نحو رُقي يُوفر مزيدا من الثروة، وبالتالي مزيدا من الحياة الكريمة لسائر المواطنين يضيف عبد الكريم ماروك.