تترقّب الصحافة المحلية بولاية تيبازة هذه السنة مدى نجاعة ومصداقية المبادرة المحلية التي بادرت بها خلية الاتصال بالولاية، والمتعلقة بتسمية مكلّفين بالاتصال على مستوى مختلف القطاعات العمومية والجماعات المحلية، في بادرة تهدف بالدرجة الأولى إلى استدراك قضية تماطل المشرفين على بعض القطاعات في تلبية حاجيات الصّحافيين الاعلامية.
وبالرغم من السّهر الشّخصي لوالي الولاية على تمكين العامل بالحقل الاعلامي من المعلومة في ظروف مريحة، إلاّ أنّ المنتسبين للقطاع لا يزالون يشكون تماطل بعض الجهات المسئولة في قضايا الافراج عن الخبر، ولاسيما حين يبحث عنه الاعلامي، بحيث تتحجّج تلك الجهات بضرورة إحضار رخصة مكتوبة من ديوان الوالي، الأمر الذي لا يزال يثير حفيظة ممثلي العائلة الصحفية بالولاية، في حين لا تتردّد جهات أخرى في التعامل مع الخبر بكل سلاسة وليونة. وقد تسعى ذات الجهات بنفسها للاتصال بالصحافة بخلفية الترويج للخبر، فيما يشكّل المواطن البسيط الحلقة الأضعف في هذا المسار التقني المعقّد، وهو الطّرف الذي لا يجد جوابا مقنعا لانشغاله أحيانا حتى بمراسلة الجهة المعنية كتابيا، لتبقى مجمل انشغالاته حبيسة أدراج المكاتب دون أن تتمكّن السّلطة الرّابعة بكل ما أوتيت من قوّة من إخراجها إلى العلن.
وفي ذات السياق، أشار رئيس قسم الأخبار بالاذاعة الجهوية لتيبازة، حسان زيتوني، بأنّ تجاوب مصادر الخبر مع عائلة الصحافة محليا يتباين من قطاع لآخر، فليست كلّ القطاعات متفتّحة على الاعلام، كما أنّها ليست كلها شحيحة، فهناك من يسوّق للخبر ويسعى من أجل تمكين الصحفي منه، وهناك من يتماطل في ذلك وبتأخر عن الافصاح عن الخبر في موعده لأسباب قد ترجع أحيانا إلى استعجال الصحفي بالأمر، إلا أنّه في كلّ الحالات ــ يضيف حسان زيتوني ــ فإنّ الصحفي يجب أن تربطه بمصادر الخبر علاقة أخذ وعطاء، بحيث تتكفّل الجهة الوصية على الخبر بتقديمه للصحفي الذي يلتزم هو الآخر بتغطية نشاطات تلك الجهة دوريا ومناسباتيا، إلاّ أنّه لا يمكن الحديث عن شحّ مصدر الخبر في حال ما لم يلتزم الصحفي بممارسة مهامه كاملة دون نقصان. وبالرغم من كون علاقة التواصل التي تربط الاذاعة المحلية بمختلف الادارات العمومية تبقى مقبولة الى حدّ كبير ــ حسب حسان زيتوني ــ إلاّ أنّه لابد من ترقية نوعية التواصل من حيث التزام الادارة بتقديم حوصلة دورية لنشاطاتها، لاسيما تلك المتعلقة بانشغالات المواطن ما يلزمها بذل جهود إضافية في مجال التواصل مع الاعلام، مضيفا بأنّ الاذاعة المحلية وفّقت إلى حدّ كبير في افتكاك الخبر من مصادره، وتلبية حاجيات المواطنين الاعلامية من خلال توازن نشرات الأخبار فيما يتعلق بالحديث عن الانجازات والاشارة إلى انشغالات المواطن، مع السهر على الرد عليها بكل موضوعية. كما يعتبر رئيس قسم الأخبار بالاذاعة المحلية عملية تسمية مكلفين بالاعلام بمختلف القطاعات بالهامة، إلاّ أنّها تبقى بحاجة الى توسيع صلاحيات هؤلاء، وتمكينهم من المادة الاعلامية من لدن مديريهم مع إعطائهم الضوء الأخضر للتعامل مع الصّحافة بليونة أكبر.
جميلة صديقي (رئيسة خلية الاتّصال بالولاية)
“نحن في سباق مع الزّمن من أجل تمكين الصّحفي من المعلومة”
أكّدت رئيسة خلية الاتصال بالولاية، جميلة صديقي، على أنّ والي الولاية لا يدّخر جهدا من أجل تمكين العائلة الصحفية من مصادر الخبر، من خلال تذكير مسيّري مختلف القطاعات العمومية دوريا بفتح الأبواب أمام الصحافة، ناهيك عن دعوة أعضائها لحضور مختلف المجالس واللقاءات العمومية على مستوى الولاية، بما في ذلك المجلس التنفيذي الولائي والخرجات الميدانية التي تقدّم من خلالها عدّة رسائل يمكن اعتمادها كمادة خبرية ثرية من حيث النوع والكم أيضا. وبالنظر إلى كون عدّة قطاعات عمومية تغفل في الكثير من الحالات التعامل مع عائلة الصحافة للتعريف بنشاطاتها الدورية، فقد بادرت خلية الاتصال إلى اقتراح تسمية كل هيئة عمومية على مستوى الولاية لموظف لديها يتكفل بمهام الاتصال والاعلام، الأمر الذي تجاوب معه والي الولاية بليونة كبيرة، بحيث تمّ عقد أوّل لقاء تكويني لهؤلاء منذ شهرين تقريبا، على أن تتواصل اللقاءات مستقبلا تحت إشراف خلية الاتصال ومديرية الادارة المحلية، في بادرة تهدف إلى تمكين المكلفين بالاتصال على مستوى مختلف الهيئات العمومية بما في ذلك البلديات والدوائر من تحسين أدائهم ومهامهم تجاه وسائل الاعلام، إلا أنّ الجهة الوصية على المبادرة لم تبادر بعد إلى الاعلان رسميا عن قوائم هؤلاء لممثلي الصحافة المحلية، وهي الخطوة التي يرتقب تجسيدها قريبا عقب تمكّن معظم هؤلاء من التعرّف عن قرب على تفاصيل المهام المسندة اليهم.
وجاءت هذه الخطوة المتميّزة في حقل الاعلام استدراكا ميدانيا لكثرة انشغالات مديري القطاعات العمومية ورؤساء الجماعات المحلية،
وعدم قدرتهم على تلبية حاجيات الصحافة المحلية، إلا أنّه بالرغم من ذلك فقد رفض العديد منهم تقبّل الفكرة والتجاوب معها بسلاسة لأسباب لم يفصح عنها.