لايزال الإعلام المحلي بولايتي الشلف وعين الدفلى رهين رؤية ضيقة باستثناء نشاط فضاءات القطاع العمومي من المحطات الإذاعية الجوارية ومجلة المجلس الولائي وجريدة خاصة جهوية وتواجد مراسلي الصحف الوطنية بقطاعيها، وهذا بالرغم من الإمكانيات المتوفرة وطبيعة كل منطقة ورهاناتها.
لم يأخذ مجال الإعلام الجواري دوره المنوط به في فضاء التنمية المحلية بالولايتين بالرغم من الإمكانيات المتوفرة والتحديات التي تواجه المنطقتين في أبعادها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياحية بشكل عام، بالنظر إلى المنتوج الذي تقدّمه هذه المحطات والفضاءات والوسائل المكتوبة التي مازال دورها محدود كثيرا ما يفسّره العاملين بالقطاع الإعلامي بضعف الأداء الصحفي، ونوعية وقيمة المنتسبين إليه سواء من زاوية المجال الإحترافي أو القدرة على صناعة المنتوج الإعلامي والتحكم في وسائله، وتغطية مجاله سواء
فيما يتعلق بتغطية انشغالات المواطنين ومرافقة العمل التنموي والتعاطي معه بواقعية، وتقديم صورته من الجانب السلبي والإيجابي بكل مسؤولية واحترافية.
هذا الواقع مازال بعيدا عن طموحات الولايتين وتطلعات سكانها، فتواجد جريدة محلية “لو شلف” برؤية جهوية تخص الشلف وعين الدفلى وتيسمسيلت وغليزان من خلال مواضعها وطاقمها الفتي وبعض الأقلام المعروفة، كثيرا ما يجد الواطن الشلفي بعض اهتماماته وانشغالاته اليومية، في وقت عجزت هيئات أخرى على صناعة منتوج محلي على الأقل مجلة باسم المنتخبين سواء بالمجالس البلدية
وهيئة المجلس الشعبي الولائي، وهو ما يعتبره السكان تقصيرا في حق نشر المعلومة والمجهود التنموي والنقائص التي يتخبّط فيها المواطن، خلافا لما هو قائم بولاية عين الدفلى الذي يسوق منتوجا إعلاميا محليا بوجود “رسالة المجلس” التي اعتبرها رئيس المجلس الشعبي الولائي محمد ناجم زاوية من زوايا الإتصال بالمواطن، وتقديم له صورة تعكس المناخ التنموي وتجعله ضمن حلقة وصل ومتابعة للمجهود الذي تبذله الدولة، وأهم المشاريع المبرمجة التي تحرص هيئتنا بمساعدة الوالي على إيصالها ضمن فتح نافذة على مشاركة المواطن، وتقديم وجهة نظرة إزاء ما يبذل.
كما يكشف عن النقائص وسبل معالجتها يقول ذات الرئيس، وهذا بفضل طاقم صحفي يتمتع بالصدق والمصداقية والموضوعية في تناول المواضيع مع كل الشرائح، حسب رئيس التحرير منصور قوجيل.
ومن جهة أخرى، يتّجه الإعلام المكتوب ضمن رسالته التي تعود إلى طبيعة العناوين التي تصل الولايتين، والتي تفوق ال 20 باللغتين، إلى تكريس نقل الأخبار والقيام بالتغطيات والروبورتاجات والإستطلاعات المحلية لواقع التنمية، ونقل انشغالات السكان خاصة بالمناطق الريفية والتجمعات السكانية الكبرى، غير أن طابع الإحترافية مازال ناقصا بالنظر إلى نوعية المراسلين والخط الإفتتاحي لكل جريدة، وهو ما ينعكس على الأداء الإعلامي الذي كثيرا ما يفتقد إلى الإحترافية، مما يثير ردود فعل الإدارات وحتى المواطن، من خلال تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام المحلي وحتى الوطني.
ففي غياب الأيام التكوينية والدراسية للأسرة الإعلامية، يبقى وزنها ومصداقيتها محل تساؤل وطرح بخصوص جدوى وجود إعلام بهذه الكيفية والصورة التي ساهمت فيها الجرائد الوطنية، خاصة في القطاع الخاص الذي صار يوظف أسماء، بعضا منها يقدم منتوجا إعلاميا رديئا أصبح محل انتقاد من العاملين في القطاع والقراء على وجه التحديد.
فيما ظل منتوج السمعي على مستوى الإذاعتين الجهويتين في تراجع بالنظر إلى الإنطلاقة القوية التي عرفها في السنوات المنصرمة، سواء من حيث نوعية البرامج والحصص والمادة الإخبارية، وهذا لا يلغ تماما وجود أقلام وأصوات صحفية بدأ يسطع نجمها بالنظر إلى ما تقدّمه للمستمع، حسب تعليمات وزارة الإتصال التي صارت مجبرة إلى النزول ميدانيا عبر الولايات للقيام بتربصات وأيام تكوينية من شأنها ترقية الصحفي والمراسل والرفع من مستوى الأداء الإعلامي. فالأخطاء الفادحة وعدم التعاطي مع الخبر الآني إلا في بعض الأحيان، جعل المصداقية محل اهتزاز كون التنافس صار شرسا حسب الكثافة التي تجمع بين الغث والسمين.
لكن يبقى المجهود المبذول في الظروف الحالية لايعكس الرهانات والتحديات وتطلعات المواطن بالولايتين، مما يتطلب أخذ تدابير وميكانيزمات لتحفيز العمل الإعلامي وترقيته وتنظيمه بالشكل الذي يضمن مواكبة التحديات ومستوى التطلعات، بالنظر إلى ما تزخر به الولايتين.