شهد قطاع الموارد المائية بولاية تيبازة خلال العام الجاري طفرة نوعية وقفزة متميزة على صعيدي توفير الماء الشروب وصرف المياه القذرة، إضافة إلى حماية المدن من الفيضانات بفعل رفع التجميد عن العديد من المشاريع المسجلة منذ سنوات خلت، ويرتقب بأن يشهد القطاع تجسيد منجزات أكبر وأكثر أهمية خلال العام القادم.
في ذات السياق، أشار رئيس مصلحة التزود بالماء الصالح للشرب عبد الرحمان ملحاني إلى أنّ مصالح القطاع تمكنت من انهاء الأشغال على مستوى عدّة مشاريع تنموية هذه السنة، فيما لا تزال مشاريع أخرى قيد الانجاز و تمت برمجة كوكبة أخرى للتجسيد على أرض الواقع قريبا ليتم استلامها خلال السداسي الأول من السنة المقبلة، ومن بين المشاريع التي أنهيت بها الأشغال منذ فترة عملية تشييد خزان مائي بأعالي بوسماعيل بسعة 5 آلاف م3 بوسعه دعم شبكات التوزيع للبلديات الشرقية ولاسيما المناطق العليا منها، وكذا عملية توسيع محطة معالجة المياه بأحمر العين، والتي انتقلت من سعة 5 آلاف م3 الى 10 آلاف م3، بحيث يرتقب معالجة كميات أكبر من المياه الواردة من سد بورومي بولاية البليدة بما يسمح بدعم شبكات التوزيع لمنطقتي أحمر العين وبوركيكة، وهو المشروع الذي دخل مرحلة التجارب منذ فترة ليتم استغلاله رسميا قريبا، كما تمّ الوضع في الخدمة لنظام دعم التوزيع بمنطقة أغبال النائية، والذي يضم محطة ضخ وشبكة توزيع مكملة، ويهدف الى تحسين التوزيع من يوم بيوم الى التوزيع اليومي للمياه، وهو الحال بالنسبة للعديد من الأحياء والدواوير المنعزلة بالمنطقة الشرقية لحجوط، والتي استفادت من قناة توصيل بطول 12 كلم انطلاقا من محطة الضخ بالرحابة بخلفية دعم عملية التزود بالماء الصالح للشرب، كما تمّ استلام محطة الضخ بمنطقة شايق ببلدية الشعيبة، ما سيمكن من دعم الزود بالماء للمناطق الشرقية، وبلغ مشروع تشييد خزان بسعة 2000 م3 بخميستي مرحلة الاستلام عقب تجسيد مرحلة التجارب لتمكين البلديات المجاورة من الاستفادة من المياه الواردة من محطة التحلية بفوكة.
ويضيف محدثنا بالتأكيد على اطلاق عدّة مشاريع أخرى مماثلة توجد حاليا في طور الانجاز، ومن المرتقب استلامها خلال السداسي الأول من السنة المقبلة على غرار مشروع دوار تازروت ببلدية الأرهاط الذي يتضمن محطة ضخ وخزانا مائيا بسعة 250 م3 وشبكة للتوزيع، بحيث توشك عملية تجسيد شبكة التوزيع على نهايتها، فيما تتواجد العمليات الأخرى في مرحلة المنح المؤقت للمشروع للمؤسسة المستفيدة منه، وكذا مشروع شبكة توزيع الماء بدواري شولة وغزلية ببلدية بني ميلك الذي يوجد في طور الانجاز حاليا فيما لا تزال العمليات المرتبطة بمحطة الضخ والخزان المائي في مرحلة الاسناد للمؤسسة المعنية، وهو الحال بالنسبة لمشروع نظام الماء الشروب بمنطقة تملول والمناطق المجاورة لها ببلدية مناصر أين تمّ إنهاء اشغال انجاز خزان بسعة 1000م3 بمعية شبكة للتوزيع فيما لا تزال عمليتا تجسيد محطتي ضخ في طور إعداد دفتر الشروط، كما استفاد دوار كاليبار بنفس البلدية من مشروع خزان مائي بسعة 500 م3 بمعية شبكة للتوزيع يتواجد حاليا في مرحلة عرض المناقصة.
وبالناحية الغربية انطلق مؤخرا نظاما الماء الشروب بكل من مسلمون وسيدي غيلاس، بحيث يتضمن النظام بمسلمون محطة ضخ وقنوات توصيل وخزانا مائيا بسعة 2000 م3،في حين يقتصر النظام بسيدي غيلاس على خزان من 2000 م3 وشبكة للتوزيع، على أن يشرع قريبا في اطلاق مشاريع مماثلة بكل من قوراية والداموس و الأرهاط ضم مشاريع منفصلة يضم كل منها خزانا من 2000 م3 و قنوات لتوزيع مع إدراج محطة ضخ بكل من الداموس و قوراية، كما يوجد نظام التزود بالماء الشروب ببلدية سيدي عمر في طور المناقصة حاليا وهو يضم خزانا من 2000 م3 ومحطة للضخ وقنوات للتوصيل، مع الاشارة الى الشروع في تجسيد مشروع آخر يهدف الى دعم عملية التوزيع بالبلديات الشرقية من خلال إعتماد مشروع يعنى بانجاز قناة لتغذية المنطقة انطلاقا من خزان حي مواز لفائدة ساكنة بلديات فوكة، بوسماعيل، القليعة وخميستي، وبلغ مشروع نظام الماء الصالح للشرب ببلدية الناظور الذي يضم خزانا مائيا ومحطة ضخ وقنوات للتوصيل مرحلة تحليل العروض، ومن المرتقب بأن يشرع قريبا في نصب أكثر من 20 كلم من قنوات التوصيل بمنطقة أحمر العين لتحسين التوزيع بالمنطقة انطلاقا من محطة متيجة الغربية.
من جهته، كشف رئيس مصلحة التطهير بمديرية الموارد المائية السيّد رضا حمادو عن عرض محطة تصفية المياه القذرة ببوسماعيل لفترة التجارب الأولية عشية استلامها من طرف مؤسسة سيال قريبا لغرض وضعها في الخدمة، وهي تمكن من تقديم خدمات المعالجة لما يعادل 230 ألف ساكن بالمنطقة الشرقية من خلال القضاء على 22 مصبا للمياه على مستوى الشواطئ، وقد مكّن استغلال المحطة جزئيا خلال الصائفة الماضية من استغلال شاطء سيدي بومعزة ببوسماعيل، على أن يتم لاحقا تجسيد محطة معالجة أخرى بمنطقة سيدي راشد بعد اتمام إجراءات اقتطاع القطعة الأرضية ومحطة ثالثة بالمنطقة السفلية لمناصر لحماية سد بوكردان من التلوث، مع الاشارة الى أنّ الغلاف المالي لهذين المشروعين جاهزين، إلا أنّهما شهدا تأخرا بفعل مشاكل وضعية القطع الأرضية المخصصة لهما.
و فيما يعنى بحماية التجمعات السكنية من الفياضانات، فقد تمّ مؤخرا انهاء اشغال حماية مدينة سيدي راشد بمعية ضفاف وادي الهاشم ببلدية سيدي عمر بالشكل الذي يضمن حمابة التجمعات السكنية المجاورة والتجهيزات العمومية الكائنة هناك، كما أنهت ذات الجهات تجسيد مشاريع توسيع شبكات التطهير بكل من القليعة وبوسماعيل على امتداد 15 كلم مع انجاز محطتين للرفع بكل من بربيسة والدواودة، مع الاشارة الى تأخر انجاز محطة الدواودة لأسباب تقنية، وأنهت ذا تالجهات أيضا مشروع القضاء على 80 حفرة تعفن بالمنطقة الشرقية مع الالتزام بتكملة العملية على امتداد 20 كلم من القنوات خلال العام المقبل، فيما أنهيت عملية مماثلة بين حجوط وتيبازة من خلال نصب 21 كلم لنقل المياه القذرة مع نصب 20 كلم مكملة خلال العام المقبل.
وفي سياق ذي صلة، كشف محدّثنا عن جملة من المشاريع الأخرى التي تشهد درجات ونسب تقدم متفاوتة للأشغال، وترتبط معظمها بحماية التجمعات السكنية من مياه الأمطار كما هو الشأن بواد السوق ببوهارون وشارع المقاطع بفوكة وواد بربيسة بالشعيبة وواج القنطرة وواد برج الغولة بشرشال اضافة الى واد مراد بحجوط، وكذا حماية مستشفى الأمراض العقلية بالناظور.