شكّل قطاع الأشغال العمومية خلال السنة الجارية، في شقه المتعلق بوضعية الطرق بولاية تمنراست، حديث العام والخاص من المواطنين وأصحاب المركبات، بإعتبارها شريان الحياة وحلقة مهمة للمساهمة في الدفع بعجلة التنمية، وهذا بسبب ما آلت إليه وضعية بعض الطرق التي تعتبر كارثية ومتدهورة، ممّا جعل المواطنين يطالبون في كل مرة بضرورة الإسراع في إنهاء معاناتهم والتكفل بها، وإزالة النقاط السوداء التي أرّقت أصحاب المركبات، الأمر الذي دفع بسكان المنطقة لتنظيم وقفات لما آل إليه قطاع الأشغال العمومية.
من جهتهم رافع أعضاء المجلس الشعبي الولائي في آخر دورة عادية للمجلس على وضعية القطاع، الأمر الذي جعلهم يشكّلون لجنة خاصة لمتابعة تقدّم أشغال الطرق الحيوية، والتي تشكل العمود الفقري لتجسيد التنمية وتعد من مطالب المواطن الضرورية.
كشفت لجنة التنمية المحلية والتجهيز والإستثمار والتشغيل، بالمجلس الشعبي الولائي، أن الولاية تتوفر على شبكة طرق بطول 8654 كلم منها 2712 كلم طول الشبكة المعبدة، منها 2578 كلم طول شبكة الطرق الوطنية، و764 كلم طرق ولائية، و5312 كلم طرق غير مصنّفة، ترافقها 09 دور صيانة.
كما أنّ الطرق المعبّدة تشكّل نسبة قليلة قاربت 31 في المائة مقارنة بغير المعبدة، والتي بلغت 69 في المائة مما يؤرق المواطن البسيط في ولاية تعرف بتضاريسها الوعرة.
في هذا السياق، يعبّر مواطنو ولاية تمنراست في كل مناسبة، على عدم رضاهم على ما يشهده أحد أهم الطرق الوطنية (الطريق الوطني رقم 01 الممتد على طول 853 كلم)، والذي يعتبر كورشة مفتوحة على الهواء الطلق تميزه أشغال تراوح مكانها، ممّا جعل والي الولاية في وقت سابق يقرر توقيف إحدى المقاولات.
من جهتهم، عبّر بعض الناقلين الخواص لـ «الشعب» عن استيائهم لطريقة الأشغال الجارية، والتي في نظرهم لا تتماشى مع أهمية طريق حيوي وبالغ الأهمية، ما جعلهم يطالبون بإزدواجية الطريق الوطني.
نفس الشيء ينطبق على شقّه الرابط جنوبا بين عاصمة الأهقار والولاية المنتدبة عين قزام جنوبا، نظرا لكونه شريان حياة المنطقة والعصب الذي يربطها مع غيرها من الولايات، وهذا رغم تحرك الأشغال على مستوى العديد من النقاط.
من جانب آخر، لا يزال سكان الدائرة الحدودية تين زواتين 400 كلم عن عاصمة الولاية، يترقّبون إنهاء معاناتهم ووضع حد لوضعية الطريق الرابط بينهم وبين دائرة سيلت، التي تشهد توقف الأشغال بين الحين والآخر ما جعل المنطقة معزولة عن عاصمة الولاية.
كما تعرف بعض الطرق الأخرى تدهوار كبيرا، رغم أهميتها في فك العزلة بين القرى وعاصمة الاهقار على غرار تمنراست، قرية إزرنن 30 كلم وترهنانت 65 كلم وإيفق 30 كلم، وكذا الطريق الولائي رقم 142 بين تاهيفت وتاظروك على مسافة 60 كلم والعديد من الطرق.
وإلى حين الإسراع في تسليم المشاريع العالقة، وبرمجة ودراسة طرق أخرى، أصبح المواطن في حالة ترقب من أجل إعادة الاعتبار للطريق الوطني رقم 01 بمواصفات تقنية عالية، وكذا الطريق الربط بين سيلت وتين زواتين، لأهميتهم البالغة بالنسبة للمواطن كونها طرقا رابطة للمنطقة مع غيرها.