استفادت ولاية الجزائر سنة 2019 من برامج تنموية غيّرت واجهتها بما يليق بعاصمة البلاد، بعدما كانت تشهد الكثير من النقائص شكّلت حلقة متميزة من خلال من النشاطات والانجازات بجميع القطاعات المندرجة أساسا في مسار مواصلة تجسيد المخطط الرامي للعصرنة.
البداية بقطاع الرياضة، الذي عرف إنجاز والانطلاق في العديد من المشاريع، منها 21 مسبحا شبه اولمبي تمّ استلام 7 منها من بين 12 مسبحا قيد الأشغال و09 مسابح سيتم الانطلاق فيها، أما الهياكل الرياضية الجوارية فهناك 09 مشاريع و21 فضاءً للعب.
في الموارد المائية وفي إطار وضع حيز التنفيذ عمليات التطهير والتزويد بالماء الصالح للشرب وحماية المدن من الفيضانات، استفادت ولاية الجزائر من برامج ومشاريع مهيكلة، حيث سمحت عملية وضعها الخدمة في سنة 2019 من تحسين مجال التطهير والتزود بالمياه الصالحة للشرب، حيث أن البرنامج دخل حيز الخدمة خلال سنة 2019 مكّن من رفع مؤشرات التصفية لولاية الجزائر، حيث ارتفعت بمخزون إجمالي للمياه المعالجة يقدّر بـ 498.300 متر مربع في اليوم، كما وصل معدل التطهير الى 80 بالمائة.
ونظرا لما يكتسيه قطاع الطاقة من حيوية، باشرت ولاية الجزائر بإعطاء الأولوية لمشاريع قطاع الطاقة على مستوى الولاية توّجت بالتوقيع بتاريخ 21 نوفمبر 2019 على عقود برامج استكمال ربط العاصمة بشبكتي الكهرباء والغاز الطبيعي مع مصالح الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز سونلغاز.
هذا البرنامج يهدف إلى استكمال تزويد كافة الأحياء والتجمعات السكنية بالكهرباء والغاز، وتبلغ تكلفته الاجمالية (٢) ملياري دينار جزائري أي ما يعادل (200) مائتي مليار سنتيم، ستتكفل بها ميزانية الولاية على مرحلتين تتوزعان كالتالي:
الشطر الأول: يقدر بواحد 01 مليار دينار ويندرج ضمن الميزانية التكميلية لسنة 2019.
الشطر الثاني: يقدر بواحد 01 مليار دينار ستخصّص اعتماداته المالية ضمن الميزانية الأولية لسنة 2020.
هذا البرنامج الذي سيكون له الأثر الايجابي لضمان ربط كافة التجزئات السكنية عبر إقليم العاصمة بالكهرباء والغاز وتحسين نوعية الخدمة العمومية المقدمة، والتخلص النهائي من مخاطر الربط العشوائي، وسيسمح هذا البرنامج التنموي بضمان ربط أكثر من 7200 بشبكة الغاز الطبيعي موزعة على اغلب بلديات الولاية، حيث استفادت أزيد من 7289 مسكن من الربط بشبكة الكهرباء أي ما يعادل 124 حي بـ 30 بلدية.
أما الغاز الطبيعي فقد استفاد 10.362 عائلة من الربط بشبكة الغاز الطبيعي على مستوى 139 حي بـ 32 بلدية .
وقصد إعطاء الرونق الجمالي للعاصمة عن طريق التزيين بنظام الانارة الاقتصادية، انطلقت ولاية الجزائر في انجاز 6100 نقطة إضاءة بهذا النظام الجديد، وذلك على مستوى 06 محاور رئيسية .
دعم الطّرق..والمرافقة بالصّيانة
أما بخصوص الأشغال العمومية، فقد تمّ الاعتماد على محورين رئيسين لتطوير المنشآت القاعدية مع إنشاء مشاريع جديدة تهدف إلى الزيادة في شبكة الطرق، مع مرافقة ذلك بصيانة هذه المنشآت من أجل المحافظة عليها.
أما المشاريع الأساسية والتي هي في طور الانجاز، ازدواجية 03 ثلاث محاور للطرق الولائية للمنطقة الشرقية يبلغ طولها الإجمالي 25 كم، الطريق الشعاعي لوادي شايح بإنجاز جسر طوله 1100 م، مع جميع روابط الطرق على طول قدره 405 كم، مشروع مدخل العناصر الذي سيكون مقطعا اضافيا في قلب العاصمة بين منطقتي القبة وبئر خادم الرابط ما بين الطريق الجنوبي بمحاذاة وادي مزفران مع الطريق الوطن الوطني رقم 01 على طول 19 كم، وإنشاء مدخل لمنطقة التوسع السياحي «شاطئ النخيل»، وهذا عن طريق القيام بأشغال ازدواجية حوالي 15 كلم.
يضاف إلى هذا البرنامج الذي خصّص أساسا لإتمام شبكة الطرق الرئيسية مشاريع فرعية جوارية، منها الممولة على حساب ميزانية الولاية، والتي ترمي إلى جانب الزيادة في حجم الطرق لإعادة هيكلة وتأهيل الطرق، وتتمثل الطرق المنجزة في 20 طريقا، يضاف الى ذلك برنامج المحافظة والصيانة الذي تم تسجيله والأشغال تم الانطلاق فيها، وتتمثل في تزفيت، إعادة تأهيل الطرق البلدية والحضرية بمجموع 77 مشروعا على ميزانية الولاية بطول إجمالي قدره 180 كلم.
يضاف اليها برنامج يحتوي على 10 مشاريع في طور الدراسة، والتي تقدر قيمتها بـ 05 ملايير دينار جزائري والموجهة لمرافقة المشاريع الجديدة الخاصة بانشاء المناطق السكنية الجديدة بقلب العاصمة.
الى جانب البرنامج الموجه للطرق، فإن المحور الخاص بالجانب البحري قد استفاد من برنامج مهم خاص بتهيئة وتقوية الواجهة البحرية، وخاصة اعداد المنطقة السياحية بالجزائر بالإضافة الى برنامج ميزانية الولاية للواجهة البحرية يحتوى على 12 مشروعا يمتد من الليدو بالمحمدية حتى الرغاية، منها اشغال ستنطلق والاخرى في طور الدراسة اهمها انجاز مرفأ الصيد البحري.
وبخصوص ملف الاستثمار، فقد باشرت مصالح ولاية الجزائر عملية تطهير لوضعية الاوعية العقارية الموجهة للاستثمار، والمقدر عددها بـ 262 قطعة ارض قصد الوقوف على تجسيد المشاريع الاستثمارية من طرف المستثمرين، حيث إسفرت العملية على الغاء 20 قرار استفادة، كما تم رفع 59 دعوى قضائية بسبب عدم مباشرة المستفدين لمشاريعهم الاستثمارية، وتوجيه اعذارات اولية ضد 184 مستفيد واعذارات ثانية لـ 134 مستفيد.
الأولوية للصّحة
أما بخصوص مشاريع إنجاز الهياكل والمؤسسات الاستشفائية التي قيد الانجاز، مشروع إنجاز مركز لجراحة القلب للأطفال بسعة 80 سريرا ببلدية المعالمة، ومشروع إنجاز مؤسسة استشفائية خاصة بامراض الشيخوخة ببلدية زرالدة، بالإضافة الى مشروع انجاز مركب الام والطفل ببلدية بابا احسن ومشروع إنجاز عيادة للتوليد بسعة 60 سريرا ببلدية هراوة، وبرنامج يضم انجاز 16 عيادة متعددة الخدمات من بينها 08 مشاريع قيد الانجاز والبقية في طور الاجراءات، كما سيتم الانطلاق في 03 مشاريع لانجاز مستشفيات بسعة 120 سرير لكل مستشفى بعد رفع التجميد ببلديات رغاية، عين البنيان وبراقي.
تجد الاشارة الى أن ولاية الجزائر قد ساهمت عن طريق ميزانيتها المحلية ببعض العمليات عند ملاحظة العجز بالتكفل بإعادة تأهيل بعض الهياكل، واقتناء التجهيزات وسيارات الاسعاف على غرار تأهيل عيادتين بكل من بلديتي براقي والرايس حميدو، وبمبلغ 100 مليون دينار واقتناء 04 سيارات بمبلغ 40 مليون دينار.
اما ما تعلق بقطاع التربية فقد حظي بمتابعة واهتمام كبيرين، حيث كان الدخول المدرسي جد مريح للسنة الجارية، من خلال استلام العديد من المؤسسات التعليمية في مختلف الأطوار منها 66 مدرسة ابتدائية، 15 متوسطة، 05 ثانويات الى جانب 09 مطاعم مدرسية،كما سيتم استلام قبل انقضاء السنة الجارية 04 ثانويات و12 متوسطة و17 مجمعا مدرسيا.
كما تم تزويد المجمعات المدرسية العاملة بنظام الطاقة الشمسية، حيث تحصي ولاية الجزائر تزويد 16 مدرسة ابتدائية، كما تم خلال سنة 2019 تجهيز 12 مدرسة ابتدائية بهذا النظام، 09 منها على عاتق ميزانية البلديات و03 مدارس من صندوق التضامن للجماعات المحلية.
وبهدف إعادة الوجه الجمالي لعاصمة البلاد، عرفت الولاية العديد من عمليات اعادة تهيئة البنايات القديمة بعنوان السنة الجارية، حيث تم إتمام أشغال 7078 مبنى من مجموع 510934 مسكن، كما تم انجاز واعادة تهيئة 21 غابة وافتتاحها للجمهور على مستوى 14 بلدية، وغرس 67.654 شجرة في مساحة 99065 هكتار على مستوى الحضائر الخضراء.
إعادة تهيئة 15 حديقة
المساحات الخضراء والحدائق تم إنجاز وإعادة تهيئة 15 حديقة عامة، وإعادة الاعتبار لـ 107 حديقة و792 مساحة خضراء، واعادة تهيئة 41 منحدر و36 ساحة و475 مساحة خضراء من خلال غرس نباتات، وايضا اعادة الاعتبار لـ 48 محول على مستوى الطرق السريعة، المساحة الاجمالية تقدر بـ 352.426 م مربع، ومن المرتقب وضع نظام سقي على مستوى الطرق السريعة.
اما في اطار قطاع السكن، فلقد تدعمت الحظيرة السكنية لولاية الجزائر باستلام مشاريع سكنية هامة خلال هذه السنة منها 17.224 وحدة سكنية بمختلف الصيغ، كما تم توزيع 14.351 سكن بمختلف الصيغ ايضا، وتم التوجه في عمليات اعادة الاسكان الى قاطني الاسطح والاقبية والعائلات التي تعاني ضيق مسكنها.