رغم ما عرفه قطاع التربية بالمدية من تحسينات في مجال دعم الهياكل الجديدة، غير أنّه لا يزال يعاني من مشكلة بقاء عدد معتبر من المدارس المغلقة، من بينها ابتدائيات طبوزة، بني عيش، العمامرية، بني خليفة، وحبس هوارة ببلدية وزرة، مدرسة الزاوية ببلدية بن شكاو، وأربع مدارس ومجمّعان مدرسيان ببلدية بعطة الجبلية، فضلا على مدارس أخرى ببلديات نائية بجنوب الولاية، والتي وصفت في مجملها بالمخربة بشكل 90 بالمائة بفعل هجرة القرويين، في حين قام هذا القطاع بإعادة تشغيل 05 مدارس خلال السنة الجارية بناءً على أوامر من السلطات المحلية، ريثما يتم إعادة فتح أخرى وفي وقت لا يزال مطلب إعادة ترميم مدرسة أولاد عمران على بعد 17 كم من بلدية أولاد معرف قرب مدينة البيرين يطرح نفسه كل سنة بعد عودة النازحين إلى أرزاقهم.
النّقائص المسجّلة أبانت في مجملها ذلك التدهور الملاحظ في بعض المؤسسات التربوية، خاصة في المناطق النائية إلى حد أن البعض منها صار غير وظيفي بل أكثر من ذلك فقد أضحت غير صالحة كهياكل للتّعليم، وخير دليل على ذلك وجود مدارس مغلقة ومؤسّسات آيلة للسّقوط، وأخرى تحتاج إلى ترميمات كبرى لكونها تعاني من عدة مشاكل ونقائص تستدعي الوقوف عليها لأخذ التدابير اللازمة.
حسب جويدة صفار باتي رئيسة هذه اللجنة، فإنّه بالنسبة للطور اللأول فإنّ أعضاء لجنتها أحصوا في هذا الصدد عدة نقائص على ضوئها اعتبرت المدارس الابتدائية على كثرتها أكثر الأطوار من حيث الاحتياجات إذا ما قورنت بالأطوار الأخرى خاصة الواقعة بالمناطق النائية، حيث أنّ بعضها صار في حالة متدنية وآيلة للسقوط، إلى درجة أنها باتت تشكّل خطرا على التلاميذ المتمدرسين، ويستوحب ذلك الاستمرار في الترميمات الكبرى ومواصلة التدخلات العاجلة بالقيام بأعمال الصيانة سيما ترميم الأسقف، دورات المياه، تهيئة الساحات والسياج الخارجي،وإصلاح زجاج النوافذ، كما هو الحال على التوالي بالنسبة لمدارس يحياوي المختار بقصر البخاري، عين بلخير ببوعيشون، الحي القديم ببني سليمان، سلامي أحمد وعطاء الله محمد بالبرواقية، زيتوني لخضر بسغوان ومدرسة بوخراط ببلدية الحوضان، علاوة على مؤسسات أخرى تتطلب التدخل العاجل لإعادة ترميمها، من بينها مدرسة سعيدي وسعيداني ببئر بن عابد، مدرسة بوحجة بسيدي نعمان، مدرسة بوديسة بوعلام بجواب، مع ضرورة تدارك النقص الكبير في مجال التدفئة المركزية في المؤسسات القديمة، وكذا الوسائل البيداغوجية والعلمية وبخاصة ببلديات سيدي نعمان، أولاد عنتر، سغوان، تابلاط،تمزقيدة والسواقي، إلى جانب عدم استخدام الرقمنة بالابتدائيات والاعتماد على الوسائل التعليمية البدائية القديمة.
كشفت رئيسة لجنة التربية بخصوص المطاعم المدرسية، بأن لجنتها لاحظت في بعض المدارس أيضا استغلال الأقسام كمطاعم مدرسية تعمل في ظروف جد صعبة بسبب غياب اليد العاملة المؤهلة، حيث يضطر المشرفون أحيانا تقديم وجبات غذائية باردة للتلميذ، وبخاصة بالمدارس النائية، كما هو الحال حاليا الابتدائيات وزرة، في وقت أضافت قائلة لمسنا فيه جدية والي الولاية الحالي في التعاطي الإيجابي مع هذه المشكلة، حيث بات يعطي كل مرة توجيهاته بعدم تقديم مثل هذه الوجبات الباردة تحت أي غطاء، حماية لصحة أطفال الولاية وتحسين مستوياتهم التعليمية.
اعتبرت جويدة صفار باتي بشأن النقل المدرسي أنه بسبب مخاطر الجمة التي صارت تلاحق الأطفال في تنقلاتهم إلى مقاعد الدراسة في هذه المناطق، لجأت العديد من البلديات لكراء حافلات للتقليل من العجز بنحو 172 حافلة وقتها، كما سجّلت لجنتها خلال الخرجات الميدانية نقصا في الملاعب وقاعات ممارسة التربية البدنية بالمؤسسات التربوية ولا سيما بالطور الاول، حيث تمارس الرياضة في الساحات غير المهيأة رغم شساعتها بالمناطق النائية، إلى جانب انعدام الوسائل الضرورية والمؤطّرين المختصّين.
اقترحت هذه اللجنة استنادا لرئيستها إعادة فتح المدارس المغلقة بكل من بلديات أولاد هلال، أولاد عنتر، وكذا مدرسة قايدي احمد ببلدية خمس جوامع، علاوة على إعادة النظر في الهياكل التربوية المتضررة من زلزال الميهوب مركز بكل من ابتدائيات ياحي ابراهيم، سرحوني علي، رحيم محمد، مع ضرورة توفير النقل المدرسي بالمناطق الريفية، الى جانب تفعيل نشاط وحدات الكشف والمتابعة وتجهيزها بالوسائل المطلوبة خصوصا آرائك طب الأسنان، دون نسيان توفير اليد العاملة المؤهلة بهذه المدارس ما تعلق بالحراس والطباخين، مع وجوب استرجاع المدرسة الابتدائية التي حولت إلى دار للشباب ببلدية العمارية، مع العمل على تعميم المطاعم النمطية التي تعود بالفائدة على صحة التلميذ وحسن تمدرسه، وكذا ضرورة توفير النقل المدرسي خاصة في البلديات النائية.