يعتبر المراسل الصحفي الشريان الحقيقي لأية مؤسسة إعلامية، باعتباره على اطلاع عما يحدث في ولايته، ينقل انشغالات المواطنين ويعمل على إيجاد الحلول من طرف الإدارة المخولة لذلك، إلا أن الظروف التي يعمل وسطها سيما مع صعوبة الحصول على مصدر المعلومة في ظل التكتم والأبواب الموصدة من قبل بعض الإدارات، فتبقى هذه المعاناة قائمة لدى المراسل، إلى أن تحمى حقوقه وعمله.
وردة نوري: مصدر المعلومة هاجس يؤرقنا
هذا وقد تحدثت الصحفية بجريدة الخبر وردة نوري لـ «الشعب»، أن الحصول على مصدر المعلومة هاجس يؤرق المراسلين بشكل دائم، هذا إن لم نقل ينعدم أحيانا، وبالرغم من وجود قنوات رسمية كخلايا الإعلام، إلا أنها تبقى ناقصة وغير مكتملة، وأحيانا تكون موجّهة لصالح ذلك القطاع أو تلك الجهة.
وهنا يجد المراسل نفسه مجبرا على البحث عن مصادر أخرى خارج القنوات الرسمية وتكون باجتهاد كبير للحصول على مصادر خاصة به يجب أن تبقى مجهولة ويستعمل فيها قاعدة مصادر مطلعة، وهوأحيانا ما لا يخدم الموضوع ولا يعطيه مصداقية كون المصدر يرفض الإدلاء باسمه وفق اعتبارات عديدة منها تلك التي تدخل في مجال العمل، وتسلسل الهرم وعدم منحه صلاحية التحدث باسم ذاك القطاع.
وتضيف في هذا الشأن أنّ التعب في الحصول على المعلومة وعدم الحصول عليها، وأمام الرغبة في كتابة الموضوع وضغط التحرير ومشكل غلق الصفحات يستند البعض من المراسلين إلى مواقع التواصل الاجتماعي ولحديث الشارع، ويجد نفسه أمام 50 بالمائة من المعلومات المغلوطة التي نشرها، والتي تفقده المصداقية لشخصه كصحفي وللمؤسسة الإعلامية التي يمثلها، واحيانا يصطدم المراسل بمشكل الوقت في الحصول على المعلومة، حيث نجد أن بعض البيانات اوالتصريحات تكون بعد مرور ساعات من الحدث، واحيانا تكذب المعلومة والتي يرجع تأكيدها فيما بعد، وهنا الصحفي يصبح يتحاشى هذه القنوات من اجل الحفاظ على موضوعه.
علجية عيش: لا يعقل أن لا يصل راتبنا إلى الحد الأدنى
من جهتها أكّدت المراسلة بجريدة «صوت الأحرار» السيدة علجية عيش، أن القطاع الخاص في حاجة إلى دفتر شروط في اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ 22 أكتوبر 2019، أوجه تحياتي للذين يناضلون من أجل الكلمة الحرة وتنوير الرأي العام، خاصة في هذا الظرف بالذات الذي تمر فيه الجزائر بمرحلة صعبة وحساسة، في ظل استمرارية الحراك الشعبي ومطالبه برحيل النظام، وإجراء انتخابات رئاسية من أجل أمن واستقرار البلاد، والتصدي لدعاة الفتنة ومساعيهم في زرع البلبلة، في هذه الفترة وكل المراحل الصعبة التي مرت بها الجزائر قبل وبعد أحداث أكتوبر 1988 التي مهّدت للمأساة الوطنية لم تركن الصحافة الجزائرية بكل تخصصاتها (المكتوبة، الإذاعية والسمعي البصري) إلى السلبية، بل ساهمت في محاربة الإرهاب وفقدت أبرز الأقلام دفاعا عن الجزائر وحماية مؤسساتها، هي اليوم تساهم في التنمية وتواكب الأحداث، نقول ان الصحافي في الجزائر يدرك حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه، ويتحمل مشاق الرسالة، لأنه آمن بها إيمانا عميقا، وعشق المهنة رغم أنها محفوفة بالمخاطر وطريقها معبد بالأشواك، فقد تحمّل العناء من أجل الكلمة والرأي، لكن..؟ في هذا اليوم بالذات وجب أن نقول كلمة ونتمنى أن يصل صداها للمسؤولين على القطاع ومديري الصحف. نقول: إن العمل في ظروف صعبة جدا يفقدك التركيز، في ظل غياب إمكانيات العمل والتنقل إلى مكان ما لتغطية الحدث، بعض المراسلين يعملون بـ «الكريدي»، ولما يتلقون تلك الملاليم في نهاية الشهر يسددون بها ديونهم، وهكذا..أتكلم هنا عن العاملين في القطاع الخاص، الذين لا يتلقون راتبا محترما..ولا يتوفر لديهم مكتبا يرسلون منه الأخبار، أو الذين مكاتبهم غير مجهزة بوسائل العمل (الأنترنيت أو وسيلة اتصال)، ويجبرون على إرسال الأخبار عن طريق مقاهي «السيبار»، لا يعقل طبعا لصحفي يعمل في القطاع الخاص له أقدمية في العمل لا يصل راتبه إلى الحد الأدنى (smig)، وبالرغم من أنها إهانة لهم لكنهم يقاومون بصمود، لأنّهم أحبوا المهنة باعتبارها رسالة نبيلة، ولحبهم للمهنة وجدوا أنفسهم مستغلين ومضطهدين من قبل ربّ العمل، هم صامدون. كانت السلطات المحلية في كل مناسبة من هذه المناسبات تكرّم أصحاب مهنة المتاعب، لأنها ترى فيهم شريك فعال، وهي مبادرة تثمّنها الأسرة الإعلامية طبعا، لكن حبّذا لو تستمع إلى نبضهم ومشاكلهم، لتقف على حجم معاناتهم وهم ينقلون الخبر بأمانة ويوصلون انشغالات المواطن بموضوعية، هي رسالة موجّهة لنواب البرلمان لينقلوا معاناة الصحافيين وهم في الميدان، خاصة العاملين في القطاع الخاص، وهي رسالة إلى الوزارة الوصية لتعيد الإعتبار لهذه الفئة من خلال وضع دفتر شروط لرب العمل في القطاع الخاص حتى تكفل حقوق الصحافيين وتحميهم اجتماعيا.
صوفيا فردي: المهنة غزاها الدخلاء
كما تحدّثت المراسلة الصحفية لموقع «اييبي نيوز العربية» السيدة صوفيا فردي، على أن العديد من المؤسسات الإعلامية باتت تعتمد على مراسلين غير مؤهّلين لأنّها تحتاج فقط للمعلومة، خاصة وأن معظمهم يعمل بدون مقابل، لهذا يجب إعادة النظر في تأهيل وتكوين المراسلين قبل التحاقهم بمختلف مجالات الإعلام، هذا في ظل غلق قنوات التواصل مع المراسل الصحفي بدءا من الإدارات والمسؤولين، الذين أضحوا يغلقون أبوابهم في وجه المراسل وحتى الصحفي خصوصا بولاية قسنطينة نجد أن الإدارة تعمل بسياسة تفضيل مؤسسات إعلامية على أخرى، وهي حقيقة ارتأت أن تقولها لأنها تؤثر بالسلب على تحصيل المراسلين على المعلومة الصحيحة والمباشرة.
أما بالنسبة لظروف العمل فحدّث ولا حرج، غير متوفّرة ولا تصب في مصلحة المراسل، ذلك بدءا من غياب تأمينات، عقود ولا راتب شهري، وصولا إلى أن الوضعية تؤثر سلبا على مردودية المراسل، سيما وأن مهنة الصحفي شاقة ومتعبة للغاية، ورغم المجهودات المبذولة من طرفه يبقى مهمّشا، فتبقى هذه المعاناة قائمة في واقع المراسل الصحفي الجزائري وقطاع الإعلام بشكل عام، إلى غاية أن يصبح للمراسل الصحفي في يوم من الأيام مواد قانونية تسيّره وتحمي حقوقه وعمله. كما نتمنى أن تسند المهنة لأهلها لا غير حتى تجد المهنة طريقها للاحترافية، سيما وأن المهنة أضحت مهنة لا مهنة له، وهو ما أثّر على مستوى القطاع، فضلا عن غياب التكوين للأجيال الجديدة، الذين اقتحموا المجال دون أي تأطير أو مرافقة، هنا يجب إعادة النظر وتطهيره من جميع الدخلاء.