يرى رئيس جمعية صحافيي العاصمة سليمان عبدوش، أن المراسل تعترضه صعوبات جمّة أثناء عمله الميداني اليومي قد تؤثّر بشكل سلبي على نفسيته أولا، وعلى أدائه ومصادر المعلومة ما جعله يوجه نداءً للقائمين على الاعلام بالجزائر، يطالبهم بضرورة الالتفات إلى هذه الفئة، وتحسين ظروف عملهم من خلال سن قانون يحميهم ويحفظ حقوقهم.
- الشعب: ما هي الصّعوبات والعراقيل التي تواجه المراسل الصحفي؟
سليمان عبدوش: عمل المراسل هو تنوير الرأي العام، وما دام له هذه الصّفات المرموقة، فإنّ من الواجب مساعدته في الوصول إلى مصادر الخبر.
والمراسل هو صحفي ميداني لأي مؤسسة إعلامية، لأنه على دراية بما يحدث في منطقته، ينقل انشغالات المواطنين وينتظر الرد من طرف الإدارة المخولة لذلك، بالاضافة إلى هذا فإنّ الغالبية يعملون دون تأمينات ولا عقود ولا راتب، ومن الطبيعي أن تؤثر هذه العوامل على مردوده.
ورغم المجهوادت الكبيرة التي يبذلها لا يزال مهمّشا، ويعاني العديد منهم من المتابعات القضائية، لذا يجب أن يعاد النظر في أوضاعهم المهنية.
- بحكم تجربتك في الصّحافة المحليّة، ما رأيك في الإعلام الجواري وتكوينه لرجال الإعلام؟
غالبية المراسلين الصحفيين لا يخضعون للتكوين باستثناء بعض المؤسسات الاعلانية التي تنظّم دورات تكوينية لمراسليها في الإعلام العمومي، وأنا أرى بأن الإعلام الجواري هو ذلك الإعلام الذي ينقل ويحتك مباشرة بالمجتمع الذي يعيش يومياته ويجيب على تطلعاته، وهو ناقل لرسالة محلية تفاعلية، أما عن التكوين فهوغائب ماعدا بعض المبادرات التي مكّنتنا من خوض تجربة تكوين محلي، كما توجد عدة مراكز خاصة تشرف على تكوين الإعلاميين، إلا أن المراسل المحلي يعتمد على طريقته الخاصة في تكوين نفسه، إما بالممارسة أو الاطلاع الذاتي، رغم وجود مراكز للتكوين انتشرت مؤخرا، منها مركزي عنابة ومعسكر وغيرهما. وهنا أطلب من الجرائد أن تشرف على تكوين مراسليها مثل جريدتكم الموقّرة حتى يعمل المراسل المحلي بأريحية، ويحب توفر امكانية الوصول الى المعلومة، تحسين ظروف العمل وإخضاعه لدورات تكوينية.
- حدّثنا عن المشكل الذي يواجه المراسل الصحفي؟
كما قلت هنا إشكال في ظل غياب قانون للمراسل الصحفي، ما زاد من معاناته اليومية في التعاطي مع مختلف الجهات، ولابد من إصدار قانون إضافي يشترط تسليم بطاقة المراسل الصحفي المعتمد في الولايات، وهنا يحل الإشكال نهائيا، ومن هذا المنبر الإعلامي وعبر هذا الحوار، أناشد وزير الاتصال بالنظر في هذا الأمر ممّا ينظّم أكثر الإعلام لأنه في كل الولايات تجد المراسلين الصحفيين هم من يزوّدون الجرائد يوميا بالمقالات وفي جميع المجالات رياضة، ثقافة، سياسة، أمن، محليات ومجتمع.
وأعتقد أن السنين التي ستمر على الصحافة الجزائرية بشقيها العمومي والخاص، ستحسّن يوما من أدائها باتجاه أسرة المراسلين كحلقة أساسية في مهنة المتاعب، غير أنّ الواقع الذي عشناه والذي لا زلنا نعايشه داخل هذه المنظومة التي يُقال أن عملها تحسّن وتطور لكن الحقيقة خلاف ذلك.
ربما وجهة التحسن هذه التي حدثت في جوانب أخرى تم تخصيص لها قدر من الاهتمام من قبل القائمين على بعض العناوين الإعلامية بالجزائر، وذلك على حساب مجهودات وتضحيات المراسل الصحفي الذي يعد الحلقة الرئيسية في المنظومة الإعلامية.