ملف معقّد ومتداخل بتمنراست

المؤسسات تفرض شروطا تعجيزيّة

تمنراست: محمد الصالح بن حود

يتجدّد الحديث والجدل بعاصمة الأهقار بين أوساط الشباب، لحظة كل إعلان عن عروض عمل وطلب مناصب تشغيل عبر وكالة التشغيل لإحدى المؤسسات، ويتطور في بعض الأحيان إلى احتجاج والمطالبة بمناصب أخرى من أجل إمتصاص والتقليص من البطالة، نظرا لعدد طالبي العمل والمنتسبين للوكالة الولائية للتشغيل بولاية تمنراست،

حيث تشير الأرقام والإحصائيات التي تحصلت عليها «الشعب» من الوكالة الولائية، أن عدد المنتسبين خلال أواخر الشهر المنصرم بلغ 14781 طالب عمل في مختلف الصيغ (اليد العاملة، تأهيل متوسط، تأهيل عالي).
يحدث هذا مع تواجد مؤسسات عمومية وشركات في مختلف النشاطات على تراب الولاية، والتي في رأيهم لا توفر لهم المناصب التي كانوا يأملون فيها، وبالعدد الذي يلبي رغباتهم، أين تم تسجيل إستقبال الوكالة الولائية للتشغيل خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية 1314 عرض عمل على أساسها تم توجيه 2943 طالب عمل لتلبية العروض المقدمة، الأمر الذي مكن من تنصيب 512 طالب عمل. في هذا الصدد، ورغم هذه الأرقام أكّد العديد من الشباب البطال في العديد من المناسبات عدم رضاهم عن وضعية التشغيل بأكبر ولاية من حيث المساحة بالوطن، خاصة عندما يتعلق الأمر بعروض العمل التي يتم فيها وضع مقاييس يصعب توفرها في غالبية طالبي العمل، الأمر الذي زاد من معاناتهم وإستيائهم، وجعلهم يطالبون بوضع حد لهذا التعسف على حد تعبيرهم، خاصة عند وضع معايير تعقد وتصعب من حصول البطال العادي من منصب عمل. 
في نفس السياق، أكّد أحد إطارات الوكالة الولائية للتشغيل لـ «الشعب»، أن جل العروض المقدمة من طرف المؤسسات يتم فيها وضع شروط تعجيزية، غالبا ما تقف في وجه طالبي العمل وتصعب من الحصول على منصب عمل، الأمر الذي جعل العديد من عروض العمل يتم إرجاعها دون أن تتم عملية التوظيف، وهذا بحجة عدم توفر الشروط المناسبة لدى طالبي العمل.
يضيف أحد الشباب أنّ هذه الوضعية التي تضاف لها عوامل أخرى غالبا ما تثير الإستياء لدى الشباب البطال، أين يتم تقديم عروض عمل من طرف شركات خاصة وبعقود محدودة، وفي أماكن بعيدة يصعب فيها العمل إذا ما تم مقارنة الإمتيازات المقدمة من طرف الشركة وطبيعة العمل، مما يؤدي إلى رفض طالبي العمل الإلتحاق بهذه العروض، ومنه يتم تصنيف هذه الحالة في خانة رافضي العمل، وهذا دون الأخذ بعين الإعتبارات معاناة الشباب وسبب رفضهم للعمل في مثل هذه المؤسسات أو الشركات.
ويضيف المتحدث أن هذه العوامل أدت بالعديد من طالبي العمل بفقدان الثقة، في شفافية عملية تقديم عروض العمل من طرف المؤسسات التي تطلب شروط مجحفة، الأمر الذي جعل الكثير من حاملي الشهادات العليا يرفضون الإنتساب للوكالة، الأمر الذي تؤكده الأرقام والإحصائيات، أين تم تسجيل 2770 طالب عمل حامل للشهادات العليا، رغم تواجد الكثير من حاملي الشهادات بعاصمة الأهقار، مقارنة بالصيغ الأخرى أين تم تسجيل 2648 مسجل دون تأهيل، و9363 تأهيل متوسط أو ما يعرف بمنتوج التكوين المهني والتأهيل.
وفي ظل هذه الوضعية يشدّد طالبو العمل على ضرورة إعادة النظر من طرف المؤسسات التي تقدم عروض العمل، وبشروط في متناول طالبي العمل من أجل امتصاص البطالة واستغلال المناصب المقدمة على أحسن وجه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024