تعتبر الدكتورة العلجة هذلي المنحدرة من بلدية برهوم بالمسيلة من النساء اللواتي صنعن أمجاد التعليم بالولاية بمختلف أطواره التعليمية، وجعلن من قدسية العمل بمثابة سيرة ذاتية ثابتة من خلال السعي لإيصال الرسالة وأداء الواجب المهني بكل ما يتطلّبه الأمر رغم العراقيل التي زادتها إصرارا وعزما على إيصالها.
بدأت الدكتورة العلجة هذلي مشوارها التعليمي حسب ما روته لـ «الشعب» بعد تفوّقها في الدراسة بالأطوار الثلاث رغم كونها من أسرة معوزة، وهو ما هز في نفسها رفع التحدي من خلال الحادثة التي ما تزال راسخة في ذهنها لغاية اليوم عندما عادت إلى المقاعد رفقة زميلاتها اللواتي يرتدين أحسن الألبسة الجديدة عكسها تماما، كانت بمثابة نقطة تحوّل في التحصيل، وخير دليل هو احتفاظ العلجة بكشف نقاط عمره 37 سنة يزخر بنقاط جيدة جدا، تحصّلت على شهادة البكالوريا تخصص آداب، وتابعت دراستها بمعهد الآداب بولاية قسنطينة لتتحصّل بعدها على شهادة ليسانس بدرجة مشرفة بعد قضاء أربع سنوات ولجت بعدها عالم التدريس كمستخلفة، ثم أجرت بعدها مسابقة لتوظيف الأساتذة التعليم الثانوي، وهكذا التحقت بثانوية هواري بومدين كأستاذة لغة أدب قضت فيها 18 سنة من التعليم الثانوي، لتقرّر بعدها المشاركة في مسابقة الماجيستير بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، وكانت من الأوائل عملت بها كأستاذة مساعدة في سنة 2012، حيث تمكّنت من معالجة أطروحة الدكتوراه الموسومة بالتجريب في النص المسرحي الجزائري المعاصر سنة 2016.
وأشارت الدكتورة العجلة في حديثها لـ «الشعب» إلى أنّ أهم طموحاتها كانت مواصلة الدراسات العليا، خاصة وأنّ الإنسان حسبها مهما كان لا يشبع منهم العلم، خاصة وأنها كانت تضع نصب عينيها قول المتنبي «ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام»، فعزمت على مواصلة الدرب الصعب والطموح إلى نيل درجة الأستاذية، معتبرة أن مهنة التدريس مهنة شاقة وصعبة جدا تتطلب الإلمام بالمادة وحسن المعاملة والصبر الكبير، خاصة إذا كانت للمدرسة أسرة مسؤولة عنها وهوما يصعب مهمة التوفيق بين الطرفين، إلاّ بتفهّم الزوج الذي قدم لها الكثير من أجل تذليل الصّعاب والعراقيل، وكان سندا دائما لها في جميع مناحي الحياة.