تعد السيدة فاطمة الزهراء قسوم من بين النّقابيات النّاشطات والمهتمات بترقية أداء المرأة الموظّفة بولاية المدية، ضمن الأمانة الولائية لمستخدمي الإدارة العمومية «السناباب» بقصد تحسين مردودية المرفق العام.
بدأت السيدة فاطمة الزهراء قسوم مشوراها المهني كأستاذة في مادة اللغة الإنجليزية لمدة 16 سنة في التعليم الثانوي و10 سنوات في التعليم المتوسط، كما تحصّلت على شهادة ليسانس في العلوم القانونية والإدارية وليسانس في مادة اللغة الإنجليزية، ممّا أهّلها على فرض ذاتها بدءا من نائبة رئيس فرع متوسطة خديجة بن يخلف، وبعد نضالها المستميت في هذا الفرع لفترة من الزمن استدعيت إلى الأمانة الولائية من طرف الأمين الولائي العام لشغل منصب أمينة ولائية مكلفة بالمرأة الموظفة.
كشفت هذه النّاشطة بأنّ ولوجها في العمل النقابي جاء بقصد الدفاع عن مصالح موظفي القطاع، ورفع انشغالاتهم إلى الجهات المعنية، ومحاولة البحث عن الحلول للمشاكل المطروحة محليا من أجل تحسين المناخ العام للعمال، ووضع حد لبعض التصرفات غير المسؤولة والضغوطات التعسفية من طرف بعض الإدارات واسترجاع قيمة وطمأنينة الموظف، خاصة في قطاع التربية لأجل رفع مردودية التعليم، فضلا على أنه ونظرا لضعف ترشح المرأة الموظفة للمناصب القيادية في النقابة، والذي لا يتماشى مع حضورها في ميدان العمل، أوضحت في هذا الصدد: «أردت أن أبرهن أن المرأة بإمكانها أن تتحمّل المسؤولية،وقادرة على طرح انشغالاتها دفاعا عنها بنفسها».
واعتبرت السيدة قسوم بأنّ هذه المكانة التي باتت تحظى بها المرأة الموظفة بهذه الولاية لم تأت عفويا بل كانت نتيجة نشاطات محلية، وأهمها «دور المرأة النقابية في تطوير الإدارة العمومية والوطنية ومنها «دور المرأة الموظفة في الحوار الإجتماعي، وقد مكّنتني هذه التجربة الميدانية من اكتساب الثقة بالنفس وحب التطور من أجل حل مشاكل الموظفين، بفضل دعم زملائي دون نسيان الدعم المعنوي الكبير لأسرتي والتي لم تصطدم مع نشاطي، وهذا بسبب برمجة الوقت واستغلاله على أحسن وجه».
وقالت السيدة قسوم وفق نظرتها العملية بأن العمل النقابي هو تضحية، انتماء ونضال من أجل قضايا عادلة نؤمن بها لصالح العمال، وهو كذلك تضامن حقيقي بين العمال، يجب أن يكون ممنهجا ضمن تخطيط علمي ومهارات فنية تجمع بين الأنشطة والتكوين والواقع والانشغالات.
ودعت هذه المتحدّثة في هذا الصدد من خلال نصيحتها للموظفين والعمال في مناسبة اليوم العالمي للشغل، للتفكير بطرق أخرى في النضال النقابي يتناسب وحجم مشاكل العمل والبيئة الاجتماعية والمتغيرات السياسية والإقتصادية.