لايزال ملف الهاجس الأمني المتمثل في الإعتداءات المتكررة على الطلبة والطالبات بالإقامات الجامعية مطروحا بحدة في ظل الإجراءات المعمول بها، والتي يعتبرها المقيمون بهذه الهياكل الخدماتية غير كافية لتحقيق الطمأنية بنفوس الطلبة من الجنسين، الذين طالبوا بالإنتقال إلى أساليب أكثر صرامة ومراقبة كاعتماد بطاقات طمأنينة الإلكترونية في تحديد هوية كل منتسب لهذه الإقامة أو تلك.
بنظر المنتسبين لهذه الهياكل الخدماتية بالإقامات الجامعية بكل من إقامة فاتح نوفمير للذكور والبنات بجامعية حسيبة بن بوعلي بحي السلام أو تلك المتواجدة بالقطب الجامعي بأولاد فارس أو غيرها من المراكز التي تستقطب أعدادا هائلة من الطلبة والطالبات، فإن تحقيق الأمن وتوفيره بالشكل الكافي والصارم والدقيق مسألة صارت مطروحة بين أوساط الطلبة والطالبات المنتمين للتنظيمات الطلابية المتمثلة في التنظيم الطلابي الحر والرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين وتنظيم الريال، وغيرهم من التنظيمات التي طالما رفعت الملف وحذرت من عواقبه في السلوكات وبعض الممارسات التي ما فتئت تسجلها من حين إلى آخر، يقول «سمير» وزميله «خالد» و»سفيان» الذين تحدثوا لنا بكل أسف عن بعض الحوادث التي كان من ضحاياها طالبات، ولم يسلم منها حتى الطلبة بالطريق المؤدي لإقامة البنات والذكور بحي السلام، وكذا المضايقات التي تسجل يوميا من طرف بعض المتهورين من أصحاب السيارات والدرجات النارية الذين يتحاشون الدوريات الأمنية غير المنتظمة، يقول محدثونا من الطلبة الذين أصروا على التطبيق الصارم والردع لمثل هذه الممارسات المشينة.
ومن جانب آخر، تحدّث إلينا بعض الطلبة والطالبات عن بعض الحلول الناجعة التي في إمكان الجهات المعنية اللجوء إليها واعتمادها كأساليب عملية تتمثل في منح الطالب والطالبة المقيمة بالإقامات الجامعية بطاقة إلكترونية مغناطيسية شخصية، يستحضرها عند الدخول والخروج عند مروره عبر جهاز إلكتروني تحت مراقبة أعوان الحراسة المدنيين مع تثبيت الرقم السري للحارس الذي لا يمكن تغييره بأي أحد كان أو شخص ينوب عنه. هذه الوضعية فعّالة ومن شأنها ضمان التنظيم الأمني داخل الإقامات الجامعية الموضوعة تحت عيون دوريات راجلة لفرق مكلفة بالحراسة والتفتيش.
وبحسب الطلبة فإن مثل هذا التنظيم الذي تساهم فيه الإدارة بشكل فعال من شأنه ضمان الظروف الأمنية وطمأنة النفوس للطلبات والطلبة معا. وبنفس المعاملة تتم عملية المراقبة عند مدخل المكتبات والمطاعم الجامعية وحتى الأبواب المركزية للجامعات ومراكزها ينبغي تزويدها بأجهزة إلكترونية خاصة بالبطاقات المغناطسية الشخصية للطالب والطالبة.
أما بخصوص الإجراء الثاني ركّز الطلبة وممثلوهم عن إلزامية التكوين لأعوان الحراسة والأمن المدنيين ضمن معاهد خاصة، مع ضمان الرسكلة الدائمة لهؤلاء المنتمين لهذا الجهاز الوقائي يقول محدثونا من أعضاء التنظيمات الطلابية وغير المنتمين لأي تنظيم حسب قول «عبد الله»، «جمال»، «لمياء» و»نجاة» وصديقتها «فيروز» ممّن شدّدوا على هذه المعايير التي ينبغي توفّرها في أعوان الحراسة بالإقامات، والذين ينبغي أن تتوفر لديهم مستويات علمية مقبولة لأنهم حسب «فيروز» يتعاملون مع وسط علمي وثقافي وتعليمي لا يمكن تجاهله في أداء مهامهم، يقول محدثونا بعين المكان.