السيدة حليمة بوفلجة فلاّحة من منطقة سيدي لحسن بولاية سيدي بلعباس، استطاعت وبفضل إرادتها القوية أن تقتحم عالم الفلاحة وتحقق التميز والتفوق محطّمة جميع العراقيل، ومؤكدة أن الإستثمار الفلاحي مجال كغيره من المجالات التي نجحت المرأة في ولوجها وتطويرها، وأثبتت من خلال تجربتها الناجحة الدور الكبير الذي تلعبه المرأة الريفية في التنمية المحلية.
امتهنت السيدة حليمة الفلاحة سنة 2004 بعدما ورثت قطعة أرضية وورثت معها حبها للفلاحة وكل ما له علاقة بالأرض، حيث كانت بداياتها مع زراعة مختلف أنواع الخضر قبل أن تفكر في زراعة النباتات العشبية باعتبارها زراعة غير منتشرة بكثرة في الولاية لتنتقل بعدها إلى تجربة زراعة الحبوب، حيث قامت منذ عامين زراعة 4 هكتارات من القمح وهكتارين من الشعير. وتعتبر مشروع إنشاء مستثمرة فلاحية بمثابة الحلم الذي راودها منذ صغرها، حيث كانت تساعد عائلتها في خدمة الأرض وتربية الأنعام، بالنظر إلى الطبيعة الجغرافية التي تعيش فيها، وهو ما أدّى إلى علاقة حب وطيدة بينها وبين الأرض والفلاحة.
وتضيف: «في بداية المشوار كانت نظرة المجتمع غريبة نوعا ما، لكن سرعان ما تبدّدت هذه الأفكار السّلبية بعد تحقيقي لعديد النجاحات، بل أصبحت مثالا للكثير من النسوة في منطقتي ممّن فكّرن في ولوج عالم الفلاحة من أبوابه الواسعة، خاصة بعد نجاحي في التوفيق بين خدمة الأرض والبيت، وتنظيم برنامجي اليومي بين الفلاحة والإهتمام بالبيت».
ورغم نجاحها في عديد الزراعات، إلا أن طموح السيدة حليمة جعلها توسّع من نشاطها الفلاحي من خلال التفكير في القيام بتجارب زراعية جديدة غير مسبوقة بالولاية بهدف تنويع النشاط وتنويع مصادر الدخل أيضا، حيث عمدت السنة الماضية للقيام بتجربة زراعة الباميا أو ما يعرف لدى الكثيرين بالقناوية أو الملوخية، وهي زراعة حديثة بالولاية باعتبار أن هذا النوع من الخضروات غير معروف لدى سكان الولاية، ولا يدخل ضمن ثقافتهم الإستهلاكية، وتقول السيدة حليمة أنها قامت بتجربتها هذه بمساعدة صهرها المنحدر من دولة مصر، والذي جلب لها البذور التي قامت بزراعتها والإعتناء بها، وتوفير كل الشروط لها حتى نجحت في جني المحصول وتسويق كامل الكمية المنتجة لزبائن جلهم من الرعايا العرب المقيمين بالولاية. وتطمح مستقبلا إلى توسيع زراعة هذا النوع من الخضار المفيدة للصحة بعد أن طلبت قرض التحدي من أجل إنشاء بيوت بلاستيكية لإنتاج مختلف أنواع الخضر على مدار السنة خاصة الباميا، كما قامت بتجربة ناجحة لإنتاج جبن المزرعة بالذوقين المالح والحار، والذي يعتبر صحيا نظرا لعدم احتوائه على مواد حافظة، وهي بصدد خوض تجربة استزراع 200 سمكة من مختلف الأنواع بحوض مائي متواجد بمزرعتها، في خطوة لتنويع منتجاتها الفلاحية وتطوير مستثمرتها لتكون نموذجية ورائدة في إنتاج كل ما هو جديد.
تؤكّد السيدة بوفلجة أنّ الوقت حان لتثبت المرأة قدراتها في المجال الفلاحي، وتعمل على إنجاز مشاريع ناجحة ولا تكتفي بالزراعات المحدودة والمعاشية، بل تتعدى ذلك إلى الإنتاج الكمي والنوعي، والمشاركة في التنمية المحلية والوطنية.