سليمة غقالي صاحبة مؤسّسة للنّظافة:

مساري المهني صعب لكنّه ممتع

ورڤلة: إيمان كافي

من بين عديد النساء اللواتي رفعن راية التحدي لكسر القيود التي تكبل تواجد المرأة في عالم الشغل، غقالي سليمة، مهندسة دولة في الهندسة المدنية وعضوة مجلس وطني في المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين وأم لطفلين، مقيمة ببلدية حاسي مسعود وامرأة أعمال متوسطة المستوى.

تقول السيدة سليمة، صاحبة مؤسسة للنظافة، أن المجال الذي تشتغل فيه والمتعلق بجمع وإزالة القمامة، هو أحد المجالات التي يقل فيها حضور المرأة نظرا لنوعيته المرتبطة بعدة أطر، كما أنه ليس بالسهل حتى على الرجل.
وقد انطلقت فعليا في تجسيد مشروعها هذا منذ سنة 2009 بعد استفادتها من قرض من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، تعتبر أن الكثير من العوامل دفعت بها إلى الانخراط والعمل في هذا الميدان الذي أحبته، والذي ترى نفسها متمكنة فيه أولا وكذا قناعتها بأنه عمل فيه أجر كبير كما ذكرت في حديثها لـ «الشعب»، وذلك انطلاقا من فكرة راسخة أرادت دعمها في المحيط الاجتماعي وهي «النظافة من الإيمان»، مضيفة أنها بعد الدراسة التقنية لهذا المشروع، وجدت «أنه وبناء على طبيعة المنطقة التي تريد تجسيد المشروع فيها، فإن هناك العديد من المحفزات الداعمة لهذا النشاط الذي كان الاستثمار فيه محدودا في ذلك الوقت، فنسبة نجاح المشروع كبيرة والعامل الآخر المنطقة الصناعية وهي حاسي مسعود، التي ساعدها وجود الشركات الأجنبية والوطنية بكثرة في تسيير الشغل ونجاحه».
اعتبرت سليمة غقالي أنّ بداياتها كانت ككل البدايات محفوفة بالصعوبات لم تكن سهلة، وهذا شيء طبيعي فقد كان الأمر مرتبطا مع ملفات الوكالة والسجل التجاري وغيرها، ورغم النجاح المحقق نسبيا إلا أنها وصفت مسارها المهني بالصعب والممتع معا، أما فيما يخص نجاح المرأة في التوفيق بين عملها وأسرتها فهذا يرجع لشخصية المرأة ومدى تمسكها بطموحها الذي تريد تحقيقه والوصول إليه حسبما أوضحت، مؤكّدة أن عمل المرأة ليس سببا لفشلها في تسيير شؤون أسرتها، في حين هناك بعض الماكثات في البيوت فاشلات، كما أن الشيء الضروري لنجاح المرأة هو تنظيم حياتها والاجتهاد للوصول لتحقيق أهدافها.
اليوم تطمح السيدة سليمة وهي مسيّرة لمؤسسة توظّف 14 عاملا التوسيع في المؤسسة، والنشاط في مجالات أخرى حسب القدرة والكفاءة، وتضع هدف المساهمة في السوق المحلية من أجل دعم الاقتصاد الوطني وخلق مناصب شغل للشباب، والمساهمة في امتصاص البطالة من بين أبرز اهتماماتها، حيث أكّدت أنها ورغم الصعوبات التي تعاني منها في بعض الأحيان، إلا أنها ستبقى تعمل على الرفع من سقف طموحاتها عاليا وخدمة محيطها، مشيرة إلى أنها تحرص كثيرا على المشاركة في العمل التطوعي، وفي تنظيف بعض الشوارع في بعض الأحيان من أجل ترسيخ ثقافة الاهتمام بنظافة المحيط لدى العام والخاص.
محدّثتنا أشارت إلى أن من بين الانشغالات التي تريد طرحها هو تطبيق المنح التفضيلي للطلب العمومي للمؤسسات المصغرة، التي تنص ضمن قانون الصفقات العمومية على منح 20 في المائة من المشاريع العمومية.
واختتمت سليمة غقالي حديثها معنا مؤكّدة أن نظرتها للمرأة وخاصة المرأة المحلية أنها تستحق كل التقدير والتشجيع من وسطها العائلي أولا والوسط المهني، مضيفة «أننا مطالبون اليوم أكثر من أي يوم مضى بتشجيعها والوقوف إلى جانبها ودعمها من أجل تعزيز حضورها في عالم الأعمال، وتحقيق مساعي النهوض بالاقتصاد الذي  يجب عليها أن تكون فيه سندا للرجل وفخرا للوطن».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024