ترتكز دراسة مطابقة العروض التكوينية في ولاية ورقلة على عدة أطر مرجعية بالأساس تحتكم إلى الطابع الذي تعرف به المنطقة أولا، بالإضافة إلى مواكبتها لمختلف التطورات والتحولات التي يعرفها المحيط الاقتصادي حسب مصالح مديرية التكوين المهني، ومن هذا المنطلق فإنه بالإضافة إلى العديد من التخصصات المهمة، يحظى خاصة التكوين في مجال البترول باهتمام خاص تعززه طبيعة النمط الاقتصادية الذي تعرف به الولاية.
تخضع عملية تحديد الاختصاصات الجديدة في التكوين المهني إلى مجموعة من الإجراءات المتبعة من طرف الهيئة الوصية، وذلك انطلاقا من دراسة احتياجات كل منطقة على حدا وتحديد طبيعتها سواء كانت فلاحية أو صناعية، بالإضافة إلى مراعاة متطلباتها الضرورية وأهم القدرات والإمكانيات التي تتميز بها، كما يتم توفير بعض التخصصات الجديدة التي من شأنها توفير أيدي عاملة ذات كفاءة مهنية على المدى المتوسط والبعيد في مختلف القطاعات التي تشهد تطورا تدريجيا في الولاية.
وفيما يخص التكوين في مجال البترول الذي يعد من أهم مميزات سوق الشغل بورقلة وأكثر الميادين جذبا للأيادي العاملة من شباب المنطقة، فإنه تجدر الإشارة بهذا الصدد إلى أنه تمّ خلال بداية هذه السنة تمّ إطلاق أول دفعة من مركز التكوين المهني المتخصص في تلحيم الأنابيب البترولية التابع للمعهد الجزائري للبترول مدرسة حاسي مسعود تتكون من 43 متربّص باشروا تكوينهم منذ جانفي 2019 لمدة 6 أشهر.
ويدخل هذا النوع من التكوين في إطار اتفاقية بين كل من مجمع سوناطراك ومديرية التكوين المهني لولاية ورقلة تم إمضاؤها مؤخرا، حيث تتضمّن امكانية توسيع طاقة استيعاب مركز التكوين وتزويده باختصاصات أخرى من أجل تحسين جودة تكوين اليد العاملة في ولايات الجنوب من خلال تفعيل برامج التكوين وتوفير البنية التحتية البيداغوجية، وتسخير كل التجهيزات والوسائل المتاحة من أجل ضمان السير الحسن لهذه البرامج التكويني الموجه لفائدة الشباب المتربص، وتسهيل دمجه في الحياة المهنية من جهة، وإشباع حاجات قطاع المحروقات من اليد العاملة المتخصصة في تلحيم الأنابيب البترولية من جهة أخرى.
وتوفّر التّخصّصات المتاحة للتكوين بولاية ورقلة تلبية للطلب على التخصصات التي تتيح فرصا أكبر للتشغيل والأكثر إقبالا من طرف المترشحين، حيث يهتم القطاع محليا خلال الدخول المهني لدورة فيفري الجاري على تنويع عروض التكوين التأهيلي على المدى القصير والتركيز بصورة أكبر على نمط التكوين عن طريق التمهين، ومن شأن هذا الدخول أن يسمح بتوفير اختصاصات جديدة تتمثل في تقني صيانة الأنظمة الميكانيكية الآلية في المستوى الخامس، صيانة الأنظمة الميكانيكية المستوى التأهيلي الرابع، عون العبور والجمركة المستوى التأهيلي الرابع، الفندقة والإطعام المستوى التأهيلي الثاني وتخصص نحت وتركيب الحجر والرخام المستوى التأهيلي الثاني.
وتتوزّع التّخصّصات الموجودة على 8114 منصب تكويني جديد، منه 2125 منصب بيداغوجي في النمط التكويني الإقامي، 325 في التكوين عن طريق المعابر، 250 للتكوين في الدروس المسائية، بالإضافة إلى 2789 منصب بيداغوجي للتكوين عن طريق التمهين و3200 منصب للتكوين التأهيلي منهم 1765 منصب مخصص للمرأة الماكثة بالبيت، و1060 منصب للمؤسسات الخاصة المعتمدة منها 85 منصب متوّج بشهادة، هذا فضلا عن 985 منصبا للتكوين عن بعد منها 85 منصب متوّج بشهادة، وبذلك فإن التعداد الإجمالي للمتربّصين خلال دورة فيفري 2018، سيبلغ 15.836 في أنماط وأشكال التكوين المختلفة، التأهيلية والمتوّجة بشهادة.
يذكر أن قطاع التكوين المهني بالولاية يتوفر على 20 مركزا للتكوين المهني، منها 3 مراكز صدر قرار إنشائها مؤخرا، 5 معاهد وطنية متخصصة في التكوين المهني، معهد للتكوين والتعليم المهنيين مختص في الهندسة البيداغوجية وتكوين ورسكلة إطارات القطاع، معهد للتكوين المهني، 18 مؤسسة خاصة معتمدة، مركزا للتعليم المهني عن بعد، بتأطير إجمالي يصل إلى 610 أستاذ.