أحصت مصالح الحماية المدنية لولاية سيدي بلعباس وفاة 7 أشخاص من بينهم 4 نساء وطفل إختناقا بالغاز خلال السنة الماضية 2018، فيما تمّ إنقاذ 34 شخص تعرّضوا للإختناق بالغاز من بينهم 11 طفل و10 نساء، وهي الإحصائيات التي تبين الإرتفاع المتواصل لحالات الإختناق بالغاز من موسم لآخر، الوضع الذي يتطلّب تكثيف حملات التحسيس والتوعية للحد من هذه الحوادث.
كشفت المعاينات الأولية لمصالح الحماية المدنية أنّ السبب الرئيس لحالات الإختناق التي وقف عليها الأعوان تعود أساسا لانعدام التهوية داخل مساكن الضحايا خاصة القاطنين بالشقق، فيما يعود السبب الثاني إلى عدم الأخذ بمقاييس السّلامة التي تعد أساسية في تركيب الأجهزة لا سيما ما تعلق بعدم إحترام شروط توصيل المدفئات والمسخنات المائية داخل المساكن وعدم صيانة الأجهزة قبل إستعمالها مع بداية الفصل البارد، وعدم مراقبة قنوات صرف الغاز المحروق.
وحسب ياسمين أبركان رئيسة مصلحة حماية المستهلك بمديرية التجارة، فإن الأجهزة التي تعمل بمادة الغاز تخضع لقواعد تقنية تحدد متطلبات السلامة بموجب تعليمة الوزارية المشتركة الصّادرة بتاريخ 31 يناير 2016، والتي تقضي بأن يكون كل جهاز مصحوبًا بشهادة ضمان عند إدخاله السوق، وهو ما يعتبر حق من حقوق المستهلك في إمتلاكه لوثيقة مرفقة تضم احتياطات الاستخدام، لمساعدته على تثبيت جهازه بشكل صحيح والحفاظ عليه بطريقة تسمح له باستخدامه استخداما جيدا. وأضافت أنّ عملية مراقبة تجارة الأجهزة المنزلية خاصة ما تعلق بالمنتجات التي تعمل بالغاز تتركز أساسا على التحقق من مطابقة الأجهزة، توفر شهادة الضمان، ووضع العلامات ودليل الإستخدام، مؤكدة أنّ مصالح التجارة لم تتلق أيّة شكوى من قبل المستهلكين حول جودة المنتجات المعروضة للبيع طيلة سنة 2018، مشيرة إلى أن يقظة المستهلك تعد أهم آلية للوقاية من خطر الإختناقات من خلال إحترام معايير استخدام وصيانة المنتجات.
على مستوى السوق المحلية يؤكّد العديد من التجار أن العديد من الزبائن يهتم بشكل كبير بجودة المنتج أكثر من اهتمامه بالسعر خاصة ما تعلق بالمدفئات ومسخنات الماء، ويضيف هؤلاء أنّ معظم المنتجات المعروضة وعلى اختلاف علاماتها التجارية تضم شهادات ضمان لمدة سنتين لا أكثر، حيث تصنع جل هذه المنتجات محليا بأجزاء مستوردة من الخارج، بعد أن يتم التجميع محليا، مؤكدين أن طريقة توصيل أجهزة الغاز، واحترام تعليمات السلامة، ولا سيما التهوية وصيانة الأجهزة قبل كل إستخدام، ويقظة المستخدم تبقى الوسيلة الأساسية للحماية من جميع مخاطر وحوادث الإختناق بغاز أول أكسيد الكربون.
وفي ذات السياق، تواصل شركة توزيع الغاز للغرب بسيدي بلعباس حملتها التحسيسية للوقاية من اخطار الغاز، من خلال تنظيم حملات توعوية على مستوى المدارس الإبتدائية، تنظيم أبواب مفتوحة على مستوى مقراتها للتحسيس بمخاطر الإستعمال الغير آمن للغاز، فضلا عن مباشرتها لحملة دق الأبواب والتي تهدف إلى تحسيس الزبائن حول مخاطر الغاز، بمشاركة عدة فاعلين في الميدان كالحماية المدنية، التجارة، الأمن الولائي، والمنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، بالإضافة إلى لجان الحي، وهي الحملة التي مسّت في أول خرجة لها حي 1500 مسكن بالبوسكي أين تم توعية السكان بخطر القاتل الصامت، كما تمّ تقديم نصائح حول مخاطر الغازات المحروقة وتمت أيضا معاينة عديد الشقق المتواجدة بالحي المذكور من خلال معاينة التركيب الداخلي للغاز، فتحات التهوية، طبيعة الأجهزة التي تعمل بالغاز، معاينة المداخن المتواجدة بالعمارات، في خطوة لمد يد المساعدة لتدارك النقائص بالعمارات، وإصلاح ما يمكن إصلاحه من أخطاء قد يرتكبها المواطن من دون أيّة دراية أو قصد.
هذا وقام عناصر الحماية المدنية بتقديم درس تطبيقي حول الإسعافات الأولية لشخص مختنق بالغاز لفائدة سكان الحي لتوسيع ثقافة الإسعاف الأولي، ومساعدة شخص في حالة اختناق بطرق آمنة وصحيحة.