تعد بلدية توسنينة غرب عاصمة الولاية تيارت بحوالي 40 كلم من البلديات التي تتوفر على مداخيل مالية كبيرة من شأنها تجسيد مشاريع واعدة تلبي متطلبات المواطنين، رغم أن المجلس البلدي سعى خلال سنة 2018 الى استكمال جل المشاريع المسجلة.
رئيس بلدية توسنينة السيد حمري خالد مقتنع بما حققه المجلس الشعبي البلدي فيما يخص تنفيذ المشاريع المسجلة رغم قلة الموارد، حيث صرح لنا ان بلديته تحتاج الى مشاريع واعدة ولا سيما في الوسط الريفي، كونها منطقة فلاحية ورعوية وبها عدد معتبر من الدواوير تفتقر الى الطرق والكهرباء الريفية.
رئيس البلدية أكّد أنّ أولويات السنة الجديدة الحالية 2019 تتمثل في الطرق و المسالك وهو أساسي يراه محدثنا يربط عدة بلديات كملاكو، مدريسة والسوقر، وهو طريق محوري يستطيع فك العزلة عن ساكني عدة دواوير بتوسنينة والمقدر عددهم بـ 1000 نسمة، زيادة على دواوير البلديات المذكورة، مؤكدا أنه خلال الاستقبال اليومي لساكني الدواوير يلحّون على إكمال هذا الطريق الذي شرع في تنفيذ شطره الاول والمقدر بـ 3 كلم ضمن برنامج المخطط البلدي للتنمية يصل الى منطقة واد مينة الذي توجد به مدرسة ابتدائية وقيمة الشطر تقدر بـ 50 مليون سنتيم.
ومن مزايا هذا الطريق الذي وصفه الرئيس بالواعد تسهيل حركة المرور بالنسبة للفلاحين الذين يسوقون منتوجاتهم الى سوق الجملة بعاصمة الولاية تيارت، لكونهم الان يقطعون مسافات طويلة عبر الطريق الوطني رقم 90، وسيحرك المشروع بعد انتهائه نهضة اقتصادية حتى لدى الموالين لكون والي الولاية السيد بن تواتي عبد السلام قد أعطى وعودا باستكمال جميع مشاريع فك العزلة عن ساكني الارياف في آجالها و يدعهما ماديا.
مشروع آخر لا يقل أهمية بالنسبة لبلدية توسنينة هو تهيئة الطريق المؤدي الى الثانوية الجديدة وحي حيرش معمر، والذي يعد مشروعا هاما لكونه متواجد بالوسط الحضري وكذلك إعادة تهيئة تتمثل في تصريف المياه المستعملة، وتحويل مسار بعض الاحياء كحي حيرش معمر وحي الثانوية والمتوسطة الى المصب الرئيسي لكون جميع الاحياء مربوطة بمصب واحد وأصبح قديما و يؤثر على الشبكة الرئيسية، وقد خصّص للعملية مبلغ 15 مليون دج من صندوق الجماعات المحلية.
طريق آخر في الأفق وينتظره ساكنة دواوير أخرى بالجهة الغربية للبلدية بكل من منطقة أوشان وعين برانيس ومنطقة عين الحجر ودوار جادو، والطريق الوطني رقم 90 والطريق الولائي رقم 6 الذي يربط الدواوير المذكورة بمقر الدائرة السوقر، هذا المشروع ينتظر تجسيده في سنة 2019 يمتد على مسافة 13.5 كلم سيفك العزلة كذلك على عدد معتبر من السكان ويساهم في محاربة النزوح الريفي، وقد سلمت دراسته التقنية وينتظر تسليم الاعتماد المالي في اطار الصندوق المشترك، وهو مطلب ملح لسكان المناطق المذكورة الذي يصعب عليهم التنقل ونقل ابنائهم للدراسة لكون المنطقة وعرة ويصعب وصول النقل المدرسي اليهم، ويضيف رئيس بلدية توسنينة أن والي الولاية على دراية بهذا المشروع، وقد منح للبلدية الاعتماد المالي لدراسة المشروع.
ويضيف السيد حمري خالد أنّ مبتغاه منذ توليه رئاسة المجلس البلدي هو إنجاز مشروع ملعب لكرة القدم، والذي ينتظره شبان البلدية منذ سنوات لكون الاتحاد الرياضي لبلدية توسنينة، أو الاتحاد الرياضي لبلدية سيد خالد أنجب لاعبين معروفين لعبوا لأندية معروفة ببلديات الولاية كالسوقر وعين الذهب والفايجة منذ السبعينيات، ولم يتحقق حلمهم المتمثل في ملعب لممارسة كرة القدم وهو المتنفس الوحيد ضمن المرافق الشبانية. ولدى حديثنا مع رئيس البلدية أبلغه مدير الشباب والرياضة أنه سيوفر لجنة تقنية لدراسة المشروع وتجسيده، وقد استبشر السيد حمري بالخبر لكونه كان مسيرا لفريق كرة القدم
أهمية البناء الرّيفي
بالنسبة لملف السكن يضيف الرئيس أن البناء الريفي مغطى بـ 30 بالمائة فقط في ظل طلبات تقدر بـ 1000 سكن ريفي مودعة لدى مديرية السكن، وكلها ملفات كاملة غير منقوصة حسب توجيهات والي الولاية، وسيساهم البناء الريفي في التقليل من النزوح الريفي الذي تشهده بلدية توسنينة، وأضاف السيد حمري أن بلدية توسنينة تفتقر الى وعاءات عقارية ممّا عرقل المنتخبين والمواطنين على حد سواء رغم أن مخطط التوجيه للبلدية أقر سنة 2013 مساحات تقدر 75 هكتار، لكن الملكيات الفردية لدى المواطنين الخواص والذين استفادوا من عقود الامتياز حال دون تجسيد مشاريع سكنية، طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية التي تنص على المحافظة على الاراضي الفلاحية.
رغم مشكل العقار فإن عدد الملفات المودعة للتخصيصات العقارية فاق 2000 طلب، ويوجد بالبلدية 63 قطعة ارض لكن تحفظ مديرية الفلاحة عطّل المشروع رغم ان الاراضي لم تستغل فلاحيا منذ سنوات عديدة، وتحسب داخل المخطط التوجيهي للبلدية التي لا تتوفر على سكنات للكراء بالنسبة للموظفين القادمين من خارج البلدية، حيث فاقت قيمة الكراء اذا وجدت بعض السكنات الهشة 12000 دج رغم صغر البلدية وقلة مواردها.
ويضيف محدّثنا أن رئيس دائرة السوقر التابعة لها بلدية توسنينة قد أوفد لجنة تقنية لمعاينة قطع ارضية بدوار عين ام خير، 9 كلم عن توسنينة، لتجسيد مشروع 80 سكن ريفي تجمعي اذا توفرت الظروف للتقليل من الطلبات الكثيرة، وأن هناك وعاء عقاري آخر بيد مستثمر خاص وننتظر ان تكون اجراءات لتخليه عن المساحة وتجسيد مشروع سكني اخر وإضافة سكنات للمواطنين.
وأخيرا نشير إلى أنّ بلدية توسنينة تمتاز بمياه جوفية معتبرة تساهم في تزويد عاصمة الولاية تيارت ومقر الدائرة السوقر بالماء الشروب، وفي السقي الفلاحي.