تعد بلدية تلاغ أكبر بلديات المنطقة الجنوبية لولاية سيدي بلعباس، وأكثرها كثافة سكانية، حيث تضم أزيد من 24 ألف نسمة وهي المعطيات التي تجعل منها بلدية ذات أهمية تتطلب إلتفاتة جدية لدفع عجلة التنمية بها، وتحسين المستوى المعيشي لقاطنيها.
لايزال مشكل السكن أهم الملفات التي تعيق الحركة التنموية ببلدية تلاغ بالنظر إلى الحصص الضئيلة الموجهة لسكان المنطقة بالمقارنة مع الإرتفاع المتزايد في عدد طالبي السكن بمختلف صيغه، الأمر الذي خلق أزمة سكن بالمنطقة ودفع بالمواطنين والجهات المسؤولة للمطالبة في أكثر من مناسبة بضرورة رفع الحصص السكنية بصيغة السكن العمومي الإيجاري المخصصة لبلدية تلاغ تلبية للإحتياجات المتزايدة، والتي فاقت 6 آلاف ملف، وفي المقابل سجلت المنطقة عدة مشاريع جارية الأشغال بها على غرار مشروع 700 وحدة سكنية عمومية ايجارية ستوزع السنة المقبلة بعد استكمال الأشغال مباشرة وتدقيق قوائم المستفيدين. هذا واستفادت البلدية أيضا من حصص سكنية أخرى في مختلف الصيغ لا تزال قيد الإنجاز ضمن برامج السكن الترقوي المدعم والسكن التساهمي وكذا السكن الريفي، حيث حضيت البلدية بحصة 100 سكن ترقوي مدعم لم تنطلق الأشغال بها بعد، حيث تجري أشغال تحرير رخصة البناء للمرقي العقاري وبلغ عدد الملفات المودعة لطالبي هذه الصيغة اكثر من 600 طلب تم تحويلها إلى مصالح الدائرة لدراستها وتحديد القائمة الإسمية للمستفيدين. وعن السكن الريفي استفادت البلدية السنوات الماضية من 70 حصة لا تزال في مرحلة الإنجاز، في انتظار استكمال التهيئة الخارجية.
أما في مجال الصحة فتستقبل المؤسسة الإستشفائية حديد عيسى التي تتّسع لـ 178 سرير فقط عددا كبيرا من مرضى المناطق الجنوبية للولاية، وتعاني المؤسسة من عديد النقائص التي دفعت بالمواطنين للإحتجاج في أكثر من مرة، أهمها إهتراء مصالح المؤسسة وقدم عتادها الطبي، فضلا عن النقص المسجل في الأطباء الأخصائيين، وتعطل جهاز السكانير لسنوات، وكذا نقص وتدني الخدمات على مستوى مصلحة التوليد هذه الأخيرة التي تضطر لتحويل عدد كبير من النزيلات إلى عاصمة الولاية.
وعن واقع التهيئة، يعيش قاطنو حي 60 مسكن ببلدية تلاغ والذي يعرف بحي القرميد وكذا حي القيطنة وضعية معيشية جد مستعصية، حيث ناشدوا السلطات المحلية برفع الغبن عنهم ووضع نهاية لمعاناتهم من خلال إدراج حييهما ضمن البرنامج التنموي للبلدية من خلال تخصيص ميزانيات هامة للتهيئة عن طريق تعبيد الطرق الرئيسية والفرعية التي تكثر بها الحفر ما يعرقل عملية السير، ويزيد من حالة التهميش والعزلة التي يكابدها السكان، فضلا عن مشاكل أخرى كتصدع قنوات الصرف الصحي باعتبار أن الحيين من أقدم أحياء المدينة، كما عبر السكان عن إستيائهم من نقص حصص الدعم والترميم بالنظر إلى هشاشة وقدم معظم المساكن.
وفي ذات السياق رفع سكان المنطقة نداءات متكررة للسلطات المحلية من أجل توسعة وإزدواجية الطريق الوطني رقم 13 الذي يربط البلدية بعاصمة الولاية باعتباره من أهم الطرق الوطنية العابرة لإقليم الولاية، وهو الطريق الذي يحصد الكثير من الأرواح بسبب ضيقه واهتراء أجزاء منه، كما طالب سكان المنطقة بتهيئة المقاطع المتضررة من الطريق الولائي رقم 39 الرابط بين تلاغ وعين تاندامين.
وفي المجال البيئي جدّد سكان حي سيدي احمد مطلبهم القاضي بتحويل ملحقة مركز الردم التقني للنفايات المحاذية للحي بعد أن أضحت تشكّل خطرا حقيقيا على البيئة والصحة العمومية منذ دخولها الخدمة منذ أزيد من 4 سنوات، حيث تمّ إختيار أرضيتها سنة 2006 بصفة عشوائية وبدون أي مقاييس ومعايير تقنية مدروسة، قبل أن يتم منح هذه المفرغة بالتراضي إلى المؤسسة المسيرة للمركز النفايات سنة 2013، الأمر الذي يتطلب القيام بإجراءات مستعجلة لغلق المفرغة وتحويلها باعتبارها تشكّل خطرا بيئيا وصحيا على السكان والمدينة.