مشـروع وطنـي كبـير يربط التنمية بكل منـاطق الوطـن
مســار واعـد لجزائـر قويــة عادلـة ومتوازنــة تنمويـاً
برامج إستراتيجية ستقطع دابر كل المشكّكين الذين يحاولون تقزيم الانجازات
في سياق التحولات الكبرى التي تعرفها الجزائر، والتي تمخّضت عنها بوادر إقلاع اقتصادي غير مسبوق، جاءت الزيارة التاريخية لرئيس الجمهورية الى ولاية بشار، في خطوة تؤكّد التزام الدولة بخيار تعميم التنمية لتشمل كل مناطق الوطن، واضعةً في صلب أولوياتها إنصاف المناطق الحدودية وربطها بمسار التنمية الوطنية.
تبرز أهمية رئيس الجمهورية إلى ولاية بشار في نوعية وعدد المشاريع التي سترى النور قريباً في عاصمة الجنوب الغربي، ومدى التفاعل الإيجابي للمواطنين مع هذه الزيارة التي جسّدت بحق وعود رئيس الجمهورية وحرصه على صناعة جزائر منتصرة، مزدهرة ومتلاحمة، لا فوارق تنموية فيها ولا جهوية.
لم تكن المشاريع المعلنة بولاية بشار مجرّد قرارات رسمية، بل رسائل صادقة من رئيس أوفى بالتزاماته، فمن بشار إلى تندوف، لامست المشاريع المسطّرة احتياجات التنمية الشاملة، وطموحات البلاد في استغلال قدراتها والارتقاء بالبنى التحتية ذات الأبعاد الجهوية والإقليمية.
رؤية رئيس الجمهورية تطابقت أيضا مع سكان المنطقة، وتقاطعت مع تطلعاتهم وآمالهم وجسدت لحظة صدق بين الدولة وشعبها، وهو ما أكّده والي ولاية تندوف، دحو مصطفى، الذي أثنى على الزيارة المشحونة بالرمزية والمعاني العميقة، وعلى ما حملته من مشاريع تعكس مساراً واعداً نحو جزائر قوية، عادلة ومتوازنة تنموياً.
وأعرب والي تندوف عن سعادته بالزيارتين التاريخيتين لرئيس الجمهورية إلى ولاية تندوف وولاية بشار، إذ عكستا مدى الالتفاف الكبير للمواطنين حول مبادرات ومشاريع ومواقف الرئيس تبون، مشيراً إلى أن زيارة رئيس الجمهورية إلى ولاية بشار، كانت كذلك تاريخية بحكم أنها شهدت إطلاق العديد من المشاريع التي تندرج في إطار التزاماته ومشروعه الوطني الكبير الذي يربط التنمية بكل مناطق الوطن.
وقال الوالي دحو في تصريح خصّ به «الشعب» إن أول الالتزامات المحققة هي القضاء على الفوارق الاجتماعية وتحقيق توازن تنموي بين مختلف مناطق الوطن، الى جانب ترقية الصناعة في شتى المجالات، خاصة قطاع المناجم والنقل.
وأبرز والي تندوف أن إيجاد جاذبية للإقليم وإعطاء الدور المحوري للولايات الحدودية كانت من بين أبرز المحاور التي أكّد عليها رئيس الجمهورية في التزاماته التي قطعها أمام الشعب، وهو ما تحقّق بالفعل بفضل الرؤية السديدة والبرنامج الاقتصادي المتكامل الذي جاء به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
نظرة ثاقبة
وعرّج والي تندوف للحديث عن المشاريع العملاقة التي استفادت منها ولاية بشار، والتي اعتبرها المتحدّث «امتدادا طبيعياً لمسار التنمية الشاملة التي مسّت كل ربوع الوطن»، موضحاً في هذا السياق أن إطلاق خط السكة الحديدية الرابط بين بشار والعبادلة ووضعه حيّز الخدمة، ستكون له انعكاساته المباشرة على ولاية تندوف وعلى استغلال حديد منجم غار الجبيلات، منوهاً من جهة أخرى بأهمية تدشين كلية الطب بولاية بشار التي ستفتح آفاقاًّ واسعة لأبناء ولايات بشار وتندوف وأدرار وبرج باجي مختار، كما سيكون لهذا المرفق بالغ الأهمية في القضاء على المعاناة الكبيرة جراء نقص الأطباء الأخصائيين بولايات الجنوب الغربي.
وتابع والي تندوف قائلاً: إن المشاريع التي أقرّها رئيس الجمهورية بولاية بشار تنعكس بصفة مباشرة على ولاية تندوف، «ومواطنو الولاية رفقة السلطات المحلية يدركون ذلك»، مؤكداً بأن ولاية تندوف على أعتاب التحوّل إلى رافد اقتصادي مفتوح على موريتانيا وغرب إفريقيا عبر غار الجبيلات، طريق الزويرات، المنطقة الحرة وخط السكة الحديدية، وبالتالي ـ يواصل القول - فإن إطلاق هذه المشاريع بولاية بشار تُعدُّ قاطرة نحو تنمية تندوف والرقي بمنطقة الجنوب الغربي إلى مصاف الولايات الفاعلة في المشهد الاقتصادي الوطني.
ولفت والي تندوف إلى أن الإستراتيجية التنموية لرئيس الجمهورية «مبنية على نظرة ثاقبة وتبصّر بعيد الأفق لا يُدركه إلا لبيب»، إذ أن التزاماته الـ 54 تضمّنت بصريح العبارة القضاء على الفوارق الاجتماعية وتحقيق التوازنات التنموية بين مختلف مناطق الوطن، وهو ما أكّد عليه رئيس الجمهورية في العديد من المناسبات، لتتحوّل ما كانت مناطق قاحلة ومعزولة بالأمس إلى مراكز صناعية ومحيطات فلاحية تساهم في تحقيق الأمن الغذائي ببلادنا على غرار المنيعة وغرداية وبسكرة وورقلة وإليزي وغيرها من الولايات الجنوبية.
المشاريع التي جسّدها رئيس الجمهورية في كل من ولايتي تندوف وبشار، إلى جانب خط السكة الحديدية الذي سيصل إلى أدرار وتمنراست، ستقطع ـ حسب الوالي- دابر كل المشكّكين الذين يحاولون تقزيم الانجازات المحقّقة والتقليل من أهمية المكاسب التي شهدتها الجزائر في السنوات القليلة الماضية، مجدداً التأكيد على وعي المواطنين وتثمينه لمجهودات الدولة، «وهو ما صدحت به حناجر سكان تندوف السنة الماضية، وعبّر عنه سكان بشار أمس بأعلى صوت، بأن الشعب الجزائري خلف رئيسه، يشدُّ على يده ويسير معه جنباً الى جنب في مسيرة بناء الجزائر المنتصرة، لأنهم واثقون بأن برامج رئيس الجمهورية والالتزامات التي تعهّد بها ستتجسّد تِباعاً في الميدان، وأحدث فارقاً في التنمية شهد بها القاصي والداني، كما شهدت بها الدول الأجنبية والمؤسسات المالية العالمية».