في الذكرى 67 لمعركة سوق أهراس الكبرى.. ربيقة:

الاقتداء بتضحيات الشهداء لبناء جزائر قوية

سهام بوعموشة

أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن معركة سوق أهراس واحدة من المحطات التاريخية البارزة في مسيرة المقاومة والكفاح الذي خاضه الشعب الجزائري، وذلك في ندوة تاريخية بعنوان «معركة سوق أهراس الكبرى نموذج للتلاحم والوحدة الوطنية»، نظمها المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومات الشعبية والحركة الوطنية.

قال ربيقة، في كلمة بمناسبة الذكرى الـ67 لمعركة سوق أهراس، إن الجزائر تستذكر فصلًا من فصول واحدة من أهم المعارك إبان الثورة التحريرية، الفاصلة بملحمتها وبطولات وتضحيات مجاهديها وشهدائها.
وأضاف وزير المجاهدين أن يوم 26 أفريل 1958، كانت نواحي وادي الشوك وجبال بوصالح، والحمري، والكاف لعكس، وجبل المواجن، وغيرها، مسرحًا لمعركة عارمة ضد جحافل القوات الاستعمارية المدججة بمختلف الأسلحة والتجهيزات الحربية الفتاكة، حيث أظهر فيها المجاهدون الأشاوس، رغم قلة العدد والعتاد مقارنة بالقوات الفرنسية، صمودًا نادرًا بإيمانهم وإصرارهم ونكرانهم للذات، فصنعوا أروع صور البطولة والشجاعة والشهامة والشموخ، واستماتوا خلال تلك المعركة الضارية إلى حد الاشتباك بالأيدي واستعمال الأسلحة البيضاء، متحدين الترسانة العسكرية الرهيبة للعدو.

على الشباب التحلي بإرادة الشهداء

وأبرز الوزير أن معركة سوق أهراس تمثل قمة الوحدة والتلاحم والإخلاص في حب الوطن، والتحلي بالجرأة والإقدام، التي زعزعت أركان المستعمر وآلته الجهنمية، وحطّمت كبرياءه على صخور جبال سوق أهراس، وكشفت عن تجذر روح المقاومة في كل الفترات.
وأكد ربيقة أن المعركة تبقى مفخرة من مفاخر مسيرة الثورة التحريرية، وستظل درسًا للأجيال وعبرة للتلاحم. ودعا الشباب إلى التحلي بإرادة رجال نوفمبر، وصمودهم ونكرانهم للذات، في سبيل تحقيق حلم الشهداء في بناء دولة قوية اقتصاديًا، اجتماعيًا وثقافيًا مذكرا بجهود رئيس الجمهورية خلال السنوات الأخيرة في بناء جزائر قوية، مرجعيتها ثورة نوفمبر المجيدة.
وقدّم الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، المجاهد حمزة العوفي، شهادة عن معركة سوق أهراس، حيث كان قريبًا من المعركة في الكتيبة الخامسة في أولاد الشيخ، حيث أرسل جيش التحرير الوطني فيالق لدعم الولايات الأخرى والتصدي للمعارك القائمة. وأضاف أنه أرسل 40 جنديًا من الكتيبة الخامسة، وعاد ستة جنود فقط، أما البقية فقد استشهدوا، حيث دامت المعركة 8 أيام، في اليوم الأول استشهد 637 مجاهدًا، وسقط 267 قتيلًا من جيش العدو.
وأشار المجاهد العوفي إلى أنه في اليوم الثاني جنّدت فرنسا عساكرها، وكان المجاهدون ينتقلون من منطقة إلى أخرى بعد تسلحهم بأسلحة العساكر الفرنسيين الموتى، فيما كانت قوات العدو تلاحقهم مؤكدا أن فرنسا الاستعمارية فشلت في هذه المعركة، والتي تلتها معارك ضارية في المنطقة الشرقية والونشريس.
وفي هذا الصدد، ثمّن المتحدث مبادرة الوزارة في جمع الشهادات والأفلام والأشرطة حول المحطات التاريخية من ثورتنا، وخاصة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي أولى اهتمامًا كبيرًا بالتاريخ وإبراز معارك ثورة التحرير للأجيال القادمة.

أروع صور التضحية

وأكد الدكتور حسين عبد الستار أن معركة سوق أهراس من المعارك الكبرى في ثورة التحرير، وأم المعارك، وقاعدة خلفية، حيث وصل القتال وجهًا لوجه بالسلاح الأبيض، وهذا بشهادة ضباط فرنسيين، حيث أوردوا لها فصولًا، وذكروا أن الجيش الفرنسي المشارك قوامه أكثر من 15 ألف جندي، حسب الكتابات التاريخية.
وتطرّق الأستاذ عثمان منادي، أستاذ التعليم العالي بجامعة سوق أهراس، إلى ظروف المعركة ومجرياتها والنتائج التي ترتبت عنها، قائلًا إنّه نظرًا لأهمية المنطقة استراتيجيًا، أُسندت للقاعدة الشرقية مهمة إدخال الأسلحة.
وأضاف المحاضر أن سنة 1958 كانت عامًا شديدًا على الثورة التحريرية وفرنسا، حيث دارت معارك مهمة في المنطقة، منها أحداث الواسطة، ثم ساقية سيدي يوسف، وهناك أحداث أخرى في ولايات أخرى.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن المنطقة أصبحت محاصرة بالأسلاك الشائكة من البحر إلى نقرين في جنوب تبسة، حيث زُرع مليون لغم في هذه المنطقة العازلة، مزودة بقواعد عسكرية ثابتة وأضواء كاشفة. وأضاف أن هؤلاء الرجال، الذين كانوا يعبرون الحدود، لم يكونوا رجالًا عاديين، حيث كان المجاهدون يودّعون زملاءهم بالأحضان والدموع، ويُهدي كل واحد منهم ساعته، لأنهم كانوا يدركون أنهم سيستشهدون.
وقال: «عبور العدد الكبير من المجاهدين مع أسلحتهم وذخيرتهم عبر الأسلاك الشائكة يعد إنجازًا كبيرًا».
وقدّم العقيد أحمد بوذراع، خبير عسكري واستراتيجي، دراسة عسكرية واستراتيجية للمعركة التي دامت من 26 أفريل إلى 03 ماي 1958، حيث استعرض دراسة طبوغرافية وجغرافية لميدان المعركة وظروف حدوثها، معتمدًا في دراسته على مصادر فرنسية وجزائرية. وأشار إلى أن المعركة شارك فيها مجاهدون من ولايات أخرى، ما يدل على التلاحم الوطني.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025
العدد 19757

العدد 19757

السبت 26 أفريل 2025
العدد 19756

العدد 19756

الخميس 24 أفريل 2025