شهدت العاصمة منذ انطلاق عمليات الترحيل استفادة آلاف العائلات التي كانت تقطن في ظروف صعبة جدا، كانت آخرها العملية 24 التي تم ترحيل من خلالها أزيد من 4 آلاف عائلة من 20 بلدية بالعاصمة، فيما عرفت السابقة إزالة أكبر بؤر القصدير كامبراطورية «الرملي» نظرا إلى العدد الكبير الذي يضمّه الحي والذي تجاوز 4 آلاف عائلة.
عملية الترحيل الأخيرة رفعت عدد العائلات المرحلة الى 47 ألف عائلة، حيث تمّ في الاشهر الاخيرة الماضية القضاء على أكبر المواقع القصديرية التي ظلت النقطة السوداء التي تشوه عاصمة البلاد لسنوات عديدة، فيما تسعى السلطات خلال المرحلة القادمة إلى ترحيل ما تبقى في عمليات أخيرة ينتظرها آلاف العاصميين، لينتهي بذلك ملف القصدير من العاصمة.
واستنادا الى حصيلة كانت قد عرضتها الولاية، فقد تمكّنت منذ انطلاق العملية في جوان 2014 من إعادة إسكان أزيد من 92 الف عائلة في جميع الصيغ، وهو ما يعادل 460 ألف نسمة إذ تعتبر السنوات الاخيرة إيجابية بالنسبة لولاية الجزائر، حيث استطاعت خلالها ترحيل آلاف المواطنين من الأحياء القصديرية التي كانت تكتسح عاصمة البلاد، واستطاعت القضاء على أكبر هذه الأحياء التي شوّهت وجه العاصمة.
وبفضل عمليات إعادة الإسكان استطاعت الولاية القضاء على اكبر المواقع القصديرية المتبقية التي شوّهت وجه العاصمة طيلة سنوات، ومع انتهاء هذه العملية ستكون الولاية قد وصلت الى تنفيد 50 بالمائة من البرنامج القاضي بإزالة البيوت القصديرية والهشة من خلال ترحيل 47 ألف عائلة من مجموع 84 ألف وحدة سكنية مبرمجة، في انتظار أخرى وتوزيع الحصة المتبقية والتي هي في طور الانجاز، وستمكّن من القضاء على أكبر الاحياء القصديرية المتواجدة بإقليم ولاية الجزائر، حيث سيتبقى بعد ذلك بقايا الأكواخ والأحواش.
وبلغة الأرقام فإن الولاية وإلى غاية العملية 24 قد أعادت إسكان أزيد من 47 الف عائلة في اطار السكن الفوضوي والهش، و13 الف عائلة استفادت من سكنات في اطار العمومي التساهمي، و24 الف عائلة من برنامج عدل و5000 عائلة في اطار السكن الترقوي العمومي، حيث تسعى ولاية الجزائر من خلال برمجة هذه العملية الوصول الى 50 بالمائة من المبرنامج المسطر حيث تمّ القضاء على أكبر بؤر القصدير.
وسمحت عمليات الترحيل من استرجاع وعاء عقاري هام، ستوجّه لإنجاز مشاريع عمومية تعود بالفائدة على المواطنين ليبلغ العدد الإجمالي للمساحات المسترجعة من عمليات الترحيل منذ انطلاقها في جوان 2014، 530 هكتار من الأوعية العقارية، منها 180 هكتار استرجعت خلال سنة 2015، وهو ما سمح بإحياء العديد من المشاريع المتوقفة وإطلاق مشاريع سكنية جديدة بصيغة البيع بالإيجار لفائدة وكالة عدل وبرامج بصيغة الترقوي العمومي لفائدة المؤسسة العمومية للترقية العقارية ومشاريع تنموية تخص قطاعات مختلفة.
وتتوفر ولاية الجزائر على برنامج بـ 84.766 مسكن مخصص للقضاء على السكن الهش، حيث تم توزيع الالف منها، أما البقية فسيتم استلامها تدريجيا حسبما أكدته مصادر ولائية.
وقد تم إنجاز الجزء الأكبر من المشاريع ببلديات بئر توتة، أولاد شبل، خرايسية، تسالة المرجة، الكاليتوس، هراوة والجزء الآخر (8.679 وحدة) بولايتي البليدة (الأربعاء، سيدي حامد ومفتاح) وبومرداس (سي مصطفى). وبفضل عمليات إعادة الاسكان تكون ولاية الجزائر قد انهت جزءاً معتبرا من برنامج مكافحة السكنات الهشة بالجزائر، حيث تسعى من خلال برمجة العمليات القادمة الى طي ملف القصدير نهائيا كون السلطات المعنية رفعت تحدي القضاء على كل الأحياء الهشة، وإعادة إسكان كل الذين تثبث أحقيتهم في السكن، وذلك من أجل إعادة بريق العاصمة الذي عكّره القصدير، حيث تم القضاء على جزء كبير منه منذ انطلاق عمليات اعادة الاسكان في جوان 2014.