أنهى قطاع الموارد المائية بتيبازة إنجاز عدّة عمليات تنموية خلال السنة الجارية، فيما توشك أخرى على نهايتها على أن يشرع في إطلاق مشاريع مكمّلة قريبا وفق منظور التأمين الشامل للموارد المائية على امتداد ربوع الولاية.
في ذات السياق، اعتمدت مصالح الموارد المائية بالولاية سياسة تنموية واضحة المعالم تهدف إلى إرضاء المستهلك عن طريق تحقيق تأمين شامل للمياه، وتعتمد على أرض الواقع على عدّة ضوابط تقنية من أهمها ترقية برنامج التوزيع وتحديد نسبة التسربات عبر الشبكات بمعية محاربة التبذير والاستغلال غير الشرعي للمياه وضبط مستويات التدفق عبر الشبكات، كما تعتمد السياسة المتبعة على وضع خطط لنقل وتسيير المياه ودعم قدرات التخزين ومتابعة أشغال التهيئة والتوسعات على مستوى الأحياء الجديدة والدواوير بالمناطق النائية، إضافة الى متابعة صيانة معدات الآبار وتهيئة منابع مائية مستحدثة.
وبالنظر إلى كون المنطقة الغربية للولاية لا تزال تشهد تذبذبا ملحوظا في التزود بمياه الشرب، خاصة في الفترة الصيفية لنقص المصادر المائية، فقد شرعت الجهات المعنية في نصب شبكات نقل مياه سد كاف الدير الى غاية منطقة سيدي عمر بشرق مدينة شرشال ضمن مشروع استراتيجي يضمن تحقيق تغطية مائية شاملة تتيح عملية التأمين بين الناحيتين الغربية والشرقية، وهو المشروع الذي يتضمّن انشاء 6 خزانات كبرى بسعة 2000 م3 لكل منها بدوائر الداموس وقوراية وشرشال وسيدي عمر بمعية شبكات النقل والتوزيع، بحيث تم الشروع في الانجاز بالنسبة للعملية الأولى بغلاف قدره 25 مليار دج، فيما تمّ تعيين المؤسسة المكلفة بانجاز العملية الثانية بغلاف قدره 2 مليار دج، الأمر الذي سيسمح من إنهاء المعاناة لسكان البلديات الغربية عقب إنهاء العمليتين معا، مع الاشارة الى كون عملية تحويل مياه سد كاف الدير التي تعطلت نسبيا خلال السنوات الأخيرة لأسباب مالية وأخرى تقنية تشمل إنجاز محطة للمعالجة بسعة 210 ألف م3 / يوميا و12 خزان مائي بسعة إجمالية قدرها 159 ألف م3 و13 محطة ضخ بتدفق يتراوح بين 200 و1600 ل / ثا.
وفي سياق ذي صلة بمياه الشرب، لا تزال الأشغال جارية بمشروع توسيع محطة المعالجة لمتيجة الغربية بغلاف قدره 250 مليون دج من أجل الانتقال من 5 آلاف م3 / يوميا الى 10 آلاف م3 / يوميا، وهو المشروع الذي سيمكّن من دعم توزيع الماء الشروب ببلديتي بوركيكة واحمر العين جنوب الولاية، بحيث بلغت نسبة إنجاز خزان مائي جديد باحمر العين بسعة 5 آلاف م3 وبغلاف مالي قدره 120 مليون دج حدود 70 بالمائة، وهو الخزان الذي يرتقب بان تستفيد منه مجمل البلديات القريبة من المنطقة، كما تمّ تعيين المؤسسة المكلفة بانجاز مشروع إنجاز قناة نقل ثانية للمياه من حي مواز بالقليعة الى غاية بلدية عين تقورايت بغلاف مالي قدره 700 مليون دج الأمر الذي سيمكن من دعم عملية التوزيع بمختلف البلديات الساحلية الشرقية انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر بفوكة، بحيث سبقت هذه العملية عمليات أخرى بكل من بوهارون وخميستي تعنى بإنجاز خزان بسعة 30 ألف م3 بحي السعيدية ببوهارون بغلاف قدره 750 مليون مليون دج، وبلغت نسبة الأشغال نهاية الشهر المنصرم 60 بالمائة بمعية إنجاز خزان آخر بخميستي بسعة 20 ألف م3 وبغلاف قدره 500 مليون دج، وبلغت نسبة الأشغال به حدود 75 بالمائة. وبالرغم من كون العديد من العمليات لاسيما تلك التي تتعلق بالتخزين لا تزال الأشغال جارية بها، إلا أنّ عملية توزيع الماء الشروب بالولاية خطى خطوات عملاقة هذه السنة ببلوغه سقف انتاج سنوي قدره 231683م3 يوميا مقابل 171 ألف م3 في 2013 و221 ألف م3 في 2016، فيما ترتقب المصالح المعنية بلوغ حصة 400 ألف م3 يوميا في آفاق 2020 و500 ألف م3 يوميا في 2035، وسمت الاجراءات المتخذة على أرض الواقع برفع حصة الفرد الواحد من الماء الى 240 لتر يوميا بنسبة ربط بلغت 98 بالمائة عبر مختلف البلديات التي تحتضن شبكة لنقل وتوزيع الماء الشروب بطول 1704,7 كلم بمعية 258 خزان مائي.
تحويل تسيير المياه بـ 50 دوارا لـ «سيال»
تعتزم مصالح الموارد المائية بتيبازة ترسيم عملية تحويل تسيير المياه من البلديات لمؤسسة سيال على مستوى 50 دوارا تقع بـ 14 بلدية من بين 28 بلدية تحويها الولاية خلال السنة المقبلة و هي العملية التي كانت مبرمجة هذه السنة الا أنّها تأخرت لأسباب تقنية، مع الاشارة الى كون الدواوير المعنية لا تزال تخضع للتسيير البدائي للمياه عن طريق الدفع الجزافي لفاتورة الاستهلاك في حال حيازة المواطن على نظام الربط في ظلّ اجواء تشهد نقصا فادحا في منتوج المياه بالنظر الى محدودية الامكانيات المتاحة لانتاجها وصيانة العتاد المستعمل من جهة أخرى، وما يلفت الانتباه في هذه العملية كونها تشمل بلدات بمختلف مناطق الولاية بما في ذلك المناطق الشرقية التي استفادت منذ فترة طويلة نسبيا من تحويل مياه محطة تحلية مياه البحر بفوكة، إلا أنّ التراكمات السلبية لفترات التسيير السابقة حالت دون بسط مؤسسة «سيال» لنظام تسييرها عبر مختلف الأقاليم، بحيث تبقى دواوير وحليمة وقيدوم وعوف 1 و2 وبونعامة جيلالي ببلدية بوسماعيل شاهدة على ذلك، والامر نفسه بالنسبة لدواوير توفرة وسوماتة 1 و2 ببلدية بوهارون.