عبد القادر بن حميدشة صيدلي مخضرم عمل بالقطاع العام وحاليا لديه صيدلية خاصة بحي طريق القل ببني مالك بسكيكدة، له خبرة في العمل النقابي، وعمل في فترة الليل من خلال الوكالة الصيدلانية بالقطاع العام بحي زيغود يوسف بوسط المدينة، خلال الثمانينات يرى بن حميدشة أن مشروع الصيدلة المستمرة والتي تعمل 24 على 24 ساعة اي ليلا ونهارا، فكرة لا جدوى منها، لاسيما بالوسط المشبّع وكامل التغطية بالوكالات الصيدلانية، على غرار مدينة سكيكدة.
حيث أنّها تجاوزت حد وكالة لكل 5 آلاف ساكن والتغطية كاملة، فبتجسيد هذا المشروع في هذا الوسط، الأكيد أن ذلك يحدث تداخل بين عمل الوكالات الصيدلانية الحالية والتي سيتم استحداثها بهذه الصيغة، خصوصا وأن المناوبة بمدينة سكيكدة تعرف فوضى عارمة، بحيث تجد صيدليات غير معنية بالمناوبة تعمل خلال فترة الليل، ودون احترام برنامج المناوبة المعد من قبل الوصاية، ودون اعتبار للزملاء المعنيين بهذه الأخيرة وبالرغم من تدخلات للوصاية إلا ان ذلك لم يغير من واقع الفوضى التي كرسته هذه الممارسات غير السوية.
وأضاف محدّثنا أنّ هذه الفكرة يمكن لها أن تنجح في الاحياء التي تفتقر الى الوكالات الصيدلية على غرار الاحياء المستحدثة مؤخرا، كحي مسيون، الزفزاف والقطب العمراني بوزعرورة أو بالبلديات والتجمعات السكانية بربوع الولاية، التي تشهد تغطية ضعيفة أو منعدمة من حيث الصيدليات، فتجسيد هذا المشروع أمر إيجابي أما بالوسط الحضري وبالمدن التي تعرف تشبّعا من هذه الوكالات أمر لا ينفع بل يزيد من الفوضى.
وأثار عبد القادر قضية عدم احترام برنامج المناوبة من قبل زملاء المهنة، حيث أن البعض من الصيادلة تجدهم يقومون بالمناوبة رغم أنهم غير معنيين بها، دون اعتبار للزملاء المعنيين بالمناوبة، مما جعلها فوضى في كثير من الأحيان ورغم تدخلات الوصاية إلا أن الامر استفحل، كما أن نشر قوائم المناوبة لا يتم بالطريقة التي تفي بالغرض، حيث انه يصعب على المواطن معرفة الوكالات المناوبة، لعدم تعليقها في الاماكن العمومية، وبالمراكز الصحية وعلى مستوى الوكالات الصيدلانية، والعيادات الطبية، وفي كثير من الأحيان تجدها غير محيّنة، وأكل عليها الدهر وشرب، لا تفيد في شيء مما جعل المواطن لا يهتم للأمر، ناهيك عن نقص الامن في بعض الاحياء الداخلية، والخطر الذي يتربص بأصحاب الوكالات الصيدلية.
ويأمل عبد القادر أن يتم مناقشة هذا الاقتراح الذي صدر عن وزارة الصحة بغرض امتصاص البطالة في صفوف الصيادلة المتخرّجين، لاسيما للطلبات المتراكمة لافتتاح الصيدليات، وأن يطرح هذا المشروع على النقابات المعنية ومجلس أخلاقيات المهنة، حتى يجد التوافق بين الأطراف المعنية. ومن جهة أخرى يرجح بن حميدشة اقتراح العودة الى الوكالات الصيدلانية التي تعمل ليلا فقط، كما كان من قبل، اين كانت الوكالات الصيدلانية التابعة للقطاع العمومي، منها التي اختصت بالعمل ليلا وأثناء العطل والأعياد.