المعلومة الصّحيحة تفنّد الخبر المغلوط

كسب ثقة المواطن عمل مهني ودائم

المدية: علي ملياني

 

 طرحت السّلطات المحلية بولاية المدية خارطة لتصوّرها كيف يجب أن يكون الإعلام الجواري، حيث أكّد الوالي عباس بداوي خلال تدخّلاته أن الأسرة الاعلامية يجب أن تكون في خدمة المصلحة العامة بالدرجة الأولى بالمساهمة في سرد الحقائق كما هي، وكذلك بالانتقاد الواقعي للنقائص المطروحة مع ذكر ما هو إيجابي، على أن يبذل قصارى جهوده للوقوف شخصيا من أجل التكفل بكل الانشغالات المطروحة في كل القطاعات على غرار التربية، التعليم، الصحة، البيئة...إلى جانب حرصه على مرافقة العائلة الصحفية في أداء مهامها كونها تعد همزة وصل بين المواطن والادارة.

أكّدت السيدة رشيدة قاسم مديرة الإذاعة المحلية اشكالية ما مدى قدرة وسائل الإعلام المحلية في  الإستجابة لإنشغالات المواطنين، وتزويدهم بالمعلومة الصحيحة التي تدحض الإشاعة بأن «المقدرة أي الإستطاعة والإمكان والضرورة والهدف هي نقاط قطبية في مفهوم دور وسائل الإعلام المحلية في الإستجابة لشواغل المواطنين وتزويدهم بالمعلومة الصحيحة»، معتبرة بأنّ « تواجد هذه الوسائل والوسائط المختلفة في الوسط المحلي ولأجله هو في حد ذاته يحتوي الدور والهدف المطالبة بهما هذه الوسائل سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية»، وهو ما يعكس «قدرتها المنطقية على التجاوب والتفاعل مع إطارها المكاني والمتمثل في المجتمع بعينه  والزماني المرتبط بسرعة نقل الخبر، حتى يتسنى لهذه الأدوات الجوارية تحقيق الفاعلية والنجاعة الضرورية من خلال وجوب الإقتراب من الساكنة العمومية والمرفق العمومي بضرورة تقليص المسافات بين المواطن والمسؤول بالنقل المهني المحترف للشواغل والمطالب قصد حل اشكالات وإزالة اللبس والغموض وترقية المستوى المعيشي للمواطن».
 نبّهت قاسم مديرة الإذاعة المحلية إلى أهمية هذه الوسائل في قولها: «وقد أعتبر هنا بأن مكسب اذاعة محلية في كل ولاية من أعظم انجازات الدولة الجزائرية التي اهتدت إلى وسيلة ناطقة باللسان المحلي، تتميز بالآنية والمصداقية والبحث عن المعلومة والخبر من مصادره الموثوقة، وهو ما يترجم عمق الصلة والإتصال الإيجابي بين المواطن والإذاعة، وكمفر بديل لطرح اشكالاته وتوضيح عوالقها»، مشيرة في هذا الشأن إلى أنه «وعليه فإن توجه وسائل الإعلام إلى العمق المحلي بحكامة إعلامية مدروسة له دوافعه ومسبّباته الموضوعية والمشروعة حتى يستطيع أن يلبي الحاجة الملحة للمعلومة الصحيحة أو تصحيح المغلوط منها، ولا أدل على ذلك من  مقولة يلتف حول صحتها المواطن وهي أن الإذاعة المحلية تقضي على الإشاعة».
 بنظرة نقدية اعتبر جمال الدين خنفري أحد المهتمين بالصحافة الجوارية بأن وسائل الاعلام المحلية بمختلف أنواعها المكتوبة (الجرائد اليومية،الصحف الأسبوعية، والمجلات الشهرية)، والسمعية (الإذاعة الوطنية والجهوية)، البصرية (قنوات التلفزة العمومية والخاصة)، لها دور هام في ترقية وعي المواطن وكسب ثقته من خلال الإعلام الصادق الذي يتعامل مع الخبر بأمانة ومع معطيات الواقع بإحترافية، ويستجيب لتطلعات وطموحات المواطن ويعبّر عن انشغالاته ويلبي رغباته واحتياجاته المشروعة في إعلام حقيقي يتّسم بالنزاهة والكفاءة بعيدا عن التضليل وتشويه الحقائق، ممّا شك فيه أنّ هذا التوجه يترك في نفسية المواطن انطباعا حسنا ويجعله محصنا ضد مفعول أي اشاعة قد تزعزع كيانه وثقته بإعلامه، ويتصدى لها بكل ما أوتي من قوة داحضا لها بما تحمله من افتراءات وأكاذيب وتأويلات تصب في خانة الانتهازيين وذوي المصالح الضيقة.
وقال خنفري الذي سبق له وأن خاض تجربة اعلامية كمراسل ليومية وطنية لسنوات، ولا يزال يساهم لدى بعض النشريات والمواقع الالكترونية في هذا الصدد أن واقع وسائل الاعلام المحلية الراهن تبدو بعيدة عن تطلعات المواطن، حيث لا تتفاعل مع انشغالاته اليومية بالكيفية المطلوبة والمأمول منها، فاهتماماته بهذه الانشغالات لا تتحقق إلا في المناسبات المختلفة والمواعيد الانتخابية ممّا يدفع بالعزوف عنها كونه يرى فيها عدم الوفاء والمصداقية وذر الرماد في العيون، وهذا ما يجعله يخضع للاشاعة ويستقبلها دون بحث أو تمحيص، عدا الإذاعات المحلية المقترن عملها بدفاتر شروط وأهداف عامة، وخطوط رسمها الواقع والمنافسة الشرسة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024