مدير نشر الجريدة الإلكترونية «شرشال نيوز»:

مصداقية وسائل الإعلام مرهونة بمدى قدرتها على التصدي للإشاعة وترشيد الخبر

تيبازة: علاء ملزي

أكّد مدير نشر الجريدة الالكترونية« شرشال نيوز» المحلية بولاية تيبازة حسان خروبي، على أنّ الطفرة التي أحدثتها التكنولوجيا من خلال تمييع وسائل نقل المعلومة مكنت المواطن من التحول من مستهلك للمعلومة الى منتج لها ممّا أفرز انتشارا فظيعا للاشاعة، الأمر الذي يفرض على وسائل الاعلام مسؤوليات جديدة تعنى بالتصدي لانتشار الاشاعة حفاظا على مصداقيتها.

أشار مدير نشر شرشال نيوز التي حصلت على الجائزة الثالثة لفخامة رئيس الجمهورية في طبعة 2017، إلى أنّ ما كان متداولا من ذي قبل كون وسائل الاعلام كانت تتطور بالتوازي مع تقلّص دور الاشاعة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلا أنّ الطفرة النوعية التي أحدثتها التكونولوجيا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تشهد إقبالا متزايدا ومتواصلا من طرف شرائح عريضة من المواطنين، ساهم بشكل فعال في عودة الاشاعة إلى الساحة واكتساحها لمواقع متعددة وسلوكها لأوعية سمحت لها بالانتشار الواسع، وذلك من خلا الترويج لأكاذيب لأغراض مبيّتة ومغرضة، والتي تستغلّها بعض الجهات في الكثير من الحالات من أجل تصفية حسابات بإحداث اضطرابات غير محمودة العواقب بقطاعاتها، ومن هذا المنطلق وجب على وسائل الاعلام التحلي بروح مسؤولية جديدة ملقاة على عاتقها بقوة التأقلم مع التطور التكنولوجي تعنى بالتصدي بكل مصداقية ونزاهة لانتشار الاشاعة خدمة للأهداف النبيلة للاعلام، وأشار حسان خروبي أيضا إلى كون الاشاعة أضحت تنتشر بشكل ملحوظ وفعال على المستوى المحلي على نطاق واسع لارتباطها بمصالح المواطن بشكل مباشر، الأمر الذي يحتّم على وسائل الاعلام المحلية أيضا على الوقوف في حالة استنفار دائمة وبجدية بالنظر للمسئولية الملقاة على عاتقها سواء تعلق الأمر بالمواطن البسيط أو السلطات المحلية أيضا.
 وفي السياق ذاته، أكّد حسان خروبي على أنّ شرشال نيوز تحوّلت بفعل ممارسة ميدانية دامت عدّة سنوات الى مرجعية حقيقية ذات مصداقية كبيرة بالنسبة للمواطنين بالنظر الى تكفل طاقمها بالاجابة المقنعة عن كلّ ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار وفي مختلف المجالات، مشيرا الى كون هذه المهمة والمسؤولية يحملها القراء والمتتبّعون لطاقم الجريدة التي أضحت لا تكتفي بالتأكد من المعلومة التي تنشر على مستواها، وإنّما تعدّت مسؤوليتها ذلك بكثير من خلال التأكّد من مكلّ ما يروّج له من معلومات وأخبار تعنى بولاية تيبازة، ومن هذا المنطلق فقد كسبت الجريدة قدرا كبيرا من المصداقية والاحترام لدى قرائها، إلا أنّ هذه المهمة ليست بالسهلة المنال كما يبدو للبعض تصورها بحيث يتطلب الأمر تجنّدا مستمرا ودقيقا للتحقق من الكم الهائل من المعلومات التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من طرف جهات عديدة وبشكل مستمر، لاسيما وأنّ العديد من رواد الفايسبوك أضحت هوايتهم ليست من الصحافة بتاتا، ولكنها تبقى إلى الصحافة أقرب بالنظر إلى حرصها على نشر المعلومة دون التأكّد من صحتها ومدى تأثيرها على المجتمع والمؤسسات،وأضحى ما يدعى بالسبق الصحفي الشغل الشاغل للعديد من الناشرين المزيّفين دون أدنى حس بالمسئولية الملقاة على عاتقهم من جراء ما يحتمل بأن يجلبه نشر معلومة أوأخرى، لتنمو بذلك وتتوسّع رقعة الاشاعة ويصبح الترويج للأكاذيب أمرا مفروضا وحتميا بعيدا كلّ البعد عن مقومات الحضارة والتمدّن، خاصة وأنّ مروّجي الاشاعة ينتقون العبارات والأفكار التي تحمل في طياتها الكثير من الاثارة لغرض تسهيل عملية التأثير على القراء.
وعن الأمثلة الواقعية التي تفتخر شرشال نيوز بالتحقيق فيها وتبصير المواطنين بحقيقة ما يجري على الساحة خلال فترات خلت ما تعلق بقضية السكن التي ظلّت ولا تزال تشكّل الشغل الشاغل لشريحة هامة من المجتمع، بحيث ظلّ رواد الفايسبوك بتسارعون في نشر كلّ ما له صلة بهذا الملف بالشكل الذي يتسبّب بشكل مباشر في حصول اضطرابات اجتماعية كأن يتم الترويج لتأجيل نشر قائمة ما أوالتبشير بنشر قائمة أخرى دون أيّ مرجعية رسمية الأمر الذي يثير الكثير من البلبلة في وسط المواطنين بحيث أدت عدّة حالات مماثلة لاندلاع احتجاجات غير مؤسسة، وقد تدخّلت الجريدة في العديد من الحالات وفي ازمنة قياسية لتكذيب ما يروّج له من إشاعات مع نشر المعلومة الصحيحة التي تحافظ على رباط التواصل والثقة بين المواطن والادارة، وقد رفض مدير نشر الجريدة التشخيص وذكر النماذج لأنّ الظاهرة تكرّرت مرات عديدة وفي بلديات مختلفة من ولاية تيبازة.
ومن هذا المنطلق الذي يشهد لوسائل الاعلام المحلية المساهمة الفعالة والميدانية في مجابهة الاشاعة محليا، فقد طالب مدير نشر شرشال نيوز حسان خروبي السلطات على اختلاف مستوياتها التمكين للمنتسبين لوسائل الاعلام المختلفة تسهيل مهمة هؤلاء ومساعدتهم لبلوغ مصدر الخبر مع تزويدهم بالمعلومة بشكل مستمر عن طريق إقامة جسور تواصل دائمة بين المؤسسات ووسائل الاعلام في بادرة لابد منها لقطع الطريق أمام المروجين للاشاعة من جهة واستغلال وسائل الاعلام للترويج للتطورات الحاصلة بالتنمية المحلية من جهة أخرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024