الباحثة في علوم الإعلام زينب بوشلاغم

الصّورة العنيفة لها تأثير قوي على الأفراد

بومرداس: ز ــ كمال

حذّرت أستاذة علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر زينب بوشلاغم من بعض المضامين الإعلامية السلبية التي يتغذى منها المجتمع الجزائري، خاصة فئة الطفولة والشباب عن طريق نشر أخبار وصور تعيد تمثيل الجريمة والسلوك العنيف أحيانا دون قصد، والاستعمال المفرط لشبكة الانترنيت والألعاب الالكترونية العنيفة، مع الدعوة «الى توجيه الإعلام نحو خدمة الأهداف النبيلة وتقديم رسائل تستجيب للتطلعات الايجابية».
 ربطت الباحثة في الدراسات الإعلامية زينب بوشلاغم أسباب تفاقم الجريمة وظاهرة العنف بكل أشكاله في المجتمع الجزائري كالقتل العمدي، اختطاف الأطفال ومختلف الاعتداءات على الأشخاص والممتلكات الخاصة والعمومية، استهلاك والمتاجرة بالمخدرات إلى جملة من الأسباب وضعت على رأسها «الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وانتشار البطالة خاصة بين فئة الشباب التي تعتبر من أكثر الفئات استهدافا إلى جانب الطفولة التي تقع فريسة سهلة لهذه الظاهرة في ظل تنامي نسبة التسرب المدرسي وتراجع دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل الأسرة، المدرسة والمسجد في عملية التثقيف والتربية السليمة لتحصين هذه الأجيال، إضافة إلى بعض المخلفات التي نجمت عن سنوات العنف خلال العشرية السوداء والصدمات النفسية للأطفال، مقابل تراخي المنظومة القانونية أحيانا في إظهار مزيد من الصرامة في تجفيف منابع العنف والجريمة الفردية والمعزولة التي قد تتطور إلى جريمة منتظمة..».
في سؤال عن الحلول المقترحة لمكافحة ظاهرة الجريمة واحتوائها، وضعت الباحثة قطاع الإعلام على رأس هذه المنظومة المتكاملة إلى جانب باقي المؤسسات الاجتماعية الأخرى المطالبة بتفعيل دورها الاجتماعي التقليدي في التربية والتثقيف على غرار ما عرفه المجتمع الجزائري لعقود من الزمن، وقالت في هذا الخصوص «أن الإعلام بكل قنواته قد يلعب دورا أساسيا في محاربة ظاهرة الجريمة والعنف المتفشي في المجتمع عن طريق بث مضامين تربوية تثقيفية لتوعية الأفراد بالأخص فئة الشباب والمراهقين والطفولة المستهدفين أكثر، والمعرضين لبعض الحملات المنظمة التي تحاول نشر السلوك العنيف وأعمال الجريمة لتحطيم أسس الأسرة والمجتمع..».
كما دعت الباحثة إلى ضرورة «إعادة تفعيل دور الأسرة كنواة أساسية في التنشئة الاجتماعية السليمة، إضافة إلى المدرسة كوسط تربوي بإمكانه تأطير وتلقين الأطفال والمتمدرسين المبادئ الأساسية للتربية والتوعية الاجتماعية والمثل الأخلاقية العليا، ناهيك عن الدور الذي يمكن أن يلعبه المسجد في تحصين الأطفال والشباب وحمايتهم من مخاطر الآفات السلبية التي ازدادت انتشارا مخيفا في الوسط الاجتماعي وتطورها بشكل ملفت بعدما انتقلت من بعدها التقليدي المعروف إلى الالكتروني والفضاء الأزرق التي يصعب التحكم فيها ومراقبتها، لتدعو في الأخير «إلى أهمية تفعيل المنظومة القانونية والعقابية لردع مثل هذه الممارسات السلبية التي تهدّد أركان المجتمع وتفكك منظومة الأسرة، وبالتالي تغطية العجز والفراغ التي تركته المؤسسات التقليدية المغيّبة بعدما فقدت الكثير من سلطتها المعنوية والروحية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19652

العدد 19652

الخميس 19 ديسمبر 2024
العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024
العدد 19650

العدد 19650

الثلاثاء 17 ديسمبر 2024
العدد 19649

العدد 19649

الأحد 15 ديسمبر 2024