تعمل السلطات الولائية بسكيكدة على توزيع السكن الذي تمت الاشغال به في جميع الصيغ، والذي يعد طفرة في هذا القطاع بعد أن كانت الولاية متأخرة في عدد المشاريع السكنية من حيث وتيرة الإنجاز، والعدد الضخم من طلبات السكن، لاسيما وسكيكدة تعد من الولايات «المليونية» ذات كثافة سكانية كبيرة، وقد تحقّق مسعى كان حلما في وقت مضى من إزالة حي «الماتش» القصديري، بعد أن تم إزالة جزء من الحيين القصديريين «بوعباز» و»حسين لوزاط «.
حاليا العملية مستمرة لإزالة حي بحيرة الطيور الهش، في انتظار استكمال عمليات الإسكان لباقي الاحياء القصديرية، والسكن الاجتماعي لسكان مدينة سكيكدة، إضافة الى السكنات المعرضة للانهيار. واعتبرت هذه السنة لأهمية الملف بسنة الإسكان، حيث سيتم توزيع حوالي 6 آلاف سكن ضمن مختلف الصيغ قبل نهاية السنة الجارية، كما صرّحت السلطات الولائية فيما سبق، ويتعلق الأمر باستكمال توزيع السكنات الاجتماعية لفائدة قاطني البنايات القصديرية بحي بحيرة الطيور بوسط مدينة سكيكدة، التي شهدت عملية ترحيل قبل عيد الفطر المنصرم فاقت 700 سكن، بالإضافة إلى توزيع عدد هام من السكنات بصيغة العمومي الإيجاري ببلدية عزابة، فضلا عن توزيع حوالي 200 سكن تابعا للوكالة العقارية ببلديات مجاز الدشيش وسيدي مزغيش والحدائق تضاف لها 500 إعانة للسكن الريفي.
من جهة أخرى، سيتم في ديسمبر المقبل توزيع ما لا يقل عن 4 آلاف سكن بالمدينة الجديدة بوزعرورة ببلدية فلفلة، والأمر يتعلق في هذا السياق بـ 2800 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار و1500 وحدة عمومية إيجارية مقسمة بين قاطني السكنات الهشة بالزفزاف وسكان مدينة سكيكدة القديمة، الذين يعانون من أزمة ضيق بالإضافة إلى سكنات أخرى تابعة للصندوق الوطني لمعادلة الخدمات الاجتماعية.
وبقطاع الري والموارد المائية، عرفت الولاية تسجيل العديد من المشاريع الهامة، آخر هذه البرامج تتمثل في مشروع محطة تحلية مياه البحر ببلدية المرسى الساحلية بطاقة 5000 متر مكعب، وبغلاف مالي يقدر بـ 1.336 مليار دج، واصفا المشروع بالمكسب الكبير لما له من أبعاد اقتصادية وسياحية مستقبلية، إضافة إلى مشاريع أخرى لتحسين التزود بالمياه الصالحة للشرب، منها إعادة تجديد 12 كلم من القناة الموصولة بسد زردازة، وإعادة تجديد الشبكة على مستوى 32 بلدية من مجموع 38.
وأكّدت السلطات الولائية على أن عام 2019 سيكون للتخفيف من أزمة التزود بالماء، وضمان تزويد أزيد من 20 بلدية على مدار 24 ساعة، لتوفر الولاية على موارد مائية هائلة، منها 4 سدود ومحطة لتحلية مياه البحر، في انتظار انجاز سد رمضان جمال لتدعيم سد زردازة الذي يعرف كما هائلا من الأوحال، وتجسيد البرنامج الخاص بسدي وادي زهور وبوشطاطة، والعمل على انجاز البرنامج الخاص بربط السدود ببعضها البعض، إعادة تأهيل محطة تحلية مياه البحر بالعربي بن مهيدي، إعادة استغلال الخزانات المنجزة وغير المستغلة وضرورة وضع خطة بديلة في حالة عطب محطة تحلية مياه البحر.
ورغم أنّ ولاية سكيكدة تعدّ قطبا استراتيجيا في البتروكيمياء، وولاية لها إمكانيات هائلة في المجال السياحي، تتوفر على أكبر ساحل على المستوى الوطني بـ 141 كلم، الا انها تعدّ قطبا فلاحيا بامتياز كذلك نظرا لمختلف المنتوجات الفلاحية وبكميات كبيرة ونوعيات بأراضي بدرجة خصوبة نادرة قدرت مساحتها بـ 131879 هكتار من إجمالي مساحة الولاية 68،4137 كيلومتر مربع، حيث تحتل سكيكدة مركز الريادة في العديد من الشعب الفلاحية على غرار إنتاج الطماطم الصناعية الذي وصل خلال الموسم الفلاحي الماضي، إلى أكثر من 4 ملايين قنطار، مما أهل الولاية لأن تتربع لسنة أخرى، على عرش الطماطم الصناعية ذات الجودة العالية على المستوى الوطني، بنسبة إنتاج تمثل حوالي 51 بالمائة من الإنتاج الوطني.
وعرف قطاع الفلاحة بولاية سكيكدة ارتفاعا في نسبة النمو بلغت 20 في المائة، وحقّقت رقما مهما في إنتاج بذور القمح الممتاز، إذ أصبحت ولاية سكيكدة منذ بداية الألفية الحالية الممون الرئيسي لـ 13 ولاية بشرق البلاد ببذور القمح الممتاز، كما احتلت المرتبة الأولى في إنتاج بذور البطاطا التي تسوّق إلى ولايات شرق وجنوب البلاد وبعض الولايات بالوسط، وتساهم بـ 25 في المائة من نسبة الإنتاج الوطني من البذور على مساحة تقدر 1300 هكتار.
وقد تدعّم قطاع الصيد البحري بالولاية بمشروع واعد يتمثل في ميناء الصيد البحري بوادي الزهور الذي يتسع لـ 24 سفينة لصيد سردين و60 حرفة صغيرة و62 سفينة نزهة وسفينتين كبيرتين تفوق الواحدة منهما 20 مترا، وكلف المشروع غلافا ماليا بحوالي 4 مليار دج ويتربع على 2,9 هكتارات كأرضية، أما الحوض فتصل مساحته إلى 3,3 هكتارات، وأشغال إنجازه قام بها مجمع كرواتي – جزائري، حيث ان الميناء يمثل أهمية كبيرة إذ من شأنه أن ينظم مهنة الصيد بهذه المنطقة، ويعود على الصيادين التقليديين بالفائدة عن طريق إنعاش الاقتصاد المحلي.
وبقطاع الصحة من المنتظر استلام مشروع هام، يتمثل في أكبر مستشفى للحروق على المستوى الوطني بالقطب العمراني الجديد ببوزعرورة شرق مدينة سكيكدة، وذلك خلال السنة المقبلة، والذي سيتوفر على 120 سرير ومساحة كلية تقدر بـ 5,4 هكتار ستخلق 500 منصب شغل منها 60 طبيب مختص وعام و100 مسعف ومساعد طبي ومدعم بأجهزة طبية متطورة جدا ومطابقة للمعايير العالمية الخاصة بمعالجة الحروق الجسدية، وسترسل كل حالات الحروق الخطيرة لسكيكدة من مختلف ولايات الجزائر، حيث سيصبح هذا المستشفى قطبا طبيا ومرجعا في اختصاص جراحة الحروق والجراحة التجميلية وإعادة التأهيل.
وقد تعزّزت سكيكدة مؤخرا بـ 03 مشاريع استثمارية هامة، حيث سيتم تجسيد مشروع في الصناعة التحويلية يتمثل في تحويل الحديد والصلب بمنطقة النشاط بومعيزة ببلدية بن عزوز، الذي سيمكن من فتح وتوفير مناصب شغل هامة معطيا أوامر تتضمن توظيف خريجي الجامعات ومعاهد التكوين المهني بالولاية. ولتجسيد هذا المشروع، يتطلب انجاز مشروع آخر يتمثل في محطة تحلية مياه البحر بمنطقة قرباز ببلدية جندل سعدي محمد والذي من شأنه أيضا توفير مناصب شغل والمياه الشروب لسكان دائرة بلدية بن عزوز، إضافة الى مشروع استثماري نوعي يتمثل في انجاز مصنع لإنتاج مادة الفوسفات ومختلف الأسمدة بمحاذاة مصنع حجر السود ببلدية بكوش لخضر.
يبقى أكبر انشغالات المواطنين على مستوى العديد من بلديات الولاية النائية، والجبلية بالخصوص، الربط بالغاز الطبيعي، حتى ينهي معاناتهم المتكررة عند كل فصل شتاء، والبحث عن قارورات الغاز، او الاحتطاب لمن لا يقدر على مشقة الحصول على هذه القارورة التي تتحول الى عملة صعبة، لوجود العديد من البلديات على ارتفاع كبير من سطح البحر، ويستوي في ذلك بلديات المصيف القلي وبالخصوص بلديات دائرتي الزيتونة واولاد اعطية، وبلديتي أولاد احبابة وزردازة، إضافة الى العديد من بلديات الجهة الشرقية على غرار بلدية السبت وقراها الكثيرة التي تعيش اصعب الظروف، ناهيك عن بلديات قريبة من عاصمة الولاية كبلدية عين الزويت التي لم تدرج في أي مشروع للربط بهذه المادة الحيوية رغم انها توجد في منطقة باردة وصعبة التضاريس، ولا تبعد عن عاصمة الولاية الا بـ 18 كلومتر فقط، زيادة على بلدية بوشطاطة التي هي قريبة جدا من عاصمة الولاية، وقرى بلدية تمالوس على غرار عين الشرايع التي تعاني منذ سنوات دون التفاتة جادة من قبل السلطات المعنية.
كما تعرف العديد من المشاريع الهامة بالولاية بطئا رهيبا في الإنجاز على غرار مشروع ازدواجية السكة الحديدية بين ولاية عنابة ورمضان جمال بسكيكدة، على مسافة 90 كلم الذي تشرف على انجازه شركة «أو.أش. أل» الاسبانية، حيث انطلقت به الأشغال في 2007 وكان من المفروض تسليمه في 2014، لكن المقاولة المكلفة بإنجازه تأخرت عن الموعد المحدد، علما أن المشروع خصص له غلاف مالي بـ 37 مليار دج يمتد على مسافة 35 كلم بإقليم ولاية عنابة وبـ 55 كلم بإقليم ولاية سكيكدة به نفقين برأس الماء طوله 546.92 متر وبقصابة بطول 1544 متر. ورغم أنه عرف توافد العديد من وزراء القطاع الا ان ذلك لم يشفع له بالتقدم في الاشغال، إضافة الى محطة المتعددة الأنماط بسكيكدة التي تقدر نسبة تقدم الأشغال بها بحوالي 50 بالمائة، رصد لها غلاف مالي إجمالي يقدر بـ840 مليون دج، في إطار المخطط الخماسي 2010 / 2015، لكن بالرغم من أنّ أشغال الإنجاز انطلقت رسميا سنة 2008، على أن يتم تسليم المشروع كما كان مقررا سنة 2011، وتعاقب 3 ولاة و4 وزراء على المشروع، إلا أن ذلك لم يعجل باستلام المحطة، حتى تساهم في القضاء على الاكتظاظ الذي تشهده المحطة الحالية «محمد بوضياف» التي توجد في وضع مزر للغاية، خصوصا وأنها تتربع على مساحة تقدّر بـ 05 هكتارات، وتتّسع لأزيد من 800 مركبة من مختلف الأنواع، حسب مخططها، تضم إلى جانب محطة كبيرة لتوقف الحافلات، محطة لتوقف قطار السكك الحديدية الرابط بين ولاية سكيكدة وولاية قسنطينة، إضافة إلى موقف سيارات الأجرة، ناهيك عن توفرها على مختلف المرافق الضرورية والعصرية التي تضمن راحة المسافر من محلات تجارية وخدماتية وغيرها، وبمواصفات عالمية.