أكّدت رئيسة دار المقاولاتية بالمركز الجامعي لتيبازة الدكتورة نوال بن لكحل أنّ المؤسسة الناشئة تسعى دوما وفي كلّ الظروف من أجل خلق الثروة، وتوسيع النشاط وضمان ديمومتها من خلال التركيز على عوامل الابتكار والابداع والتجديد.
قالت الدكتورة نوال بن لكحل بأنّ الانسان هو الذي يخلق الثروة ولا يمكن للثروة أن تقوم بالدور ذاته، ومن ثمّ فقد وجب على حاملي المشاريع المقبلين على إنشاء المؤسسات التفكير مليّا في نهج الطريق الأصوب الذي يضمن استمرارية مؤسسته دون تعرّضها لأزمات متنوعة تساهم في توقف نشاطها أو تغيير توجيه مسارها، بحيث يجب التركيز منذ البداية على تطوير منتج يتم تسويقه اعتمادا على حاجة معبّر عنها سلفا سواء كان ذلك بشكل مباشر أو بطريقة غير مباشرة من خلال مساهمة المنتج المراد إنتاجه في تذليل وحلحلة المشاكل التي تعترض حياة المستهلكين، ومن ثمّ وجب التأكيد على كون نجاح المؤسسة لا يرتكز على القدرات المالية والمادية فقط بقدر ما يرتبط ارتباطا وثيقا بالقدرة التسييرية للموارد البشرية التي يجب أن تتميّز بقدر وافر من الابداع والابتكار من أجل التجديد والتطوير ومواجهة المنافسة وتخطي الأزمات.
ومن هذا المنطلق فقد أضحت مصالح الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تشترط ضمن وثائق تشكيل ملف الاستفادة من قرض موجّه لإنشاء مؤسسة مصغرة الحصول على شهادة معترف بها صادرة من المؤسسات الجامعية أومراكز التكوين المهني، غير أنّ ذلك يبقى غير كاف لضمان تأسيس مؤسسة ناشئة قادرة على الاستمرارية والتطوير ومواجهة الأزمات، بحيث كشفت المراحل السابقة افتقاد العديد من المؤسسات المنشأة من طرف هذه الوكالة لعامل الاستمرارية والتطور لأسباب تتعلق بعوامل عديدة ترتبط بالدراسة التقنية المرفقة بالمشروع أو بقدرة مسير المؤسسة على التأقلم مع المعطيات الجديدة، وهي العوامل التي تقتضي إعادة النظر بصفة جذرية لغرض تمكين المقاول من تأسيس مؤسسة قابلة للتوسع والتطور.
وأشارت الدكتور نوال بن لكحل تؤكّد بما أنّ الأمر يرتبط بالتطوير والتجديد والتنافسية وفق متطلبات السوق، فقد أدرجت جلّ الجامعات الجزائرية ضمن برامجها الدراسية مقياس المقاولاتية الذي يهدف بالدرجة الأولى الى ترقية العلاقة التي تربط الطالب بالمحيط الاقتصادي والخدماتي، كما يهدف المقياس عموما الى اكتشاف المواهب والطاقات والخبرات التي يزخر بها الطلبة لغرض استغلالها وتثمينها وتوجيهها وفق المنهج السليم، بحيث يتمّ التركيز على وجه الخصوص على أهم العوامل التي تمكّن المقاول من شق طريقه نحوالتوسعة والتطوير دون التعرّض لضغوطات التنافسية والصعوبات المالية والمضايقات المادية.
وفي السياق ذاته، فقد أقدمت دار المقاولاتية بالمركز الجامعي لتيبازة التي تشرف عليها الدكتورة نوال بن لكحل على تكوين أكثر من 50 طالبا في مستوى الماستر في تخصصي تسويق الخدمات والتسويق الفندقي والسياحي خلال السنوات الأخيرة، بحيث تمّت العملية وفق 3 مراحل اعتمد بها على منهج تمكين الطالب الراغب في إنشاء مؤسسة من مجمل المقومات التي تتيح له إنشاء مؤسسة ناشئة لا تتأثر بمجمل الهزات الاقتصادية المرتبطة بالسيولة المالية ونقص المشاريع وندرة المادة الأولية وغيرها، بحيث روعي في مختلف مراحل التكوين التركيز على تأسيس المؤسسة لغرض تجسيد مشروع منتج جديد غير متوفر بالسوق أو تجديد اللمسة والمواصفات والنوعية لمنتج موجود أصلا، مع توخي التنافسية والتجديد والتأقلم المتواصل مع متطلبات السوق، ويمكن أن يكون المنتج عبارة عن خدمة يعبّر الزبون عن حاجته لها.