لا يزال قطاع المؤسسات الناشئة بولاية سيدي بلعباس يسير بخطى بطيئة، على الرغم من وجود العديد من حاملي الأفكار من الشباب الجامعي الراغب في تجسيد مشاريعه الناشئة ومؤسساته الرقمية، وهي المؤسسات التي تنتظر المناخ الملائم الذي يمكنها من فرض نفسها في الفضاء الإقتصادي المحلي والمساهمة في تنميته وتطويره.
أجمع 120 جامعي مستفيد من الدورة التكوينية الخاصة بالفكر المقاولاتي وإنشاء المؤسسة التي نظمتها دار المقاولاتية تحت شعار «لا تبحث عن وظيفة، كن مقاولا ووظّف غيرك» على أهمية التحول والتوجه نحو المؤسسات الناشئة باعتبارها الحل الأنجع للمساهمة في خلق البدائل وتنويع الاقتصاد الوطني. وقد منحت هذه الدورة لشباب وطلبة الولاية إمكانية حضور ورشات تهدف إلى تقديم أصحاب المؤسسات الناشئة المختصة رؤية علمية وإطارا تقنيا يساعد على تنمية أفكارهم وتجسيدها على أرض الواقع. وحسب جلول زيدان مدير دار المقاولاتية، فإن تحقيق نسبة 20 بالمائة من الطلبة الذين سينجحون في تجسيد مشاريعهم على أرض الواقع يعتبر نجاحا لدار المقاولاتية ولأهدافها المسطرة، وأضاف أن الدورات تركز بشكل كبير على الجانب النفسي للطلبة، باعتبار أن هاجس الخوف والفشل لديهم يعد أهم العراقيل التي تحول دون إطلاق الطلبة لمشاريعهم، كما دعا إلى فرض إجراءات تحفيزية قصد تطوير هذه المؤسسات، وتجنيب أصحابها جميع العراقيل، سيما فيما يتعلق بالمشاكل البيروقراطية، مؤكدا أن الوقت حان لإطلاق مرافقة حقيقية لهذا النوع من المؤسسات باعتبار أن غياب المرافقة ومشاكل التمويل هي أهم الأسباب التي تدفع بالمؤسسات إلى غلق أبوابها فترات قصيرة بعد إطلاقها، فضلا عن أسباب أخرى تقنية تتعلق بسوء التخطيط على المدى المتوسط والبعيد واختيار مشاريع لا تنطلق من أرضيات سليمة تتماشى والحاجيات الراهنة للمجتمع.
نموذج ناجح..
وعلى الصعيد المحلي تعتبر مؤسسة gleetsy.com نموذجا ناجحا للمؤسسات الناشئة الرقمية بولاية سيدي بلعباس، وهي مؤسسة تهتم بالمجال التكنولوجي خاصة ما تعلق بتطوير أنواع البرمجيات كالمواقع الإلكترونية وتطبيقات الهاتف النقال والمكتبيات، كما تقدّم خدمات أخرى تتمثل في دورات تدريبية في المعلوماتية، تطوير البرمجيات والتسويق الالكتروني، كما تمنح شهادات في اللغة الانجليزية مرخصة من طرف الإطار الأوروبي المرجعي الموحد للغات، فضلا عن تنظيمها لدورات تعليمية في مختلف الاختصاصات وبحضور نخبة من المدربين الأكاديميين. وتسير المؤسسة التي تعد إضافة حقيقية للولاية من قبل مجموعة من الشباب الجامعي المتخصّص في شتى المجالات كالبرمجيات، الهندسة الإلكترونية، الذكاء الصناعي، التسويق، الصيدلة وغيرها، ويهدف هؤلاء ومن خلال مشاركاتهم في عدة فعاليات وطنية ودولية إلى تبادل الخبرات وتنمية المؤسسة وتطويرها لتصبح رائدة في المجال، وتسهم في الدفع بعجلة التنمية المحلية وتكون مثالا يحتذى به بالنسبة لشباب المنطقة الراغب في استحداث مؤسسة ناشئة توازيا مع تشجيع السلطات لهذه المؤسسات من خلال تقديم التسهيلات كرفع الجباية عنها، تقديم الدعم والمرافقة المستمرة.