المعماري أحمد موفقي يدعو إلى تطبيق القانون بصرامة

ماذا بعد ترحيل العائلات بالمدية؟

المدية: علي ملياني

تشكل ظاهرة البناء على ضفاف الأودية هاجسا لدى الجماعات المحلية بولاية المدية بالنظر إلى المخاطر المحدقة سواء بالأرواح البشرية أو بالثروة الحيوانية.

ويرى أحمد موفقي رئيس المجلس المحلي للمهندسين المعماريين، بأن هذه المشكلة تعد ظاهرة اجتماعية ينتهجها بعض الأفراد «أرباب عائلات» من ذوي الدخل الضعيف أو شبه المنعدم، لتعريض أنفسهم للخطر أو بصيغة أخرى لاسماع حاجتهم الماسة للسكن، بعدما تيقن لديهم أنه لن يتسنى لهم ذلك بإدراج طلباتهم ضمن القوائم المودعة لدى المصالح المعنية، كاشفا في هذا الصدد بأن الاحصائيات تبين أن السكنات الاجتماعية الموزعة في اطار القضاء على السكن الهش، ذهبت نسبة كبيرة منها لمن انتهجوا سياسة البناء في أماكن خطرة من الناحيتين الأمنية والبيئية، وأنها السبيل الأنجع لهم للحصول على سكن.
واقترح في هذا الصدد بأنه ومن أجل الحد من تفشي هذه الظّاهرة يتوجّب على الساهرين على القطاع رسم سياسة وطنية فعالة وواضحة مع كافة الشركاء من شأنها تحديد أسباب هاته الظاهرة والسبل الواجب انتهاجها من أجل القضاء على الآفة التي أضرّت وشوّهت صور مدننا والعمران بشكل عام. وتشير مصادر مطلعة من بلدية أولاد ذايد على بعد 09 كلم من مقر دائرة البرواقية، أنه يوجد ما يربو عن 20 سكنا فوضويا من بينهم ممن هو حاصل على رخصة بناء على ضفاف وادي سيدي ناجي، وهذا عقب اقدام السلطات على بناء جدار واق، الأمر الذي بات يشكل لدى منتخبي هذه البلدية أولوية، حيث من المتوقع أن يتم تغيير مجرى الوادي نحو إقليم بلدية الزوبيرية حسب دراسة تقنية تم إعدادها مؤخرا لتفادي أي خطر محتمل مستقبلا.
 ليس ببعيد قامت بلدية ثلاثة دوائر جنوب الولاية في  هذا الصدد استنادا لمصادر «الشعب» بترحيل 20 عائلة كانت تقطن بالقرب من وادي حرملة بإتجاه مدينة عين بوسيف نحو مجمع سكني ريفي حوّلت أرضيته التابعة لأملاك الدولة سابقا إلى سكنات ريفية مريحة بعد عديد الإنزلاقات التي عرفتها سكنات هذه الأسر في  السنوات الفارطة.
 على صعيد ذي صلة، سارعت بلدية سغوان التي تعبرها كل من أودية وادي سغوان، وادي المالح ووادي الحكم إلى ترحيل 20 عائلة كانت مقيمة بالقرب من شعبة قعدة الطلبة إلى الحي الجامعي المقابل لفرقة الدرك الوطني، فيما بقيت عائلتين دون ذلك سيتم التكفل بهما لاحقا. وأكّدت مصادر مطلعة أن هذه البلدية التي تعرضت في شهر جوان الفارط إلى فيضانات أدت إلى نفوق ثروة حيوانية لا بأس بها دون تسجيل أي خسائر بشرية جراء ارتفاع حجم الرمال والأتربة والحجارة بوادي سغوان، بأنها مصنفة ضمن الخانة الزرقاء للبلديات الأكثر عرضة لخطر ارتفاع منسوب مياه الأودية والفيضانات.
وتشهد هذه البلدية الواقعة قبالة الطريق الوطني رقم 01 والمعروفة بتربية الأغنام سنويا العديد من الفيضانات الناجمة عن التساقط الكبير للأمطار، ما يجعل مياه الصرف الصحي تعود وتغمر البيوت والسكنات مشكلة أخطارا صحية على الساكنة العمومية، وقد باتت هذه الفيضانات تشكل خطرا حقيقيا على هيكل مقر الشرطة بهذه الدائرة وسكنات مقر البلدية مركز، ويظهر هذا الخطر جليا وبشكل لافت بحي الزمالة، الذي تنعزل سكناته عن سغوان مركز كلما تساقطت الأمطار وارتفع منسوب مياه وادي الحكم.  ترجع هذه المصادر زيادة خطر ارتفاع منسوب مياه الأودية بهذه البلدية إلى انتشار نبتة الطرفة، التي ضاعفت من عمليات احتقان السيول وغلق مجاري الأودية، معتبرة ذات المصادر بأنه في ظل غياب برنامج جاد لتنظيف مجاري الوديان من الأتربة والرمال والحشائش (نبات الطرفة) تبقى حالة الخطر قائمة، منبهة في الوقت نفسه بأنه بالإضافة إلى ذلك فإن المدينة الجديدة الواقعة بالقطب الحضري باتت أيضا بما في ذلك المدرسة الابتدائية مهددة بمياه وادي المالح من حين لآخر بسبب غياب التهيئة، حيث أن ساحة هذه المؤسسة التعليمية تملأ بالمياه والأوحال مع تساقط الأمطار، ما يستوجب تنظيفها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024