تمكّنت ولاية الجزائر العاصمة منذ بداية عمليات الترحيل سنة 2014 من إعادة إسكان أزيد من 20000 عائلة، أي ما يعادل 100000 نسمة من مواقع الاحياء القصديرية المحاذية للوديان ومن مواقع السكنات الهشة، وهو ما سمح بوقايتها من خطر الانهيار وانزلاق الاتربة.
خصّصت ولاية الجزائر منذ انطلاق عمليات إعادة الاسكان عدة عمليات ترحيل خاصة بالعائلات القاطنة بمواقع البيوت القصديرية المحادية للأودية والمناطق المعرضة للفيضانات،حيث مكّنت من ترحيل 20 الف عائلة كانت تقطن بمحاذاة الاودية على غرار واد الحميز وواد الحراش إلى سكنات لائقة تتوفر على جميع المرافق الضرورية.
وكانت ولاية الجزائر قد أعلنت سابقا عن مشروع يتمثل في تسطير مخطط لإنشاء هيئات تتكفل بأشغال تهيئة الوديان المهددة بالفيضانات، ومنع البناء الفوضوي على ضفافها لتفادي وقوع الخسائر البشرية والمادية التي تسببها الكوارث الطبيعية. وقد صنّفت الولاية عدة مناطق كمناطق خطر مهددة بوقوع كوارث في حالة تساقط أمطار طوفانية، وارتفاع منسوب مياه الوديان الموجودة بها، كما أحصت عدة مناطق مهددة بهذا الخطر مثل وادي قريش، بوزريعة، وادي الحراش، بني مسوس ووادي حيدرة.
ورغم أنّ النّصوص القانونية واضحة في هذا المجال فإن السكنات الفوضوية لا تزال منتشرة على ضفاف هذه الأودية ممّا يهدد حياة أصحابها في أية لحظة، يحدث هذا رغم إعادة إسكان العديد من أصحاب هاته البيوت.
هذا المخطط يلزم المسؤول الأول عن البلدية بتسطير إستراتيجية لتنظيم هذا المجال، والتدخل للتحكم في الأوضاع ومنع بناء السكنات أمام الوديان.
ويتضمّن هذا المخطط وضع آليات متابعة وإنشاء هيئات تتولى مهمة توسيع الأودية المهددة بالفيضان حتى لا تتدفّق إذا ارتفع منسوب مياهها في حالة تساقط أمطار طوفانية،وهذا ما تسعى إلى تجسيده مصالح ولاية الجزائر في الآونة الأخيرة.
وفعلا انطلقت مصالح وزارة الموارد المائية بالتنسيق مع ولاية الجزائر بعمليات توسعة لعدة أودية المتواجدة على مستوى العاصمة كوادي شايح وواد الحراش لتوفير مساحة أوسع لاحتواء الكميات الكبيرة من المياه التي قد تتساقط من حين لآخر، تفاديا لوقوع فيضانات من شأنها إلحاق أضرار كبيرة بالمنطقة وبالتجمعات السكانية الموجودة بها، وهي المبادرة التي لقيت استحسانا لدى المواطنين الذين عبّروا عن ارتياحهم لذلك.
ومن جهتهم طالب السكان القاطنين بمحاذاة وادي شايح السلطات المحلية بالتكفل بهذا الوادي المهدد بالتدفق، خاصة سكان البنايات الهشة المجاورة للوادي والذين يغادرون سكناتهم في كل مرة يعلن فيها عن تساقط أمطار غزيرة خوفا من فيضان الوادي، حيث دعوا الجهات المسؤولة للإسراع في القيام بالأشغال الخاصة بتوسيع هذا الوادي مثلما تقوم به بلدية الحراش لحماية السكان من خطر الفيضان وتفادي تسجيل أيّة خسائر.
وأكّد خبراء في الميدان أن المناطق التي تتواجد بها الاودية مهددة بهذه الفيضانات، وأنّ الوديان النائمة مرشحة أن تتحرك في حال تساقط الأمطار الغزيرة مثل وادي بني مسوس، الحراش، وادي كنيس، وادي أوشايح وغيرها كثير في كل مناطق الوطن.
وأحصت مصالح ولاية الجزائر أزيد من 80 ألف بناية فوضوية مبنية بطريقة عشوائية على ضفاف الوديان، رحلت منها 20 ألف عائلة في انتظار ترحيل العائلات المتبقية.