يحمل الإعلام المحلي الجواري رسالة هادفة قصد تحقيق التنمية الشاملة، كما يرافق السلطات العمومية نظرا لما يلعبه من دور محوري في إيصال انشغالات المواطنين وتقريبهم من المسؤولين، وتعزيز الوعي لديهم بمختلف القضايا التي تعينهم، وهو ما دعّم العلاقة بين الإعلام والتنمية، وفي هذا الإطار أكّد أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر 3، يوسفي عمر، لـ «الشعب» ضرورة إيلائها اهتماما أكبر حتى تؤدي رسالتها على أكمل وجه، فنحن يضيف يوسفي قائلا: «بحاجة الى تطوير الصحافة المحلية حتى تلعب الدور الريادي في تحقيق التنمية المحلية».
ومن هذا المنطلق أكّد الأستاذ الجامعي يوسفي أنّه على الإعلام الجزائري أن يعزز هذا الجانب من خلال التركيز على الأعمال الصحفية الجوارية، شأنها شأن المواضيع ذات الاهتمام السياسي أو الأمني أو غيرها من الأحداث الأخرى التي تهم الرأي العام، وهذا للوصول الى تحقيق توازن إعلامي هادف. فالإعلام السياسي يقول مهم جدا يستدعي التركيز عليه، غير أنه لا يمكن إهمال الشق المتعلق بمعالجة المواضيع الجوارية التي تعني المواطن بصفة مباشرة، فهي تعد بمثابة جسر تواصل بين المواطن وانشغالاته وبين المجالس المنتخبة.
وأبرز في سياق حديثه الدور والأهمية الكبيرة التي يلعبها الإعلام المحلي، في الدفع بعجلة التنمية المحلية، حيث اعتبر العمل الصحفي من وتحقيقات ومقالات التي تخص نقل إنشغالات ومشاكل المواطن بالعمل التكميلي للمجالس المحلية وليس العكس كما يعتقده بعض المسؤولين أو تصفية حسابات.
وهذا انطلاقا من أن المسؤول لا يمكنه أن يطلع على كل المشاكل التي تعترض المواطنين وانشغالاتهم، ويكون الإعلام هنا بمثابة وسيلة ناجعة في إيصال مشاكلهم لإعادة النظر فيها من طرف السلطات المعنية لمعالجتها، وبهذا تكون قد أدت مهمة مزدوجة بتذليل العراقيل التي يواجها السكان في حياتهم اليومية.
وفي رده عن سؤال حول الانفتاح الإعلامي ودخول الصحافة الإلكترونية كبديل هل يمكن الاعتماد عليها كمصدر رسمي؟ أوضح الأستاذ يوسفي أنه لا يجب الخلط ما بين المصطلحات فالصحافة الالكترونية اليوم تعد مصدرا للمعلومات ويمكن أن تلعب دورا كبيرا وهذا باعتبار أن المواطن اليوم يتعامل مع الأحداث بصفة مباشرة، خاصة في ظل نقص معالجة الأخبار المحلية التي ماتزال بعيدة نوعا ما في معالجة بعض التحقيقات الخاصة بنقل إنشغال سكان بعض المناطق النائية عبر ربوع القطر الوطني. ويمكن أن تشكل هذه الوسيلة نوعا من التنبيه للمسؤولين حول وضعية هذه المناطق من أجل تدارك العجز الذي تعيش فيه من جهة لمعالجتها، وبالتالي إيقاف ظاهرة الهجرة الى المدن بسبب غياب ضروريات الحياة، ومن هنا تكمن أهمية الإعلام الجواري في المعادلة التنموية وتحقيق الرفاهية عبر ربوع مناطق الوطن.
ونبّه الأستاذ الجامعي يوسف إلى نقطة هامة، فعلى الصحفي يقول «التأكد من مصادر المعلومات فلا يمكن أن يعتمد في تقاريره وتحقيقاته على ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الفيديوهات المنشورة عبر شبكات الانترنيت، فعليه التنقل الى عين المكان للتأكد من حقيقة الوضع حتى يكون موضوعيا في نقل الأحداث والمجريات». وختم حديثه معنا بمناسبة الإحتفال باليوم الوطني للصحافة بتأكيده على دور الإعلام المحلي باعتبار جسر تواصل ما بين التنمية المحلية والتطور الاقتصادي للوطن، داعيا الى ضرورة إعادة النظر في الولوج الى المعلومة وعلى السلطات المحلية أن تقدم تسهيلات من أجل تطوير هذا الشق الإعلامي للقيام بتحقيقات ونقل إنشغال المواطنين باعتبار أن هذا العمل تكملة لتحقيق التنمية المستدامة.