أجمع جلّ المتدخلين بشكل مباشر في مختلف الكوارث الطبيعية المرتبطة بالفيضانات وتسربات المياه بتيبازة، على إعداد جميع القطاعات التقنية ذات الصلة بالموضوع لمخططات حماية وتدخل محكمة لحماية المدن من مياه الأمطار، إلا أنّها تبقى ضحية لتصرفات المواطن.
وتعنى أهم التجاوزات التي تعترض فاعلية تلك المخططات بمساهمة المواطن في التخلي عن الأكياس البلاستيكية والمعلبات الكرتونية وغيرها بالطرق والفضاءات العمومية، مما يعرّضها للتحول مباشرة نحو المصبات والبالوعات لصدها ومنع تسرّب مياه الأمطار عبرها ما يولّد انحرافات لمجاري المياه عن اتجاهاتها المحددة، الأمر الذي يتسبّب في الكثير من الحالات في حدوث فيضانات جارفة. وأشارت بعض مصادرنا الى كون عمليات التدخل لامتصاص مياه الأمطار من نقاط عديدة تكتفي في العديد من الحالات بنزع قوارير أو أكياس بلاستيكية تكون عالقة بمصبات المياه ليتم التخلّص منها في ظروف عادية، مؤكدين على أنّه مهما اجتهدت الجهات المعنية في تجسيد مشاريع ذكية لتجنب الفيضانات، فإنّ ذلك يبقى رهينا لتصرفات المواطن بمساعدة عوامل طبيعية مختلفة.
وفي ذات السياق، علمنا من رئيس مصلحة صيانة الطرقات بمديرية الأشغال العمومية بالولاية مراد عثمان، بأنّ لجنة ولائية مختصة كانت قد إحصت 19 نقطة سوداء تغمرها مياه الأمطار سنة 2016 ليتم القضاء على 10 منها خلال العام المنصرم، وبداية السنة الجارية بفعل مجهودات المؤسسة الولائية للانارة والمساحات الخضراء، فيما تمكّنت مصالح الأشغال العمومية من تحييد 5 نقاط أخرى خلال العام الجاري على مراحل، وتبقى 4 نقاط أخرى تنتظر دورها للتدخل وفق ما تحدّده الدراسة التقنية التي يقتضيها الموقف، مع الاشارة الى كون معظم تلك النقاط كانت تساهم بشكل مباشر في حصول الفيضانات على مستوى مختلف المدن، بحيث يرتقب بأن يساهم القضاء عليها في التخفيف من حدّة الكارثة، الا أنّ مدير وحدة التطهير لشركة «سيال» المختصة في تسيير المياه بالولاية أحمد مجياح، أكّد على أنّه يتم فعلا في الواقع القضاء على نقاط سوداء الا أنّه تبرز من حين لآخر نقاط أخرى بنفس الشاكلة والضرر بفعل التوسع العمراني السريع الذي تشهده الولاية وعوامل طبيعية مختلفة، الا أنّ وحدة التطهير لشركة «سيال» تبقى ملتزمة ببرنامجها السنوي المتعلق بتنظيف قنوات الصرف الصحي بالتنسيق مع البلديات المعنية، بحيث تمّ خلال السنة الجارية تنظيف أكثر من 200 كلم من القنوات بمعية العديد من المصبات والبالوعات.
وفي سياق ذي صلة، علمنا من رئيس مصلحة التطهير بمديرية الموارد المائية حمادو رضا، بأنّ مصالح القطاع رصدت مبلغ 50 مليون دج العام المنصرم لصرفه على عمليات تنقية الأودية عبر 24 بلدية، مع الاشارة الى كون بعض من هذه الأودية تمر عبر المدن، وتمّ بموجب هذه العمليات رفع أكثر من 40 ألف طن من المواد والأتربة، فيما اقتصرت هذه العملية هذه السنة على حملات تطوعية للمؤسسات التي تتعامل معها ذات المصالح، بحيث تمّت تنقية واد شنوة المار بالحي الغربي لمدينة تيبازة، وكذا واد جر وواد بومليحة بحجوط، وهي العمليات التي تتطلب في الواقع جهودا معتبرة لاسيما المناطق الضيقة التي لا يمكن للماكنات المرور عبرها وتتطلب تدخلا مباشرا لليد العاملة، على أن يشرع قريبا في تجسيد مشروع نصب قنوات نقل المياه لواد بوهارون انطلاقا من السوق والى غاية الميناء في بادرة تهدف الى القضاء على النقطة السوداء المحلية التي تتسبّب فيها مياه الأمطار خلال موسم الشتاء من كلّ سنة، كما كشف ممثل مديرية الموارد المائية عن تفعيل مخطط حماية للوقاية من الفيضانات بالتنسيق مع شركة «سيال» والبلديات، وهو المخطط الذي يفعّل سنويا خلال الفترة الصيفية حين يشرع في تنظيف مجاري المياه والبالوعات والمصبات.