رغم أن كل أنصار المنتخب الوطني اتفقوا في أن الحكم الزامبي كان السبب الرئيسي في خسارة “الخضر” في اغادوغو .. إلا أن الانقسام كان السمة الرئيسية في التعامل مع النتيجة بين متفائل إلى حد بعيد وانتظار الصعوبة من مباراة العودة .. حيث إن الشارع الرياضي الجزائري لم يعرف مثل هذه الوضعية في السنوات الأخيرة، الأمر الذي فرض هذا الانطباع الذي لن ينقشع ضبابه إلا بعد إجراء مباراة البليدة.
فالنتيجة المسجلة في بوركينا فاسو تبقي الباب مفتوحا على مصراعيه بالنسبة لأشبال هاليلوزيتش لقلب الموازين في العودة، بالنظر للمستوى المقدم من طرف زملاء فغولي .. وهذا أمر واضح تماما، لأن تسجيل هدفين في مرمى المنافس خارج الديار يعني الكثير من الناحيتين الفنية والمعنوية .. ويعطي الطاقم الفني أريحية لتأمين النتيجة كون الأمور واضحة وهي ضرورة الفوز وكفى.
وكانت المباراة الشغل الشاغل للجزائريين الذين لم يهضموا الطريقة التي خسر بها الفريق الوطني، وكانت التعاليق مختلفة ومتنوعة وذهبت في تحاليل تقترب من نظرة الاختصاصيين الكبار في مجال كرة القدم، كون الشعب الجزائري يعرف جيدا الكرة .. حتى إن العديد من المدربين يتحدثون من حين لآخر بوجود 37 مليون مدرب .. و بالتالي، فإن التعاليق كانت تصبّ في تشريح آداء اللاعبين الذين لم يكونوا كلهم في نفس المستوى، مما أثر على الأداء الجماعي.. فقال أحدهم: “اختيارات هاليلوزيتش لم تكن صائبة في بعض المراكز على غرار إقحام مهدي مصطفى ومصباح على الأروقة .. فقد وجد البوركينابيون الفرصة وقاموا بكل الهجومات على الأجنحة وأثمرت كلها بأهداف أو فرص خطيرة” .. كما لم ينج الحارس مبولحي من الانتقادات رغم تصديه لضربة جزاء كانت حاسمة في المباراة لو عرف الفريق الوطني استغلالها بصفة جيدة .. ويمكن القول، إن حتى الناخب الوطني، وحسب آخر التقارير لم يعجبه آداء الحارس الأساسي لـ«الخضر” كونه ارتكب بعض الهفوات التي أثرت على النتيجة .. بالرغم من أن مباراة العودة سيكون كذلك مرشح بقوة لحراسة عرين المنتخب الوطني.
الدفاع .. إعادة النظر
في حين أن الدفاع يبقى نقطة ضعف الفريق الوطني الحالي ، لأن التغييرات كثيرة تجرى في هذا الخط، ورغم عودة بوقرة، إلا أن الأمور لم تتضح بعد وكانت بعض الهفوات قد ظهرت في اللقاء الودي أمام غينيا في البليدة والتي استغلها مدرب بوركينا فاسو .. مما يتطلب إعادة النظر في هذا المجال ليكون الفريق متوازن مع مستوى خطي الوسط والهجوم، أين يملك هاليلوزيتش خيارات كبيرة في لقاء العودة .. وأن العديد من المتتبعين كانوا يرون أن الاعتماد على عودية في الخط الأمامي كان بإمكانها إعطاء قوة أكثر للفريق الوطني بالنظر للياقة التي أظهرها في ألمانيا ولعبه باستمرار مقارنة بسليماني الذي لم يشارك مع سبورتينغ لشبونة باستمرار.
وهذا هو المشكل الرئيسي لتعداد الفريق الوطني في هذه المرحلة أين وجد الطاقم الفني نفسه محصورا بين وضع مقلق لأغلب الدوليين الجزائريين في أنديتهم كونهم لم يلعبوا مقابلات عديدة وضرورة الاعتماد عليهم في الدور الفاصل بحكم تجربتهم الكبيرة ولعبهم معا في العديد من المقابلات.
وهاليلوزيتش، بالرغم من قوله في بداية مشواره مع الخضر إنه سيشرك اللاعبين الأكثر جاهزية مع أنديتهم فقط، إلا أنه اضطر للعمل مع الوضعية الحالية ..ويمكن القول إن الأمور تغيرت ضمن تعداد الفريق الوطني بوجود العديد من اللاعبين في أندية أوروبية كبيرة أين يصعب اللعب أساسيا باستمرار؟
وهذا هو هاجس الناخب الوطني في مباراة العودة، حيث حثّ لاعبيه بضرورة بذل المزيد من الجهود لخطف أكبر حصة ممكنة من اللعب إلى غاية موعد مباراة العودة بالبليدة التي يوجد الفريق الوطني في وضعية جد مناسبة للعودة في النتيجة وتحقيق تأهل رابع لتنشيط أكبر عرس عالمي لكرة القدم.
مجاني قد يعود للدفاع .. وخوالد ينتظر فرصته
وفي المعطيات الحالية يبدو أن التغييرات لن تكون كبيرة في التشكيلة مقارنة بالفريق الذي لعب في واغادوغو، كون الأداء كان بطوليا والكل أعجب بالإندفاع الذي لعب به المنتخب الوطني، رغم الظروف الصعبة وتحيز الحكم، حيث عاد مرتين في النتيجة.
ففي غياب كل من بلكالام وقديورة، فإن الناخب الوطني سيعتمد على إعادة مجاني إلى محور الدفاع مع بوقرة، واللذان لهما نزعة هجومية في الأوقات الحاسمة للمقابلات .. وبدون شك سيجدد الثقة في اللاعب مهدي مصطفى في المنصب الذي يشارك مع نادي اجاكسيو باستمرار كوسط ميدان دفاعي، الأمر الذي يحرّر منصب مدافع أيمن والذي سيعود بدون مفاجأة للاعب اتحاد العاصمة خوالد في حالة بقائه في نفس اللياقة .. كما أن الأداء المتواضع للمدافع الأيسر لنادي بارما مصباح قد يعجل في عودة غولام في هذا المنصب.
المهم أن الفريق الوطني عاد من واغادوغو بأقل الأضرار ويحمل كل حظوظه بين يديه والناخب الوطني هاليلوزيتش الموجود حاليا مع عائلته في مدينة ليل الفرنسية منتظر بالجزائر في بحر هذا الأسبوع لبداية التحضير للقاء العودة بدراسة أولا كل التقارير الخاصة بمرحلة الذهاب، قبل دراسة مخطط معاينة اللاعبين ورسم استراتيجية الأعداد للقاء الحاسم.