«الشعب ويكاند” تقف عند كواليس “كان” الكاميرون

شهــــادات حيــــّة مــــن إعلاميّــــين جزائريّــــين غطّــــوا المنافســـة

استطلاع: نبيلة بوقرين

- تقاليد وعـــادات خاصـــة بالكاميرونـــيّين صنعـــت الحــــدث
- أجواء مميــــّزة طغت علــــى العـــرس الكــــروي القــــاري

  تتواصل فعاليات الطبعة الـ 33 لبطولة أمم إفريقيا بالكاميرون، وستختتم يوم 6 فيفري 2022 في أجواء استثنائية بسبب الوضع الصحي، جراء انتشار وباء كورونا، الذي كاد يؤدي إلى تأجيل الحدث بعد تخوف الاتحاد الدولي لكرة القدم على صحة اللاعبين، وكذا مطالبة الأندية الأوروبية بعدم التخلي عن العناصر التي تتقمص ألوانها، ومن جهة أخرى بسبب عدم جاهزية الكاميرون لاحتضان منافسة بهذا الحجم، والتي عرفت للمرة الثانية على التوالي مشاركة 24 منتخبا، بعدما أصرّ رئيس الاتحاد الكاميروني على إقامة البطولة في موعدها المحدد، رافعا التحدي في إنجاح العرس الإفريقي بالرغم من كل العراقيل، الأمر الذي جعلنا نقف اليوم في “الشعب ويكاند” عند شهادات من زملاء إعلاميّين جزائريّين كانوا حاضرين في قلب الحدث، وأزالوا الغبار عن عديد الأمور التي روّج لها في مواقع التواصل الاجتماعي.

 تحدّ حقيقي من دولة الكاميرون بهدف إنجاح أكبر محفل كروي في القارة السمراء من كل الجوانب لإعطاء أجمل صورة عن “إفريقيا” من خلال إبراز كل المقومات الحضارية التي تتميز بها، خاصة أن الموعد يعرف تغطية إعلامية كبيرة وحضور “مناجرة” عالميين لاكتشاف المواهب الشابة التي من شأنها أن تعطي الإضافة للدوريات الكروية الكبرى في العالم، ومن جهة أخرى لتواجد نجوم سطعوا من قبل ولهم شعبية كبيرة في صورة رياض محرز، محمد صلاح، صاديو ماني، كما أن الموعد عرف تواجد 16 منتخبا سبق له أن تذوق طعم التتويج من بين 24 فريقا حاضرا، يشرف عليهم 16 مدربا إفريقيا، والأمر يتعلق بكل من جمال بلماضي صاحب آخر تتويج للجزائر، اليو سيسي، محمد مغاسوبا، منذر الكبير، كامو مالو، كابا دياورا، أمير عبدو، خوان ميشا، نورمان مابيزا، اغوستين ايغافوين، برهان تيا، ميكي مواسي، ويبوتو اباتي، باسيرو كاندي، بيدرو ليتاو بريتو، جوهن كيستر، و8 مدربين أوروبيين والأمر يتعلق بكل من باتريس نوفو، باترس بومال، ديدي غوماز داروزا، نطونيو كونسيساو، كارلوش كيروش، توم سانتفيت، وحيد حليلوزيتش، ميلوفان رايفاتش.

صحفي “دزاير توب” سمير بادي:
الكاميرون..شعـــب مسالم رغم نقائص في التّنظيم

 بهدف الاقتراب أكثر من موقع الحدث، جمعنا شهادات من بعض الإعلاميّين الجزائريين الذين غطوا الطبعة الـ 33 بالكاميرون منذ بدايتها من أجل إعطاء صورة حقيقية عن الأجواء، بعيدا عن بعض الشوائب التي كانت تهدف لتشويه العرس الإفريقي، حيث أكّد سمير بادي إعلامي بالقناة الإلكترونية “دزاير توب” في هذا التصريح الخاص لـ “الشعب ويكاند”، مؤكّدا عن المنافسة التي احتضنتها الكاميرون تبقى فريدة من نوعها في قوله “الطبعة 33 لكأس أمم إفريقيا التي تتواصل فعالياتها بالكاميرون تبقى فريدة من نوعها نظرا للظروف التي تجرى فيها، وهي التي كما يعرف الجميع عادية بالنسبة الأجواء الإفريقية، لأنّه بالرغم من وجود العديد من السلبيات والنقائص، إلا أنه في نفس الوقت هناك إيجابيات أيضا. لهذا حسب رأيي ليست سيئة بالدرجة التي يروج لها في مواقع التواصل الاجتماعي لأنه وبعيدا عن حادثة الاعتداء على الإعلاميين الجزائريين من طرف مجهولين، وجدنا كل الترحاب من الشعب الكاميروني المسالم”.
واصل سمير بادي قائلا في ذات السياق “لو نتحدث عن الظروف المناخية، فهذه هي إفريقيا وجوّها المتميز بالرطوبة العالية والحرارة ولا تستطيع السلطات الكاميرونية التحكم فيها، أما عن ظروف العمل كانت جيدة وتسهيلات منذ اليوم الأول، هذا مع وجود بعض التعليمات الصارمة والتي كانت على الجميع دون استثناء. وفي جانب آخر كانت الصدمة الكبيرة بالنسبة لنا الإعلاميين الجزائريين خروج المنتخب الوطني من الدور الأول، نفس الأمر بالنسبة لكل متتبعي  كرة القدم الإفريقية بصفة عامة، بحكم أننا كنا نعلق آمالا كبيرة للوصول إلى النهائي بحكم أن أشبال بلماضي كانوا مرشحين بقوة للحفاظ على التاج القاري لكن خابت كل آمالنا كجزائريّين بدرجة الأولى”.
واصل الزميل الإعلامي قائلا حول الوجه الذي ظهر به الخضر قائلا “التشكيلة لم تظهر بالوجه المعتاد رغم أنّنا كنا ننتظر أن تتحسّن الأمور بعد التعثر الأول أمام سيراليون، لكن فوجئنا بالعكس بعد الخسارة ضد غينيا الاستوائية التي أوقفت سلسلة اللاّهزيمة لتتوقف الأمور عند ثاني هزيمة على التوالي ضد كوت ديفوار، والتي رسمت خروج الخضر من الدور الأول، حقيقة الإقصاء كان مرّا وترك انطباعا سلبيا هنا في الكاميرون وسط متتبعي كرة القدم، ونتمنى أن يجد معالمه في مباراة السد التي سيخوضها أمام الكاميرون”

المعلّق بالتلفزيون الجزائري بلال بناري:
عشنـــــا أجــــواء رائعـــة بالكامــــــيرون

 من جهته الإعلامي والمعلق بالتلفزيون الجزائري بلال بناري، أكد في تصريح خاص لجريدة “الشعب ويكاند” عاد بنا إلى التجربة التي عاشها في أدغال إفريقيا بمناسبة تغطيته لمجريات نهائيات أمم إفريقيا بالكاميرون من قلب الأحدث الكروي..وقال في هذا الصدد “نحن في فترة خاصة يعيشها العالم وليس إفريقيا فقط بسبب الظروف الاستثنائية نظرا لانتشار الجائحة الصحية والكاميرون هي الأخرى تأثّرت بهذا الوباء، إلى درجة أنها رفعت التحدي من خلال رفض طلب رئيس الاتحاد الدولي انفانتينو، الذي كان يرغب في تأجيل العرس الإفريقي، وكان ذلك بدعم من ماوتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي، الذي وقف إلى جانب إيتو صامويل وتعنته لإقامته لأنّنا شهدنا تنظيم بطولات في عز الأزمة بالقارة الإفريقية، وبالفعل انطلق “الكان” في التاريخ المحدد لأن القارة السمراء هي الأخرى لها مكانة كبيرة في عالم كرة القدم من خلال المستوى والمكانة التي تحظى بها هذه الرياضة بين الشعوب، الأمر الذي كان يجب إثباته للعالم ككل”.
واصل بناري قائلا “الانطلاقة كانت من خلال حفل متواضع لكنه جميل ورائع يعكس كل الثقافات العريقة الموجودة في القارة الأفريقية، وكان ذلك بملعب اولمبي بالعاصمة ياوندي، والذي شيد سنة 2016 الذي يعتبر تحفة حقيقية، بدأت المنافسة وسجلنا وجود تجاذبات من أطراف كانت مؤيدة لإقامة الموعد الكروي في وقته المحدد، وأخرى مطالبة بالتأجيل لأنها كانت في صف رئيس الاتحاد الدولي، لكن هذا الأمر طبيعي لأن مثل هذه المنافسات الكبرى دائما تشهد سلبيات ونقائص، خاصة إذا كنا نعيش ظرفا استثنائيا بسبب الوباء، ما يؤكد اننا لن نستطيع الوصول للدرجة المثالية، ونحن كنا على دراية بوجود مثل هذه الأمور، وفي الأخير كأس أمم إفريقيا تبقى لها خصوصياتها وميزتها، ولا يمكن مقارنتها مع بطولات أخرى مثلما يحدث مع البعض بما  أن كأس العرب بقطر كانت قريبة من الموعد القاري”.
تطرق محدثنا إلى الجانب التنظيمي انطلاقا من الحادثة التي وقعت لبعض الإعلاميّين في قوله “بعد المسافة بين الملاعب التي احتضنت المباريات تقدر بمئات الكيلومترات، الأمر الذي عقد من عملية التنظيم وهذا أمر عادي، لكن لو نتحدث عن الشعب الكاميروني فهو مسالم ومضياف، وهذا ما لمسناه منذ أن وطأت أقدامنا البلاد، ومع انطلاق الحدث الكروي سجلنا حادثة الاعتداء على زملائنا الإعلاميين، وهذا أمر بإمكانه أن يحدث في أي مكان في العالم، ونحمد الله انها مرت بسلام، خاصة أن رئيس الاتحاد الكاميروني صامويل إيتو اعتذر على ما حدث، في حين وجدنا أن باقي الأمور كلها كانت عادية، حيث تم تشييد ملاعب عالمية والنقطة السوداء هي أرضية ميدان جابوما لأن مدينة دوالا تعرف حرارة كبيرة ورطوبة عالية ما انعكس على العشب، ولكن هذا البلد استطاع أن يجمع 24 منتخبا وعددا كبيرا من نجوم الكرة، الذين يسطعون في القارة العجوز وآسيا وفي النهاية الذي يكون الأفضل هو الذي سيتوج بهذه الطبعة”.
أما فيما يتعلق الأمر بالوجه الذي ظهر به المنتخب الوطني، قال بناري “صحيح أرضية ملعب جابوما كانت سيئة للأسباب التي سبق لنا ذكرها، لكن شاهدنا أن منتخبات كبيرة لعبت عليها على غرار كوت ديفوار ومصر ما يعني أنها ليست عذرا لمنتخبنا الوطني، الذي عرف ركودا من ناحية التسجيل بالمقارنة مع الطبعة الماضية بمصر، حيث عجز زملاء محرز عن التسجيل في الجولتين الأولى والثانية، وعلى الناخب الوطني إيجاد الحلول اللازمة قبل مواجهة السد التي ستكون شهر مارس القادم ضد الكاميرون أو الأسود غير المروّضة كما يلقبون من أجل كسب تأشيرة التأهل لنهائيات كأس العالم التي ستكون بقطر نهاية العام الجاري، للإشارة فإننا كنا نجد كل الترحاب من الكاميرونيين أثناء تجولنا بشوارع المدن، وهذه حقيقة عشناها بعيدا على ما روج له في بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لأن الأماكن التي احتضنت اللقاءات كانت مؤمّنة، ومراكز الصحافة موجودة والانترنيت حاضرة ما سهل أمامنا مهمة تغطية الحدث، كما أننا عشنا مباريات ممتعة وقوية على غرار تلك التي جمعت بين مصر وكوت ديفوار وتونس ونيجيريا”.

مصوّر تليفزيون “النهار” طالب احمد عبد الرحمان:
لم نفهم أسباب خروج المنتخب من الدّور الأول

في حين عاد بنا طالب احمد عبد الرحمان، مصور تلفزيون “النهار” إلى بعض العراقيل التي واجهتهم خلال تأدية مهامهم ضمن هذا العرس الكروي بالكاميرون في تصريح لـ “الشعب ويكاند” قائلا “التغطية ضمن “كان” الكاميرون كانت عادية جدا رغم الحرارة المرتفعة التي كانت تشهدها مدينة دوالا، ورغم النقائص وحادثة الاعتداء على زملاء إعلاميين..هذه الطبعة كانت استثنائية بالمقارنة مع التغطيات التي قمت بها في المنافسات الأفريقية من قبل..”.
واصل طالب أحمد قائلا في ذات السياق “أما بالنسبة للمنتخب الوطني الجميع صدم بالإقصاء من الدور الأول، خاصة بعد الهزيمة أمام غينيا الاستوائية التي لم نكن ننتظرها، وتلتها الهزيمة الثانية بثلاثية كاملة أمام كوت ديفوار، الإعلاميون والجمهور الذي كان حاضرا لم يستوعب ماذا حدث للاعبين، لأننا وبكل صراحة لا أحد كان ينتظر ظهور الجزائر بذلك المستوى، حتى الكاميرونيين في حد ذاتهم تفاجأوا لأنهم كانوا ينتظرون أن يكون رفقاء بلايلي في أفضل مستوياتهم كي يستمتعوا بالعروض التي كانوا يقدمونها، لم نفهم ماذا حدث لأنه وبكل صراحة المناخ صعب ودرجة الرطوبة كانت عالية جدا في الفترة التي لعب فيها الفريق، إضافة إلى أرضية الميدان التي كانت كارثية، إضافة إلى أن الجميع درس طريقة لعب الجزائر ما يبقى يطرح عديد التساؤلات حول الوجه الذي رأيناه في هذا الكان، ولكن يجب أن تكون الحلول في أقرب وقت لأننا سنلعب مواجهة السد المؤهلة لكأس العالم ضد الكاميرون في شهر مارس المقبل، لأننا كنا بجانبهم رفقة الجمهور، كما أن التعداد كان يظهر عاديا خلال التدريبات وصرامة بلماضي كانت حاضرة، ما يعني أن التشكيلة مطالبة بتصحيح الأخطاء للعودة بقوة”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024