احتكر هاليلوزيتش واجهة الأحداث منذ عدة أيام، ليس لأنّه قاد الفريق الوطني إلى البروز، لكن إلى الخروج المبكّر من كأس إفريقيا، حيث سلّطت عليه الأضواء بشكل كبير، لأنّه وعد بالكثير وأقنع الجميع أنّه في الطريق السليم...خاصة وأنّ النتائج التي سبقت “الكان” كانت في صالحه وبقوة!!
لكن حدث وأنّ المدح الذي تلقّاه من طرف كل الفاعلين في كرة القدم الجزائرية، تحوّل إلى عكس ذلك تماما، وتلقّى العديد من الانتقادات التي تصبّ في أنّه لا يعرف أشياء كثيرة في كرة القدم، من خلال اللعب الذي قدّمه الفريق الوطني.
هنا لابد أن نقف ونذكر، بأنّ مثل هذه الأمور ليست منطقية، لأنّ بعض الأشخاص الذين كانوا في المقدمة لذكر محاسن عمله تحوّلوا إلى عكس ذلك، ممّا يؤثر سلبا على مسار الكرة عندنا، عندما يبتعد “المحلّل” عن الموضوعية ويدخل في خانة الذاتية المفرطة.
حتى أنّ وحيد هاليلوزيتش أصبح فعلا “وحيدا” في ظل هذا المحيط الذي “صنع” له من خلال الانتقادات التي سمعناها والتي حوّلت الشارع الجزائري إلى “مديرية فنية”، أين يعطي كل واحد تحليله، الذي للأسف الشديد يسلّط الضوء على فشل هاليوزيتش، الذي كان قد اعترف أنّ في الجزائر يوجد (37) مليون مدرب، وفعلا جاء الظرف الذي حوّلهم إلى مدرّبين، غير مبالين بالعمل الذي أقيم على مستوى الفريق الوطني منذ مجيء المدرب البوسني.
وفي هذا المقام لست مدافعا عن هاليلوزيتش كشخص، لكنّني أردت أن أقدّم صورة لوضعية المدرب، الذي يحمل على الأكتاف (وقد حُمِل هاليلوزيتش فعلا) عند الانتصار والتأهل...لكنه يتحوّل إلى مدرب آخر بعد العثرة الأولى أو الخيبة التي لا ننتظرها.
فكرة القدم لها أسرار ووضعيات تختلف عن “التخمينات” النظرية، كونها ليست علوم دقيقة، وبالتالي فإنّ نسبة الاخفاق فيها تكون في نفس مستوى نسبة النجاح...لذلك فالعارفين بخباياها لا يمكنهم التنكّر لعمل أقيم من طرف مدرب أحسسنا فعلا أنّه يقوم بعمله بتفان كبير وارتبط فعلا بالفريق الجزائري، خاصة وأنّه ذكر بعد الهزيمة أن العقد الحقيقي الذي يحمله مع “الخضر” هو معنوي، لأنّ العقد الممضي هو مجرّد ورقة!!
“وحيد” أصبح...وحيدا؟!
حامد حمور
شوهد:1206 مرة