ستلعب فرق اتحاد البليدة، سريع غليزان ودفاع تاجنانت الموسم القادم ضمن حظيرة الكبار بعد مشوار إيجابي في الرابطة الثانية، وتنافس كبير سمح لها بتسجيل أكبر عدد من النقاط، وكسب الرهان بالتمركز ضمن الفرق الـ 3 الأولى لهذه البطولة قبل إسدال الستار عليها قبل عدة جولات بالنسبة للاتحاد، فيما انتظر الثنائي الآخر إلى الجولة ما قبل الأخيرة لترسيم مشاركته في منافسات قسم الكبار.
ولعل الشيء الذي يجمع الفرق الثلاث هو النتائج المستقرة طيلة جولات الموسم وعدم الفشل في مواصلة المجهود، وهذا بفضل الخبرة الكبيرة لمدربيها الذين عرفوا كيف يوظّفون هذه النقطة الحاسمة في مشوارهم.
ويمكن القول أن الفرق الثلاث اختارت مدربين لهم كفاءة عالية في تسيير الأمور التقنية و “هاجس الصعود” كونهم خاضوا مثل هذه التجارب من قبل، وهذه الرؤية السليمة للمسيرين أعطت النتائج المرجوة.
مواسة، بن يلس وبوغرارة
وكان فريق اتحاد البليدة أول من تمكن من حجز مكانه في هذا الانجاز بعد مشوار ناجح بقيادة المدرب المحنك كمال مواسة، الذي رغم الصعوبات في بداية الموسم تمكّن من ارجاع الأمور الى نصابها،
وبطريقة ذكية مكنت الفريق من الوصول الى مستوى كبير. وعاد اتحاد البليدة الى قسم النخبة بعد 4 سنوات من الانتظار والتجارب التي لم تثمر، ولعل أن قوة مواسة تكمن في معرفته الجيدة لخبايا الأمور في الوصول الى تحقيق الصعود، بعدما تمكن من الوصول الى نفس الهدف الموسم الماضي مع جمعية وهران، ولديه تجربة كبيرة مع فرق عديدة من القسم الأول.
هذه الخاصية التي جعلته يقدم الدعم المعنوي الضروري للاعبين في المقابلات الفاصلة في الموسم،
وعاد الفريق بعدة نقاط من خارج قواعده ممّا مكّن فريق مدينة الورود الى العودة الى حظيرة الكبار التي من المنطقي أن يصمد فيها بالنظر للامكانيات الكبيرة التي يزخر بها الفريق والتجربة المعتبرة لمسيّريه، الذين قد يجدّدون الثقة في المدرب مواسة الموسم القادم وعدم إجراء تغييرات كبيرة على التشكيلة.
والمهم أن صعود اتحاد البليدة الى القسم الأول سيكون له نكهة خاصة باجراء العديد من الداربيات التي كانت دائما حماسية.
ومن جهته فريق سريع غليزان الذي يعود إلى الرابطة الأولى بعد غياب طويل دام أكثر من 25 سنة، والذي سيعطي بدون شك دفعا قويا للبطولة بالنظر للسمعة الطيبة التي كان يزخر بها الفريق في الماضي بوجود بعض اللاعبين المميّزين، الذين وصلوا إلى المنتخب الوطني الأول على غرار بن عبو الذي كان يبدع في وسط الميدان.
والسريع اختار ورقة المدرب بن يلس الذي يملك خبرة معتبرة في الميادين، وقام بعمله في صمت وتركيز كبيري باعتماده على تشكيلة شابة بعيدة عن الأضواء.
وسبق لبن يلس أن حقّق نتائج معتبرة مع فرق عديدة، هذه الخبرة التي سمحت له اللعب بكل تأني ورقة الصعود التي لم تكن سهلة لولا حنكة هذا المدرب،خاصة و«الرابيد” مرّ بفترات صعبة كادت الأمور أن تفلت منه مع وجود فرق عديدة تنافسه على احدى أوراق الصعود، ولذلك فإنّ كل العارفين بخبايا كرة القدم الجزائرية يتفقون على الدور الكبير لهذا المدرب في هذا الانجاز. وبالتالي، فإنه من المنطقي أن تجدّد فيه الثقة للموسم القادم ليقود أصحاب الزي الأخضر والأبيض بعد سنوات عديدة من الغياب.
وأكبر إنجاز يمكن وضعه في خانة فريق دفاع تاجنانت كونه لم يكن منتظرا بالمرة من طرف أغلب المتتبعين لحداثة وجوده في القسم الثاني، لكن العزيمة والتخطيط السليم جعله يتحدى الفرق الأخرى، ويحجز مكانه في الرابطة المحترفة الأولى.
وهنا أيضا علينا الاشارة إلى الدور الكبير للمدرب اليامين بوغرارة، الذي استفاد كثيرة من تجاربه العديدة كحارس دولي ومدرب لفرق مختلفة سجّل معها نتائج طيبة.
فالطموحات الكبيرة لفريق تاجنانت سارت بشكل جيد مع رؤية هذا المدرب الذي أهدى لهذه المدينة صعودا تاريخيا، الذي يعد ثمرة مجهودات معتبرة طيلة الموسم، خاصة وأن المنافسة كانت كبير من فريقي أولمبي المدية وأهلي برج بوعريريج. وهنا أيضا يكون مسيّرو الدفاع ينتظرون رد بوغرارة فيما يخص مستقبله وأهداف التقنية الموسم القادم لتجديد الثقة فيه، خاصة وأنّنا نعرف أن اللعب في الرابطة المحترفة الأولى يحتاج لتدعيم نوعي في التشكيلة،
ورسم خطة تسمح للفريق إيجاد التوازن الضروري في مسيرته التي سوف يلعب فيها لأول مرة في قسم الكبار.
مشـوار مميّز لاتحاد البليدة، سريع غليـزان ودفاع تاجنانت
حنكة المدرّبين أعطت الثّقة اللاّزمة للاّعبين للوصول إلى الهدف
حامد حمور
شوهد:653 مرة