كل أنظار عشاق الكرة المستديرة تتوجه اليوم الى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بداية من الساعة الـ 16:00 بمناسبة اجراء المباراة النهائية لكأس الجمهورية بين مولودية بجاية وأمل الأربعاء في لقاء تاريخي غير مسبوق بين الفريقين في هذا المستوى، أين يسعى كل فريق الى الظفر بلقبه الأول في المنافسة الشعبية رقم واحد وإهدائه للأنصار الذين ينتظرون رؤية الكأس تجوب شوارع مدينتهم.
فالمسار الذي حقّقه كل فريق في الكأس يعني الكثير ويؤكد العمل المعتبر الذي يقام، كون الوصول الى النهائي هو ثمرة مجهودات معتبرة لسنوات طويلة، خاصة ان “الموب” و«الأمل” أزاحا من طريقهما فرقا كانت مرشحة للذهاب بعيدا في المنافسة .. لكن حقيقة الميدان هي التي فصلت لصالح أشبال عمراني وميهوبي.
وبدون شك، فإن المباراة ستكون تكتيكية بالدرجة الأولى والحذر من كلا الطرفين، لأن النهائي غايته الأولى الفوز به وليس اظهار اللعب الجميل في العديد من الأحيان .. لذلك، فإن نصائح المدربين ستتركز على ظرورة الحفاظ على الكرة والبقاء في الأماكن الاستراتيجية فوق الميدان وعدم ترك مساحات كبيرة للمنافس، وكثيرا وتحسم المباراة في جزئيات.
وبالنسبة لفريق مولودية بجاية الذي وصل للمرة الأولى في تاريخه الى النهائي يعد مفاجأة الموسم بدون منازع، كونه يلعب الأدوار الأولى في البطولة واحتكر المركز الأول للرابطة الأولى موبيليس لعدة أسابيع، وينافس وفاق سطيف على اللقب .. وفي نفس الوقت حجز مكانه في نهائي كأس الجمهورية .. مما يعني ان العمل الكبير الذي يقام في الفريق أتى بثماره بقيادة المدرب عمراني الذي يعد من خيرة المدربين المحليين وفرض طريقته ضمن الفرق التي دربها من قبل، خاصة أولمبي الشلف.
وستكون القوة الضاربة لـ “الموب” مرتكزة على اللعب الجماعي أين يحسن الفريق استغلال الامكانيات الجماعية لفرض اسلوبه على الميدان، بوجود لاعبين مميّزين الذين تشكل بينهم انسجام حقيقي برؤية زرداب وحمزاوي وميباراكو الذي أضافوا أشياء كبيرة للفريق الذي تمكن من اقصاء أحد المرشحين للوصول الى النهائي في عقر داره، وهو وفاق سطيف .. هذا ما أعطى شحنة معنوية كبيرة للمولودية البجاوية لمحاولة “خطف” الكأس اليوم أمام أمل الأربعاء .
في حين أن أمل الأربعاء الملقب بـ “الفايكينغ “ حقق انجازا معتبرا وتاريخيا، ولم يكن منتظرا في هذا الدور من كل الاختصاصيين، لا سيما وانه وجد صعوبة كبيرة في بداية الموسم أثرت على نتائجه في البطولة وغيّر عدة مرات طاقمه الفني، الى غاية قدوم المدرب محمد ميهوبي الذي عرف كيف يستغل الامكانيات التي يتمتع بها عناصره والسير بهم بخطى ثابتة نحو نهائي كأس الجمهورية، بالموازاة مع تحسن النتائج في البطولة .. أين أصبح فريق “الزرقاء” يلعب بثقة كبيرة وتمكن من إزاحة أولمبي الشلف في الدور نصف النهائي.
وبخلاف مولودية بجاية، فإن أمل الأربعاء يعتمد بشكل كبير على بعض العناصر التي لها تجربة كبيرة في أعلى مستوى والمشكلة من الحارس فلاح، والمدافع زدام وصانع الألعاب مقداد .. والذين ستكون مهمتهم منح الثقة الكافية للعناصر الأخرى، خاصة وان غياب الثنائي حروش ومومن قد يؤثر على وسط الميدان.
والمدرب ميهوبي حضّر الفريق بشكل موفق بعيدا عن الضغط الذي قد يحس به لاعبيه من خلال اجرائهم لأول نهائي لهم، باعتبار انه سبق له وان درّب في أندية لعبت الأدوار الأولى في السنوات الماضية .. كما أن حضور رئيس الفريق جمال عماني سيكون بمثابة الإضافة الكبيرة للفريق في تحضيراته لهذا النهائي باعتباره لعب لأكبر الأندية الجزائرية وتوّج مع المنتخب الوطني بكأس افريقيا عام 1990.
فكل فريق يسعى لاستغلال أوراقه الرابحة فوق أرضية الميدان للوصول الى اللقب الغالي الذي “تتهافت” عليه فرق عديدة منذ بداية المغامرة ليصل للفريق الذي سيّر الأمور بذكاء، خاصة وان هذه المرة سيكون الحوار بين فريقين لم يسبق لهما الوصول الى هذا الدور، والهدف سيكون تحت عنوان “الفوز بالكأس لدخول التاريخ”.