الأشغال تسير حسب الرزنامة المبرمجة لإعادة تهيئة “ملعب 5 جويلية الأولمبي”
تطرّق وزير الرياضة محمد تهمي الى العديد من النقاط المتعلقة بقطاعه خلال استضافته لنا، أين ركز على العمل الكبير الذي يقام لتكوين أرضية واسعة من المنشآت عبر كل التراب الوطني، وكذا تكوين المؤطرين بإرساء نظرة جديدة تساهم بتطوير الممارسة على المستوى القاعدي والنخبة.. بالاضافة الى ملف كرة القدم وترّشح الجزائر لاحتضان كأس إفريقيا للأمم لعام 2017 .. ونقاط أخرى.
“الشعب”: أشرفتم مؤخرا عن حفل الانطلاق الرسمي لتحضير الألعاب الإفريقية القادمة المقرّرة هذه السنة بالكونغو، كيف ترون هذا الموعد؟
الاجتماع الذي أقيم يعد محطة هامة لتقييم عمل الفرق الوطنية لكي تكون المشاركة الجزائرية في هذا الموعد القاري الهام جيدة .. ولذلك علينا توفير الامكانيات اللازمة للاتحاديات المعنية وهذا بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية الجزائرية .. فلا بد أن يكون التحضير في مستوى هذا الحدث الافريقي الهام الذي تفصلنا عنه مدة 5 أشهر.
وكانت التحضيرات على مستوى الاتحاديات قد انطلقت منذ عدة أشهر، ونعرف أن الأشهر الأخيرة تتطلب برمجة العديد من التربصات وتوفر الامكانيات اللازمة للوصول الى التحضير الجيد.
ولذلك الحمد لله أن الجزائر تتوّفر على مراكز للتحضير حاليا، ولدينا الامكانيات اللازمة للرياضيين خصوصا منذ افتتاح مركز تحضير المواهب والنخبة الرياضية بالسويدانية والمدرسة الأولمبية بسطيف والمدرسة الجهوية ببسكرة .. الى جانب منشآت أخرى بتيكجدة والشلف وعين الترك .. فكل هذه المراكز تسمح للرياضيين الاستفادة من ظروف تحضير في المستوى من خلال التربصات والتدريبات تحسبا للألعاب الإفريقية.
ولاحظنا أن الأرقام المقدّمة بالنسبة لتربصات النخبة الوطنية تجري معظمها بالجزائر بفضل توّفر كل هذه المنشآت، أليس كذلك؟
أولا، لابد من توفير شروط التحضير الجيد، واليوم يمكن القول أن الأمور تحسّنت بفضل هذه المراكز التابعة لقطاع الرياضة في معظمها حيث أن هناك امكانيات وظروف أحسن للتحضير والتي تجعل الرياضي يستعد للمواعيد الدولية في ظروف جيدة، وتعتبر هذه النقطة الهدف الأساسي بالنسبة لنا، أي توفير كل المنشآت اللازمة للرياضي ليكون التحضير على أعلى مستوى .. ومن جهة أخرى، فإن الرياضي أو المنتخبات الوطنية تسافر الى الخارج لإجراء المنافسات والدورات والتي تعد مراحل خاصة في التحضيرات .. والمهم من خلال العمل الذي يقام هو أن يكون للرياضي كل الامكانيات بصفة دائمة، لأن المستوى العالي يتطلب التحضير الدائم وعلي مدى طول أيام السنة.
لنبقى في ملف المنشآت، عرفت الفترة الأخيرة تسجيل عدة مشاريع والتي ستدّعم الحظيرة من قاعات وملاعب؟
يمكن الحديث عن مراكز تحضير النخبة الوطنية، أين استلمنا مؤخرا مركز السويدانية والذي يحتوى بداخله كذلك منشأتين ( 2 ) حيث ستنطلق الأشغال بهما هذه السنة، تخص الأولى رياضة ألعاب القوى من أجل إعطاء الفرصة لكل العدّائين للتواجد بهذه المنشأة واستعمالها في التدريبات والتحضيرات، وهناك مشروع ثان خاص بقاعة متعددة الرياضات ثانية لأن قاعة واحدة لا تكفي في ظروف حسنة .. الى جانب مشروع آخر دائما بالسويدانية والذي يتمثل في إنشاء مسبح من 50 مترا على الهواء الطلق الذي يضاف الى المسبح الموجود حاليا وهذا لتوفير كل الشروط الأساسية للتحضير على المستوى العالي.
وفيما يخص المركز الثاني والموجود بفوكة، نتمنى أن يكون جاهزا خلال الدخول الرياضي القادم، حيث تحدّثنا مع مسؤولي المؤسسة المكلفة بالانجاز ويمكن ان تنتهي الأشغال في المستقبل القريب لاستلامها -كما قلت في بداية الموسم الرياضي القادم- لكي نسمح للمنتخبات الوطنية التواجد والتحضير بمركز فوكة.
كما أن استلام هذا المركز الى جانب وجود مركز سويدانية يمكّن مختلف الفرق الوطنية الدخول في تربصات في نفس اليوم وفي ظروف مناسبة جدًا للتحضير الدائم لمختلف المنافسات.
ومن جهة أخرى، هناك مراكز أخرى للتحضير، على غرار مركز سيدي بلعباس والمدرسة الأولمبية، الأشغال ستنتهي في الأشهر القادمة ولنشرع بعدها في عملية تجهيز هذه المنشأة وسوف ينطلق استعمالها في السنة القادمة.
وإضافة الى كل هذه المراكز، هناك مشاريع أخرى ستكون جاهزة بعد سنتين، على غرار مركز التحضير بخنشلة الذي يمتاز بكونه من أكبر المراكز الموجودة على مستوى الارتفاع .. و مركز أم البواقي الذي تسير الأشغال فيه بصفة جيدة وكذا مركز باتنة.
ويمكننا القول أن كل هذه المشاريع تسير بها الأشغال بصفة محكمة وأنه توجد أخرى قيد الدراسة ومن الممكن أن تنطلق بها الأشغال في 2016 أو 2017.
فلا بد أن نسير تدريجيا خطوة بخطوة لنصل إلى الهدف وهو أن تكون الجزائر في الـ 10 سنوات المقبلة تملك حظيرة كبيرة من مراكز تحضير المنتخبات الوطنية.
وعن المنشآت المخصّصة للمنافسة؟
بالنسبة لهذه الفئة من المنشآت وهي الخاصة بالمنافسة والتدريب والمتعلقة بملاعب كرة القدم، نؤكد أن بالنسبة لملعب وهران لدينا ضمانات من طرف المؤسسة المكلفة بالانجاز من أجل يكون الملعب جاهزا في الوقت المحدد وهذا يعني أن قبل كأس إفريقيا 2017 وسيكون ذلك إن شاء الله في 2016 .
وعن “ملعب براقي” تسير الأشغال بصفة عادية والتي قاربت الـ 50 بالمائة ومن الممكن جدا أن تنتهي الأشغال في الأشهر الأولى لـ 2016، ولهذا نسعى أن تسلم لنا الشركة هذا المشروع في الموعد المحدّد.
في حين أن في ملعب الدويرة كانت هناك مشاكل إدارية كبيرة وكان هناك تعطل كبير للمشروع الذي توقف لمدة 3 سنوات كاملة .. وحاليا كل المشاكل الإدارية وجدت الحلول المناسبة والأشغال عادت الى نشاطها ونسعى إلى أن تكون وتيرة الانجاز جيدة لاستلام هذا الملعب في الموعد.
والأشغال انطلقت من جديد بملعب تيزي وزو الذي سيكون جاهزا في الأشهر الأولى من سنة 2016، حيث أن الاتفاق يدور حول جاهزيته في أواخر 2015 وبداية السنة المقبلة.
وفيما يخص “ملعب 5 جويلية”، فإن أشغال الترميم وإعادة التهيئة تسير حسب الرزنامة المسّطرة بالنسبة لهذا المشروع .. فيمكننا القول أن الأمور تجري بشكل موّفق حيث نتمنى أن يكون نهائي كأس الجزائر لكرة القدم في هذا الملعب، حسب برنامجنا، وهناك احتمال كبير أن يبقى الملعب المذكور مفتوحا للمنافسات في الوقت الذي تتواصل فيه الأشغال على جوانب أخرى منه. و نشير هنا إلى أن المرحلة الثالثة من إعادة التهيئة احتمال كبير أن تنتهي قبل سنة 2017، أين نأمل أن تحتضن الجزائر كأس إفريقيا لتلك السنة أي الدورة القادمة.
وهناك ملعب عنابة ( 19 ماي 56) الذي ستنطلق أشغال ترميمه في ماي القادم والتي ستدوم لمدة سنة أي سيتم استلامه في ماي 2016 وسيكون هذا الملعب يتماشى مع المقاييس الدولية.
وإضافة الى كل هذه الملاعب، فإن هناك مشاريع أخرى قيد الانجاز تجعلنا نتوفر بعد سنة أو سنة ونصف على أكثر من 450 مسبح ومئات القاعات المتعددة الرياضات والتي ستكون أرضية مهمة للغاية لتطوير الرياضة على المستوى القاعدي وكذلك بالنسبة للنخبة حيث أن كل برنامج المنشآت انطلق بنسبة 85 بالمئة على مستوى كل التراب الوطني.
الأنظار موّجهة في الأيام الأخيرة إلى الحدث المنتظر يوم 8 أفريل والمتمثل في الاعلان عن البلد المنظم لكأس إفريقيا 2017، والتي ترّشحت الجزائر لاحتضان هذا الحدث القاري الكبير؟
إذا تحدّثنا عن الملف في حدّ ذاته، فإننا نقول أنه ملف كامل حيث هناك 4 ملاعب جديدة تكون جاهزة في الموعد، أين يتم ترميم ملعبين بصفة جيدة للغاية ونتوّفر على منشآت تتماشى مع المواقع الرياضية المذكورة والمتعلقة بالفنادق والطرقات والمطارات، فكل هذه المميزات متوّفرة، إضافة الى ان الجزائر لديها تاريخ كبير في تنظيم المنافسات الرياضية الكبرى، ففي كل مرّة نظمت هذه الأحداث كانت في المستوى.
لذلك يمكننا القول أن الملف جيّد .. ولكن القرار يبقى للمكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وأتمنى أن يكون القرار في صالح الجزائر.
إلى جانب ترّشح الجزائر لاحتضان كأس إفريقيا لكرة القدم، فإننا سننظم بطولة العالم لكرة اليد لأقل من 21 سنة؟
بالفعل الجزائر ستنظم هذه الدورة العالمية في عام 2017 حيث أن الاتحادية المعنية تحضّر حاليا الملف التقني لهذه التظاهرة من أجل تقديمه للوزارة ليكون هناك دعم بالنسبة للمنشآت الموجودة، وإن شاء الله ستكون منشآت أخرى جديدة بالنسبة للبطولة العالمية ليكون الدعم كليا وتجري المنافسة في أحسن الظروف.
هل هناك منشآت جديدة فيما يخص هذا الحدث؟
نعم هناك منشآت جديدة قيد الانجاز، في وهران قاعة ذات سعة 6 آلاف متفرج .. وفي العاصمة يوجد مشروع لانجاز قاعة تسع لـ 17 ألف متفرج، لكن مشروع هذه القاعة يوجد حاليا قيد الدراسة لكي لا نقع في أخطاء الماضي ذلك أننا سنأخذ الوقت الكافي لإجراء الدراسات الضرورية خاصة وأنها ستكون أكبر قاعة بالجزائر.
ولكي يكون المشروع محترم ويتماشى مع متطلبات الوقت الحالي، فإننا لا نتسّرع في العملية لهذا المشروع الكبير الذي يدخل في إطار مشروع الجهة البحرية للعاصمة يشمل قاعة متعددة الرياضات بـ 17 ألف متفرج وكذا أكبر مسبح بالجزائر ومنشآت رياضية وثقافية تتماشى مع برنامج ولاية الجزائر.. وبالتالي، فإن هذه القاعة يمكن أن تكون جاهزة لاحتضان بطولة العالم أو العكس.. لكن المهم أنه بالتنسيق مع الاتحادية سنرمِّم القاعات الموجودة و نسعى أن تكون من المستوى العالي لاحتضان المنافسات.
وعلى ذكر كرة اليد وبما أنّكم سيق لكم ترأس هذه الاتحادية وتعرفون جيّدا هذه الرياضة، فقد سجل المنتخب الوطني في بطولة العالم الأخيرة بقطر أسوأ نتيجة له في تاريخ المشاركات في هذه المنافسة، ما أسباب ذلك في رأيكم؟
أظن أن الأسباب متعلِّقة بطريقة تسيير المنتخب الوطني، كون هذا الأخير توّج بلقب كأس إفريقيا قبل سنة من مشاركته في بطولة العالم حيث أنه حسب المعلومات والتقييم الذي نملكه، فإن الفريق الوطني لم يسيّر وفق برنامج يتماشى مع مستوى بطولة العالم حيث رأينا أن المنتخبين التونسي والمصري احتلا المركزين الثاني والثالث في دورة الجزائر، لكنهما سارا بشكل أحسن.
ونعرف جيدا أن المشاركة في بطولة العالم تتطلب برمجة لمنافسات دولية ودية على أعلى مستوى. والشيء الآخر الذي أثّر على مستوى الأداء هو أن البطولة الوطنية توّقفت لمدة سنة أو سنة ونصف نظرا لمشاكل داخلية للاتحادية لذلك كان لابد من العودة الى الأمور العادية بالنسبة لهذه الاتحادية.
أما السبب الثالث، فهو يتمثل في تخلينا على التكفل بالمنتخبات الوطنية للشباب، وهو الأمر الذي لا يخّص كرة اليد فقط وإنما كل الرياضات الجماعية.
وبالتالي، هذا الأمر الذي جعلنا منذ سنة ونصف ننطلق في برنامج لدعم تربصات المنتخبات الوطنية للشبان ونعطي الأولوية على سبيل المثال في العطلة المدرسية الربيعية الى تربصات هذه الفرق الوطنية، أين هناك حوالي 500 رياضي على مستوى 19 اتحادية يجرون معسكرات حيث وصلنا الى المرحلة الخامسة لهذه التربصات منذ سنة ونصف، وهذا تحت تسمية “المخيّم الأولمبي “بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية الجزائرية، أين طلبنا منها التنسيق بدورها مع الاتحاديات لكي تكون المنتخبات الوطنية على مستوى الشباب كلها في العمل ضمن هذا البرنامج.. ومن جهة أخرى لا يكتفي هؤلاء الشبان بالتربصات وإنما يشاركون أيضا في منافسات ودورات دولية ولو ودية.
هناك برنامج آخر يخّص تطوير الأقطاب الرياضية المختلفة؟
لا يمكننا الحديث عن الأقطاب الرياضية بدون أن تكون منتخبات للشباب ذلك أن الغاية من تطوير القطب الرياضي هو رؤية المسّيرين لثمار عملهم على مستوى منتخبات الشبان ويمكننا متابعة الرياضيين .. لكن في حالة عدم وجود منتخبات الشبان ننتظر لغاية فئة الأكابر، وهنا نكون قد ضيّعنا سنوات من العمل .. ولهذا فإن عدم المشاركة في المنافسات الدولية عن طريق منتخبات الشباب تجعل الرياضي لا يصل بتاتا الى المستوى العالي.
كما أن لتنظيم دورات دولية فوائد كبيرة على الرياضيين؟
أتمنى أن يكون لكل إتحادية برنامج لتنظيم دورات دولية خصوصا على مستوى الشباب، أين يمكن للفنيين الذين يشتغلون في الأقطاب الرياضية أن يرون نتائج عملهم، وهو الأمر الذي يشجّع المدربين والمسيرين الذين يعملون على المستوى القاعدي .. أثناء المشاركة في المنافسات الدولية هنا بالجزائر والخارج خصوصا بالنسبة للفرق الوطنية للشباب، فإن ذلك يشّجعهم لبلوغ المستوى العالي والعمل أكثر.
وحقيقة عندما نرى أن المنتخبات الوطنية تتابع تربصات بالسويدانية وسطيف وبسكرة، عين الترك وتيكجدة وكلها في وقت واحد، فإن ذلك يعطي الأمل للرياضي والمدرب بصفة خاصة، لأن عمله يؤدي الى اختيار لاعب في الفريق الوطني.
نتحدث الآن عن رياضة كرة القدم وبالأخص البطولة الوطنية التي تعرف في الأسابيع الأخيرة بعض أحداث عنف في الملاعب؟
إنه لشيء مؤسف حقا لأن العنف في الملاعب مغذى من تصريحات وتصرفات غير لائقة .. فبالرغم من أن البطولة صعبة في القسم الأول، أين يوجد حوالي 12 فريقا مهدّدا بالسقوط الى القسم السفلي، فإن هذا الشيء لا يبّرر هذه التصرفات.
وأقول إن العنف ليس موجودا بصفة عامة وإنما في بعض المقابلات نتيجة التصريحات والتصرفات المذكورة ..
ومن جهة أخرى، فإن مستقبل كرة القدم مرتبط بمحاربة العنف، وهذه العملية تبدأ على مستوى الفريق من خلال لجنة الأنصار والمسيرين قبل الذهاب الى الجهات الأخرى .. لهذا على كل واحد أن يلعب دوره لمحاربة هذه الآفة التي لا تخدم تماما رياضة كرة القدم.
نسمع في كل مرة رؤساء أندية كرة القدم يشتكون من الصعوبات المالية، رغم أن مساعدة السلطات العمومية ستستمر إلى غاية 2018 ؟
لو نسمع كل واحد، فإننا كلما أضافنا أموالا فإنها غير كافية، لذلك أقول إن الامكانيات المالية تتطلب التسيير الراشد والجيد للأمور .. فنحن بحاجة الى تسيير محكم للامكانيات الموجودة بالرجوع الى الاطار القانوني، فمن المستحيل أن تكون لكل الفرق نفس الامكانيات، لا توجد هذه الوضعية في أي بلد .. وبالتالي بإمكان الأندية التي ليس لها امكانيات ضخمة أن تركز سياستها على مبدأ التكوين .. فكل واحد يسير حسب امكانياته، ومن جهة أخرى، فإن تحقيق نتائج جيدة على مستوى المنافسة هي التي تجلب الامكانيات وليس الامكانيات هي التي تؤدي الى النتائج الكبيرة .. فلا بد أن نفهم هذا المبدأ.
لكن بصفة عامة عندما نقيّم الاحتراف في الجزائر، فإن الأمور تسير بشكل عادي رغم أنها تباطأت بعض الشيء.. فاليوم الاطار القانوني حاضر بصفة تدريجية، وهو الأمر الذي يجعلنا متفائلين بأن الاحتراف يصل الى المكان المرجو، أي أنه بعد سنوات كل الفرق ستسير، حسب القوانين.
دخلنا في العام الخامس من الاحتراف في كرة القدم الجزائرية؟
نعم 5 سنوات نحن في مرحلة انتقالية التي عندما تنتهي فإن مساعدة الدولة تكون دائما حاضرة، كما هو معمول في كل دول العالم، أين يكون نادي يمثل مدينة ويحقق نتائج باهرة يمكن أن يكون في شراكة مع السلطات المحلية والقوانين الجديدة تنص على ذلك أي بمعنى آخر الإعانة غير المباشرة للفرق المحترفة، لأن النادي المحترف هو عبارة عن شركة تجارية، لكن يمكن أن يلعب دورا لتطوير المنطقة أو المدينة وكذا النسيج الاقتصادي.
ولهذا، فقد انطلقنا في مرحلة أولى واليوم نحن في مرحلة تكريس هذا الاحتراف بالقوانين، التي لا بد من الاشارة إليها هنا وهي وحدها لا تكفي بدون معرفة المحيط والواقع الموجود.
وعن ملف مراكز التكوين بالنسبة للأندية المحترفة؟
عملية استفادة الأندية من مراكز التكوين انطلقت بالنسبة للملفات الإدارية، أين تم القيام بدراسة شاملة بوزارة الرياضة فيما يخص هذه المراكز.. أي أن 20 ملفا جاهزا، حاليا هذا العدد موجود على مستوى الولايات بالتنسيق مع الأندية المعنية، وهذا بلجنة ( الأسواق ) الموجودة على مستوى هذه الولايات، والتي تتبع بالاجراءات العادية الخاصة بالمناقصات.
لذلك يمكننا القول أن الأرضيات التي ستبنى فيها هذه المراكز موجودة والملف الإداري قد تم .. والأشغال ستنطلق، حسب وضعية كل فريق وكل ولاية بتمويل من طرف السلطات العمومية 100 بالمائة، كما ينّص عليه قانون المالية 2015.
نرى أن مجهودات كبيرة مبذولة على مستوى كل الأصناف الرياضية، لكن من الناحية الاعلامية يتم التركيز إلا على كرة القدم، ما رأيكم؟
عندما نطالع الصحف ونتابع القنوات التلفزية التي تهتم بكل الرياضات، هناك نشاط كبير ونعرف ذلك في أن الأحداث الرياضية عديدة في كل الأصناف، فكل شهر ندرس أكثر من 50 ملفا على مستوى الوزارة لتربصات أو منافسات بالخارج .. فمثلا الجيدو الجزائري شارك مؤخرا في دورة بتركيا، وحضرت الجزائر في بطولة العالم للعدو الريفي بالصين وأقيمت دورة الجزائر الكبرى للدراجات التي عرفت نجاحا جماهيريا كبيرا .. كما شارك فريقان في البطولة العربية لأندية الكرة الطائرة وكذا كأس افريقيا لنفس اللعبة والبطولة العربية للأندية في كرة اليد ودورات في التنس .. لذلك نلاحظ أن كل الاتحاديات تعمل بجد وتبقى كرة القدم هي كرة القدم، كما يقال، باهتمام اعلامي معروف .. أين نتمنى أن تعطي الصحف حيّزا للرياضات الأخرى، أين يكون الاهتمام الاعلامي بها وسيلة لتطويرها.
وعن العلاقة بين وزارة الرياضة واللّجنة الأولمبية الجزائرية؟
الوزارة تمثل الدولة هي المسؤولة عن السياسة الرياضية، في حين أن الاتحاديات واللجنة الأولمبية لها دور هام تلعبه في الميدان، وبالتالي نحن بحاجة الى لجنة أولمبية قوية لديها كل الصلاحيات وإتحاديات قوية لهاأيضا كل الصلاحيات أيضا، لأنها هي التي تكرّس هذه السياسة الرياضية في الميدان.
فاللجنة الأولمبية والاتحاديات جزء لا يتجزأ من المنظومة الرياضية، فكلما كانت قوية كلما استفادت الرياضة الجزائرية، لذلك فإننا ندعم مبدأ الاستقلالية والتسيير الراشد بالنسبة لهذه الاتحاديات واللجنة الأولمبية التي تمثل الجزائر في المحافل الدولية بكل الامكانيات.
وكل صنف رياضي، فإن المسؤول الأول فيه هو الاتحادية واللجنة الأولمبية هي المسؤولة على المشاركات الجزائرية على المستوى الأولمبي وألعاب البحر الأبيض المتوسط.
ويمكن في هذا المقام الاشارة الى أن الألعاب الافريقية تابعة للحكومات، لكننا أخذنا قرارا بإعطاء هذا الدور للجنة الأولمبية التي تقوم بتحضير الألعاب الافريقية القادمة، لأن هذا هو دورها حيث ان الدولة عن طريق الوزارة تلعب دورها كمسؤول عن السياسة الرياضية الوطنية .. فالعلاقات مع الاتحاديات واللجنة الأولمبية طيّبة.
نلاحظ من خلال بعض المشاريع دخول رياضات جديدة على غرار التزحلق الفني على الجليد .. هل هي نظرة جديدة في القطاع؟
ليست نظرة جديدة، حيث إذا أردنا الحديث عن التزحلق الفني لابد أن يكون هناك نشاط لهذه الرياضة ببلادنا، لكن لا يوجد هذا النشاط، لأننا أخذنا قرارا يتلّخص في أن تطوير أي رياضة مرتبط بوجود نشاط لهذه الرياضة .. كون المجتمع المدني عن طريق الجمعيات هو الذي يطوّر الرياضة، ومن جهتها السلطات العمومية تقدّم الامكانيات عندما يكون هذا النشاط موجودا.
وفيما يخص التزحلق الفني على الجليد لدينا رياضية جزائرية تعيش بالخارج طلبت المشاركة في المنافسات الدولية بالألوان الوطنية، وهذا من حقّها كوننا ندّعم كل جزائري يريد الدفاع عن الألوان الوطنية .. وتحدثنا معها حيث أكدت لنا أنها تتمنى أن تتطور هذه الرياضة بالجزائر، ولما لا ... ولهذا فكّرنا في مشروع والذي أتمنى أن ينطلق قريبا وهو إنشاء ميدان للتزحلق وللترفيه، وهو مفتوح للشباب وممكن جدا أن نعمّمه لبعض المنشآت التابعة للقطاع ويسمح للمسيّرين بتطويره.
نفس الحديث يمكن قوله حول رياضة “الريغبي” مثلا، أين سبق لي وأن إلتقيت مع محبي هذه الرياضة، وأخبرتهم أن الإطار القانوني واضح، والمتمثل في تنشيط هذا الصنف لتلقي الدعم وتطوير هذا النشاط وليس بقرار إداري .. وبالتالي، فإن أراد محبو الرياضات غير المعروفة في الجزائر تطويرها فعليهم القيام بنشاط فعلي في الميدان لتلقي الامكانيات .. فمثلا رياضة “الفوفينام فوداو” بالجزائر لديها مكانة كبيرة في المنافسات الدولية بفضل نتائج كبيرة تحققت، لكن ليس لها إتحادية ومن المحتمل جدا أن ترى النور في الأشهر القادمة وتتلقى دعما أكبر مقارنة ببعض الرياضات الموجودة على مستوى اللجنة الأولمبية والتي لا تنشط بشكل معتبر.
وخلاصة القول في هذا المجال، إننا ندّعم الأشخاص الذين يعملون وينشطون ويقومون بعمل جبّار ونتعامل مع المسيّرين والجمعيات التي تنشط بصفة مكثّفة في الميدان.
كنتم قد صرّحتم عدة مرّات أن الدعم بالنسبة للجمعيات يكون أكثر بالنسبة لتلك التي تنشط باستمرار ؟
لا بد أن يتغير المفهوم الذي يرتكز على مبدأ “اِعطيني الامكانيات لكي أساهم “ هذا خطأ كبير .. فالامكانيات موجودة، وعلينا استعمالها بصفة عقلانية وموّجهة .. فالامكانيات الموجودة على مستوى الرياضة نوّجهها للجمعيات الفعّالة والناشطة في الميدان ولديها برامج واضحة ذات نوعية .. فعلى المستوى البلدي مثلا، فإن المجلس البلدي يعرف جيدا الرياضة التي يموّلها ونفس الشيء على المستوى الولائي .. فلا يمكننا وضع كل الرياضات في نفس المستوى، وليس من حيث الشهرة وإنما في مجال العمل.
أخذ موضوع تكوين الفنيين والمدربين اهتمام وزارة الرياضة بشكل مرّكز في المدة الأخيرة؟
بدأنا منذ أكثر من سنة في إرساء نظرة جديدة والمتمثلة في تجسيد التكوين العالي على مستوى المدرسة العليا للرياضة، أين كان الطلبة المتحصّلين على شهادة البكالوريا يزاولون دراسة مدّتها 5 سنوات .. لكن الواقع حاليا تغيّر عما كان منذ 20 سنة .. وبالتالي بفضل وجود 25 جامعة تمكّن الطالب من الحصول على ليسانس في النشاط الرياضي والبدني، فإننا غيّرنا التنظيم على مستوى المدرسة العليا التي يدخلها الطالب بالليسانس ويدرس لمدة عامين باختصاص على مستوى عال .. وقد بدأنا في هذه التجربة الجديدة هذه السنة والدفعة الأولى تضم 100 طالب يزاولون الدراسة بها، وقد نعمّم التجربة العام القادم في المعاهد الأخرى.
في حين أن هناك تكوين لمهنة في الرياضة والذي يعتبر الأهم كونه يخص 80 بالمائة من المؤطرين .. أين نعطي الفرصة من خلاله لكل الرياضيين القدامى ومحبي الرياضة الذين يعملون حاليا في قطاعات أخرى .. وبالتالي، فإن هناك برنامج ثري لتكوين ألاف الاطارات مابين الدرجات 1 ، 2 و 3 في كل الاختصاصات الرياضية ككرة اليد، كرة السلة، السباحة ...أين يسير هذا البرنامج طوال السنة، حسب طلب الاتحاديات وبالتنسيق مع المعاهد التابعة لوزارة الرياضة، أين نوّفر لهم كل الشروط لاجراء هذا التكوين الأساسي.
وقمنا هذه السنة ببرمجة تربص أول شارك فيه ما يقارب 100 رياضي في كل الرياضات، ما عدا كرة القدم التي نظمت تربصا خاصا بها، أين أكدنا لهؤلاء الرياضيين القدامى أننا نحتاج لخبرتهم وقدمنا لهم هذه الفرصة لتطوير معارفهم وكل التكاليف في هذا التكوين على عاتق الدولة.
كما أن هناك اختصاصات رياضية تحتاج الى تأطير معتبر وبرنامج مكثّف على غرار السباحة، حيث أن عدد المسابح سيرتفع لاحقا بحوالي 500 مسبح على المستوى الوطني، فلابد أن يكون التأطير بشكل جيد بهذه المنشآت .. والشيء الجديد في هذا الاطار هو قيامنا بتجربة أولى على مستوى ولاية البويرة ضمن التربصات من الدرجة الأولى بتنقل المدرسين والمؤطرين الى الولاية المذكورة وليس تنقل الطلبة الى المعاهد .. والعملية نجحت فعلا و نسعى حاليا لتعميمها .. كما أنه خلال زيارتي الأخيرة لولايتي النعامة والبيض اتخذنا نفس القرار بإقامة تربصات هذه السنة من أجل تكوين من 60 الى 80 مدربا على مستوى عالٍ في كل ولاية والذين يقومون بعملهم في المسابح الـ 10 التي ستكون موجودة في كل ولاية .. وبالتالي فإن التأطير سيكون أحسن على المستوى القاعدي .. إضافة الى التكوين على مستوى المدرسة العليا الذي يسمح بتأطير النخبة في المستقبل.