أصبح المستوى الهزيل الذي يقدّمه دفاع “الخضر” مصدر قلق فعلي بالنسبة لغوركوف، الذي لم يجد لحد الآن التوليفة المناسبة التي تسمح له بالحفاظ على تماسك الخط الخلفي حتى أمام منتخبات لا تملك مهاجمين كبار.
أضحى دفاع المنتخب الوطني أضعف خط من الخطوط الثلاث، وأصبح نقطة ضعف واضحة بالنسبة للمنافسين الذين لم يجدوا أي صعوبة في اختراقه، كما فعل علي أسد وسط ميدان المنتخب القطري الذي تلاعب بالثنائي شافعي ومجاني قبل أن يسكن الكرة في مرمى دوخة.
السهولة الكبيرة التي يخترق بها دفاع المنتخب تؤكّد أنّ غوركوف لم يوفّق في خياراته لحد الآن، بدليل تكرار نفس الأخطاء منذ “الكان” الأخير التي خسر “الخضر” رهان المنافسة عليها بسبب ضعف الدفاع.
وما يؤكّد هذا الكلام هي قراءة مدرب “العنابي” جمال بلماضي لطريقة لعب المنتخب، حيث ركّز على استغلال أخطاء محور الدفاع من أجل التسجيل بطلبه من مهاجميه ولاعبي الوسط اختراق الدفاع من العمق، ما يؤكّد هشاشة المحور الذي لم يجد الحلول المناسبة لإيقاف خطورة مهاجمي منتخب قطر رغم غياب أبرز راسي حربة في تشكيلة بلماضي، ويتعلق الأمر بسيباستيان صوريا وبوعلام خوخي، إضافة إلى صانع الألعاب المميز إبراهيم خلفان.
مجاني يؤكّد مرة أخرى محدودية مستواه في الدفاع
يواصل غوركوف إصراره في إشراك مجاني في الدفاع رغم محدودية مستوى هذا الأخير في هذا المنصب، بدليل لعبه كوسط ميدان استرجاعي في فريقه طرابزون سبور التركي، ونفس الأمر انطبق على المدرب السابق للمنتخب هاليلوزيتش.
مجاني كان الحلقة الأضعف في الدفاع ولم يساهم في التغطية، حيث ساهم سوء تمركزه في منح المنتخب القطري كرات سهلة لم يستغلها، وهو ما دق ناقوس الخطر بالنسبة لغوركوف المطالب بحسم خياراته بخصوص هذا اللاعب.
أخطاء مجاني المتكررة لم تجبر غوركوف على إشراك لاعبين آخرين مكانه حيث يعد أكثر اللاعبين مشاركة منذ تولي التقني الفرنسي زمام العارضة الفنية للمنتخب، حيث لم يكلف نفسه عناء الزج بلاعبين آخرين، وانتظر لغاية مرور 8 أشهر على توليه تدريب المنتخب للقيام بمنح الفرصة للاعب أو اثنين في هذا المنصب رغم أنّه كان متيقّنا من تقدم سن بوقرة وتراجع مستوى حليش، إضافة إلى تذبذب المسيرة الاحترافية للاعب كادامورو.
هل تناسب خطة 4-4-2 المنظومة الدّفاعية للمنتخب؟
من الأمور الفنية التي يتوجّب الوقوف عندها هو هب تناسب الخطة المنتهجة من طرف غوركوف،
والمتمثلة في اللعب بطريقة 4-4-2 المنظومة الدفاعية للمنتخب خاصة بعد تراجعها.
«الخضر” كانوا ينتهجون طريقة 4-3-3 التي تعد من الخطط العملية، خاصة فيما يخص التغطية العكسية التي تعطي ضمانا أكثر لمحور الدفاع، خاصة أنها تضيق المساحات عكس خطة 4-4-2 التي يكون فيها لاعبا الاسترجاع على خط واحد.
ويؤكّد الهدف الذي سجله اللاعب علي أسد على هذا الرأي بما أن ثنائي الاسترجاع تايدر وبن طالب كانا على نفس الخط وأمام الكرة، وهو ما منح متوسط ميدان المنتخب القطري المساحة التي يحتاجها للمناورة، واتخاذ القرار المناسب سواء باختراق الدفاع أو التمرير لأحد زملائه.
شافعي خسر نقاطا عديدة
لم يظهر الوافد الجديد للمنتخب فاروق شافعي بمستوى يشفع له بالتواجد مستقبلا ضمن التشكيلة الأساسية، خاصة بعد المستوى الشاحب الذي قدمه خلال مواجهة منتخب قطري أقصى نتيجة كان يحلم بها هو الخروج بالتعادل.
مدافع اتحاد العاصمة كان بعيدا عن المستوى، حيث لم يظهر تلك الشراسة المطالب بها المدافع خلال الكرات الثنائية، إضافة إلى الارتباك الواضح خلال تنفيذ خطة التسلل التي اعتمدها الدفاع.
ويبقى اللاعب مطالبا بالعمل أكثر خلال الفترة المقبلة لتحسين مستواه، وضمان التواجد مع المنتخب.
إشراك حليش وبن العمري وارد أمام عمان
وسيكون لزاما على مدرب المنتخب إيجاد الحلول المناسبة بداية من المواجهة المقبلة أمام سلطنة عمان، وفي المحور يتواجد الثنائي حليش و بن العمري المرشّحان للعب كأساسيين أمام سلطنة عمان.
الثنائي المذكور سيكون آخر حل بالنسبة للتقني الفرنسي، خاصة أنّ مواعيد “الخضر” الودية المقبلة ستكون محدودة بما أنّ زملاء فيغولي سيدخلون غمار تصفيات “كان” 2017 بداية من شهر جوان المقبل.