شهدت المباراة التي جمعت بين المنتخب الوطني مع نظيره القطري أول أمس، والتي تدخل في إطار الدورة الودية التي تجري وقائعها بالدوحة إلى غاية الـ 30 من الشهر الجاري مشاركة بعض اللاعبين الجدد بعضهم ينشطون في الدوري المحلي.
فقد سجّلنا عودة العناصر المحلية للمشاركة رفقة المنتخب الوطني من جديد على غرار الحارس دوخة، شافعي وهذا الثنائي أقحمه المدرب غوركوف منذ البداية، حيث ظهر الأول بمستوى مقبول بالنظر إلى نسق اللقاء والأخطاء الدفاعية الكثيرة التي ارتكبها الخط الخلفي للخضر بسبب غياب التنسيق وتباطئهم في العودة إلى مناصبهم، وهذا ما كلّفنا تلقي الهدف الوحيد في اللقاء وأنقذ مرماه من هدف ثان محقق في الدقائق الأخيرة من المواجهة.
أما شافعي الذي شارك لأول مرة مع الفريق كأساسي رفقة مجاني في الخط الخلفي، لم يظهر أشياء كثيرة فوق المستطيلة خاصة في المرحلة وذلك راجع إلى النسق الذي سارت به المباراة، حيث غاب العمل الجماعي بين اللاعبين بدليل أنهم فشلوا في عدة مرات من التحكم في مصيدة التسلل، إضافة إلى تضييع كرات عديدة كادت تكلفنا أهداف أخرى.
شنيحي استغلّ أول فرصة
بينما سجلنا دخول موفق في الشوط الثاني للاعب إبراهيم شنيحي، الذي يلعب لنادي مولودية العلمة، حيث تمكّن من فرض نفسه بكل جدارة من خلال تحركاته ومراوغاته ما جعله يعيد النشاط للجهة اليمنى، وأربك دفاع القطريين بسرعته خاصة في المساحات القصيرة وكان يعود لمساعدة زملائه في الدفاع وخط الوسط.
وبالتالي، فإنّ النّجم الصّاعد للمنتخب الوطني عرف كيف يستغل الفرصة التي منحت له من طرف الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للفريق وظهر كأنّه معتاد على اللعب مع التشكيلة بدليل قراءته الجيدة للكرة في العمل الثنائي مع زملائه رغم أنّه دخل بديلا لمحرز، خاصة أنّ هذا الأخير لم يعط الإضافة اللازمة للمجموعة وضيّع كرات سهلة في عدة مرات.
وهذا ما يعني أنّ شنيحي بإمكانه أن يكون إحدى الحلول المناسبة للمدرب غوركوف في الرواق الأيمن بالنظر إلى المهارات العالية التي يتمتع بها، إضافة إلى سرعته في التوغل والتعامل مع الكرة حيث لعب من دون عقدة، وهذا ما ساعده في التأقلم في ظرف قصير رغم أنها أول مرة يشارك مع الفريق ظهر كأنه يلعب معهم منذ فترة أطول.
بلايلي بإمكانه التّأكيد ضد عمان
من جهة أخرى، بلايلي الذي عوّض سليماني من أجل إعطاء الإضافة للخط الهجومي بهدف العودة في النتيجة لأنّه يملك بنية تسمح له بالتفوق في الصراعات الثنائية إلاّ أنّه لم يظهر أشياء كثيرة فوق الميدان وكان بطيء في التعامل مع الكرة، حيث ضيّع أغلبها بسبب غياب التركيز في أغلب الأحيان.
وللإشارة، فإنّ مستوى المباراة بصفة عامة كان له تأثير كبير على أداء بعض اللاعبين خاصة الجدد
ولكن من الناحية الفردية كان بإمكان بلايلي أن يقول كلمته لو عرف كيف يتعامل مع الأمور، خاصة في الهجمات المعاكسة، ولهذا عليه أن يكون أفضل في المباراة المقبلة في حال اعتمد عليه المدرب من أجل الحفاظ على تواجده مع التشكيلة في ظل المنافسة الشديدة الموجودة على مستوى خط الوسط الهجومي.
رشيد غزال لم يظهر بمستوى كبير فوق المستطيل رغم أنه لعب المواجهة كاملة، لأنه لم يعطي الإضافة اللازمة لزملائه في الجانب الهجومي، خاصة في الشوط الثاني بسبب اللعب العشوائي وعدم تمركز اللاعبين في مناصبهم، وهذا راجع إلى الخطة التكتيكية للمدرب الذي يتحمّل مسؤولية الأداء الضعيف للمجموعة ما منع ظهور العناصر الجديدة بكامل مستواها.
وبالتالي، فإنّ المباراة التي جمعتنا مع المنتخب القطري لم تكن المعيار الأساسي للحكم على مستوى العناصر الجديدة التي أقحمها المدرب الوطني مع المجموعة بسبب ضعف الخطة التكتيكية التي اتبعها، والتي سجلنا خلالها غياب كلي للتنسيق واللعب الجماعي، وعدم التركيز من طرف الكوادر خاصة في الدفاع ووسط الميدان.
ما يعني أنّنا سننتظر إلى غاية المواجهة المقبلة التي ستكون ضد منتخب عمان يوم الاثنين المقبل من أجل تصحيح الأخطاء الماضية، وتغيير الخطة من طرف الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للفريق بهدف إعطاء الفرصة للاعبين الجدد قبل الحكم عليهم في إمكانهم إعطاء الإضافة للفريق من عدمها.
ولهذا، فإنّ الوجوه الجديدة للفريق الوطني تملك فرصة ثانية، وعليها أن تعمل أكثر من أجل فرض تواجدها في التشكيلة لأن الأمور تسير في صالحهم بسبب تراجع مستوى الكوادر على غرار محرز، مجاني، براهيمي وغيرهم ما يعني أن شنيحي، شافعي، بلايلي وغزال بإمكانهم أن يعطوا الإضافة في اللقاء القادم من أجل الحفاظ على مكانتهم.
وللإشارة، فإنّ النّقطة المهمة من هذه المواجهة هي عودة اللاعبين المحلين للمشاركة مع المنتخب الوطني من جديد بعد أن غابوا في المواعيد الماضية بداية من نهائيات كأس أمم إفريقيا ببروز كل من الحارس دوخة، شنيحي وبلايلي رغم أنّ الأخير لم يتمكّن من فرض نفسه كما يجب، ولكنهم يملكون فرصة ثانية للتأكيد أمام سلطنة عمان.