منطـق “الحسابــات”يفـرض نفسه في المنعرج الأخــير للمنافسة
تشد أنظار متتبعي مقابلات الرابطة المحترفة الأولى أكثر نحو الفرق التي تصارع من أجل البقاء، مقارنة باللعب عن اللقب، بالنظر لطبيعة منافسة هذا الموسم التي تتقارب حصة النقاط بين العديد من الفرق، حتى إن النسبة الكبيرة منها بإمكانها أن تجد حظوظها في البقاء ضمن قسم النخبة في حالة تعثرها مرتين متتاليتين.
هذا الوضع، زاد في الضغط على الفرق وبالتالي اللاعبين الذين كثيرا ما يفقدون امكانياتهم جراء عدم قدرتهم على تسيير الضغط الممارس من طرف الأنصار .. وهو الأمر الذي يساهم في تدني مستوى البطولة في العديد من الفترات.
وبلغت المنافسة منعرجها الأخير، أين ينتظر أن تكون الجولات الـ 8 الأخيرة تجرى تحت عنوان “الحسابات”، وكل نقطة لها وزنها الذهبي في خرجات الفرق، التي عليها كسب أكبر عدد ممكن من النقاط لعدم الوقوع في فخ السقوط.
”العميد” .. الامكانيات وحدها لا تكفي؟
وبالرغم من أن الشارع الرياضي الجزائري تعوّد على سماع ومتابعة الأخبار حول ظروف الفرق المالية التي أثرت على مردود اللاعبين .. إلا أن هذا الموسم عرف بروز فريق لا يشكو من هذا الجانب، لكنه وجد نفسه يصارع من أجل البقاء تقريبا منذ بداية الموسم، ونعني به فريق مولودية الجزائر الذي يوجد في وضعية لا يحسد عليها، وخاض تجارب “قاسية” .. بدأت عند قدوم المدرب بوعلام شارف الذي استغنى على 16 لاعبا من الموسم الماضي وأخفق في وضع الانسجام الحقيقي بين اللاعبين الجدد، مما أثّر على مردود الفريق الذي سجل سلسلة قياسية من الانهزامات التي عجّلت برحيل المدرب الحالي لاتحاد الحراش.
وللعودة في المنافسة اختار مسؤولو العميد المدرسة البرتغالية، ارثور جورج لمحاولة الخروج من هذا المأزق، وبالرغم من وجود تحسن طفيف إلا أن الأمور لم تجعل المولودية تخرج من النفق وما زال الفريق معنيا بهاجس السقوط .. وأداء التشكيلة غير مقنع لحد الآن .. و المهمة ستكون جد صعبة على الطاقم الفني واللاعبين لحسم الأمور لصالح المولودية التي يتفق الجميع أن الامكانيات الموفرة للفريق واللاعبين الذين تمّ جلبهم كان بإمكانها اللعب على اللقب بسهولة كبيرة .. لكن حدث عكس ذلك، لأن المقابلات يتم الفوز بها بالمجهود فوق الميدان وبالإرادة القوية لكل اللاعبين.
جمعية الشلف .. وضع غريب
كما أن جمعية الشلف التي تعوّدت في المواسم الأخيرة على لعب الأدوار الأولى تراجعت بشكل كبير وتحتل المركز الأخير لبطولة هذا الموسم، أمام حيرة الأنصار الذين يتساءلون عن الأسباب الرئيسية لهذا التراجع كون الفريق أصبح من أكبر المهدّدين بالسقوط، بالرغم من تسجيله لتأهل باهر في كأس الجمهورية على حساب اتحاد العاصمة ومشاركته في المنافسات القارية.
فالمدرب بن شوية الذي تمّ الاستنجاد به بعد ذهاب ايغيل يحاول تدارك الموقف، لكن التعثرات المتعددة موجود في مسيرة طريق الأولمبي الذي يعتمد على لاعبين شبان وآخرين مخضرمين لم يتمكن من تحقيق سلسلة تجعله يغادر المنطقة الحمراء .. وستكون مهمته جد صعبة في بقية المشوار، خاصة في ظلّ مشاركته القارية التي من الممكن أن تؤثر على الفريق من الناحية البدنية في حالة عدم تسيير الأمور بذكاء فيما يخص الاعتماد على أكبر عدد ممكن من اللاعبين.
في حين أن الصاعد الجدي اتحاد بلعباس لم يستثمر في عودته إلى قسم النخبة وضيّع العديد من الفرص التي جعلته يتراجع في الترتيب العام بسبب نقص الخبرة، ولو أن التشكيلة تضم كل من أشيو والعقبي .. ويمكن القول إن عدم الاستقرار ساهم بشكل كبير في هذه المسيرة التي جعلت فريق “المكرة” في موقف حرج على بعد أمتار معدودة من إسدال الستار على المنافسة.
النصرية .. ورقة ايغيل
بينما يتواجد العائد الآخر إلى قسم النخبة في نفس الوضع وهو فريق نصر حسين داي الذي لم يجد ضالته لأسابيع عديدة أثرت بشكل كبير على وضعيته من خلال التغييرات المتكررة في الطاقم الفني، أين انطلق الفريق في المنافسة مع المدرب آيت جودي، هذا الأخير الذي غادر السفينة ليقودها البلجيكي بروس الذي لم يحقق النتائج التي كانت مرجوة .. لتسلم العارضة الفنية لابن الفريق مزيان ايغيل، الذي يسعى بخبرته إلى الوصول إلى إبقاء النصرية في قسم النخبة .. رغم صعوبة المهمة.
لكن العارفين بخبايا الكرة يؤكدون بأن حنكة المدرب ايغيل وطريقته في تسيير الشؤون الفنية للفريق بإمكانها أن تدعم حظوظ الفريق في البقاء .. بالرغم من أن الميدان وتسيير المقابلات هو المعيار الحقيقي للحكم على نتائج أي فريق.
وإذا كانت هذه الفرق المذكورة معنية مباشرة بهاجس السقوط، إلا أن أوضاع الفرق الأخرى تجعلها قريبة من منطقة الخطر، كونها لا تحوز على فارق كبير يجعلها تلعب بارتياح ، لأن هناك 24 نقطة في المزاد ، و كل شيء ممكن بالنسبة لشبيبة الساورة، مولودية العلمة وشبيبة القبائل .. هذه الفرق تلعب تحت ضغط كبير ما تبقى من البطولة، وكل خطواتها تعدّ حاسمة في الحسابات الأخيرة لبطولة هذا الموسم.