عرفت المرحلة الأولى من الرابطة المحترفة الأولى موبيليس مسارا مغايرا لما كان ينتظره المتتبعون في العديد من النقاط وطوت مرحلة الذهاب بمفآجات، خاصة في مقدمة الترتيب التي احتكرها فريق مولودية بجاية الذي لم يكن ضمن الفرق المرشحة للعب الأدوار الأولى قبل بداية البطولة .. إلى جانب التراجع “ المذهل “ لمولودية الجزائر التي حطمت الرقم القياسي في عدد الانهزامات وتحتل مؤخرة الترتيب وبعدد كبير من الساؤلات حول الطريقة التي سيتفادى بها العميد السقوط إلى الدرجة الثانية .
ويمكن القول أن بطولة هذا الموسم وعلى ضوء مسارها في مرحلة الذهاب ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات في كل جوانبها، بالنظر لعدد النقاط التي تفصل بين الفرق، أين سيشتد التنافس للتموقع حسب الأهداف المسطرة من طرف كل فريق
عمراني .. ثمار العمل والثقة
ولعل فريق مولودية بجاية الذي يحتل مؤقتا المركز الأول لوحده، في انتظار إجراء المباراة المتأخرة بين الوفاق السطايفي ومولودية وهران، حيث أن أشبال المدرب عمراني عرفوا استقرارا كبيرا في النتائج المسجلة ولعبوا المرحلة الأولى كبطل محتمل، الأمر الذي أعطى لهم فرصة حسم اللقب الشتوي .. وهذا بفضل العمل المميّز للمسيرين الذين قاموا بترك الأمور التقنية للمدرب المحنك عمراني الذي لم يقم بتغييرات كبيرة على مستوى التشكيلة وفضل الاستمرار تقريبا بتعداد يعرفه منذ الموسم الماضي .. وهو الأمر الذي ساعده على إجراء تحضير في المستوى ولعب مقابلاته مع الأندية المرشحة للعب الأدوار الأولى بدون أي مركب نقص بفضل العمل البسيكولوجي الكبير الذي أقيم على مستوى هذا الفريق الذي بقي مركزا على الموضوع طيلة الـ 15 مباراة التي لعبها .. خاصة أنه عاد بـ 10 نقاط من خارج قواعده بـ 3 انتصارات وتعادل واحد، مما يؤكد القوة الكبيرة لهذا الفريق الذي يلعب بطريقة هجومية وتمركز جيد لعناصره في وسط الميدان بقيادة “ المايسترو “ دحوش الذي استخدم تجربته الكبيرة لصالح الفريق .
إتحاد العاصمة في موقع الانتظار
كل المتتبعين كانوا ينتظرون حامل اللقب اتحاد العاصمة للسيطرة على مجريات المرحلة الأولى، لكن الأمور لم تكن سهلة لأشبال فيلود الذين لم يصلوا إلى السرعة التي كانوا قد عوّدوا أنصارهم بها الموسم الماضي وسقطوا مرتين في بولوغين .. الأمر الذي “ أفسد “ حسابات هذا الفريق للتمركز في المقدمة، رغم أن زملاء زماموش تقاسموا الريادة لبعض الوقت مع الفرق الأخرى .. ويظهر أن بعض الأمور في الهجوم تنقص الاتحاد مما جعل المسيرين يبادرون لأخذ احتياطاتهم في هذا الميركاتو الشتوي باستقدام لاعبين بإمكانهم إيجاد الحلول في الخط الأمامي لأبناء سوسطارة .
إتحاد الحراش .. يعيش يعيد الأمل
إلى جانب المولودية البجاوية، فإن إتحاد الحراش أقنع الجميع بمستواه وقدم أحسن “ كرة قدم “ في مرحلة الذهاب بتشكيلة شابة ومتمكنة .. فبالرغم من ذهاب المدرب بوعلام شارف، فإن مسيري اتحاد الحراش أعطوا الثقة للتقني يعيش الذي لديه نفس رؤية المدرب السابق وسار الاتحاد في نفس الإتجاه بالاعتماد على شبان لهم إمكانيات كبيرة
والتركيز على الهجوم الذي قاده الثنائي عبيد وبومشرة .. وأعطت هذه الاستراتيجية أكلتها باقتناع كل محبي اللونين الأصفر والأسود الذين ينتظرون الكثير من هذا الفريق الذي حقق أكبر عدد من الانتصارات في الذهاب، حيث خطف الثلاث نقاط في 8 مناسبات، منها 3 خارج الديار .. ويوجد حاليا على بعد نقطتين من رائد الترتيب .
الوفاق .. الأثار الإيجابية للقب القاري
أما بطل افريقيا وفاق سطيف، فإن مسيرته أدهشت الجميع، ولم يتأثر بتاتا بالمسار الماراطوني الذي فرض عليه بعد مشاركته في المغامرة القارية، أين وضع المدرب ماضوي برنامجا باعتماده على كل اللاعبين، الأمر الذي جعل مشكل الاسترجاع بعيدا عن “ طاولة “ الوفاق، واستطاع الفريق التألق في مقابلاته التي أجرى العديد منها لتسوية الرزنامة .. وفي حالة فوزه في مباراته المتأخرة أمام الحمراوة بإمكانه الصعود إلى المقدمة رفقة مولودية بجاية .
ويكمن سر تألق الوفاق في التحضيرات الناجحة التي أجراها الفريق الذي يمتلك تشكيلة تضم لاعبين شبان
ومخضرمين، الأمر الذي أعطى لها توازنا كبيرا .. ويطمح الوفاق للتويج بلقب هذا الموسم كونه يسير بنسق موفق .
وإذا كانت هذه الفرق معنية بشكل مركز باللقب، فإنها لا تحوز على فارق كبير من النقاط على فرق أخرى تنتظر الفرصة المواتية لاعتلاء الريادة، ولا سيما شباب قسنطينة الذي لديه كل الإمكانيات للعودة إلى المقدمة بالنظر للمستوى الذي يقدمه، خاصة بعد مجئ المدرب بلحوت الذي غيّر العديد من الأشياء في الاتجاه الإيجابي.
كما أن شبيبة القبائل، وبالرغم من الوضعية الصعبة التي يعيشها بعد وفاة الكاميروني إيبوسي والتغييرات المتكررة للمدربين، إلا أنه عاد في المنافسة خلال المرحلة الأخيرة، ويسعى للتنافس بقوة على المراتب الأولى، وما الفوزين الأخيرين في الكأس والبطولة لدليل على إمكانيات هذا الفريق.
أرثور جورج يطلب
وقتا إضافيا لإيجاد الحلول
ومن الجهة المقابلة للأهداف، ومن غير العادة فإن الحديث سيكون على عميد الأندية الجزائرية الذي يعيش وضعية لم يفهمها أي أحد لحد الآن، رغم أن الأهداف كانت كلها تصب في خانة التتويجات قبل بداية المنافسة بجلب العديد من اللاعبين “ الكبار” والمدرب شارف . لكن هذا “ الرسم “ لم يكن موفقا .. والفريق يسير بوتيرة قد تحمله إلى الدرجة الثانية إذا تواصلت بهذه الصفة، وحتى مجئ المدرب الكبير ارثور جورج لم يغير الأشياء وانهزمت المولودية في عقر دارها خلال الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب ببولوغين لتتعقد الأمور بشكل أكبر .. ومع ذلك، فإن الآمال مازالت معلقة على إمكانية العودة التدريجية للفريق خاصة وأنه بدأ تربصا بإسبانيا الذي قد يكون بمثابة فرصة مواتية للمدرب الجديد بوضع الأمور المهمة في صالح الفريق بكل راحة والاستفادة من توقف البطولة لأكثر من أسبوعين .
وفي ظل طموحات كل فريق في البطولة، فإن التحكيم احتكر الواجهة خلال المرحلة الأولى التي عرفت توجيه عدة انتقادات للحكام من طرف مسيري الفرق، بالنظر حسبهم للأخطاء التي ترتكب من طرفهم والتي تؤثر على نتائج المقابلات .
كما سجل رقم قياسي في عدد المقابلات التي تجرى بدون جمهور، وهذا بعد التصرفات غير الرياضية لجماهير العديد من الأندية التي نتمنى أن تزول في ملاعبنا لترك الفرصة للفرجة ولعب كرة القدم والعمل على رفع مستوى أداء اللاعبين .