أكّد محمد زكريني الحكم الدولي السابق لـ “الشعب”، أنّ الحكام لا يتحمّلون مسؤولية ما يحدث في الملاعب الجزائرية لوحدهم، المشكل يعني الجميع ولهذا يجب أن يكون هناك عمل جماعي من أجل تجاوز الوضع، وأمور أخرى في هذا الحوار الذي خصّنا به.
❊ الشعب: كيف تقيّمون مستوى التّحكيم في البطولة الوطنية؟
❊❊ محمد زكريني: حسب تجربتي الميدانية على الصعيدين المحلي والدولي، فإنّ المستوى التحكيمي في الجزائر مقبول إلى حد بعيد ولا توجد أخطاء فادحة بالنظر إلى عدد اللقاءات التي تجري على مدار الأسبوع بين كل الأقسام، حيث نجد خطأ أو اثنان فقط، وهذا لا يؤثّر على سير المنافسة ككل.
❊ هل تقصدون أنّ الحكام يقومون بدورهم دون أخطاء؟
❊❊ أكيد الحكام الجزائريون يؤدّون دورهم من دون تحيز، ويجب أن لا ننسى الحكم هو بشر ويستطيع أن يخطئ ولكن لا يعني أنه سيغير نتيجة مباراة ويبقى كل الذين يتوافدون فوق الميدان مسؤولين على سير الأمور، خاصة أنّنا في الفترة الأخيرة شاهدنا وجود عدة دورات تكوينية تتعلق بالقوانين الجديدة، إضافة إلى تعيين لجنة وفّرت كل الإمكانيات.
❊ ماذا تقصدون؟
❊❊ لقد تمّ تعيين لجنة جديدة تحت إشراف حموم خليل وهو يقوم بدور كبير من أجل توفير كل الإمكانيات اللازمة التي تسمح للحكام بأداء واجبهم على أكمل وجه سواء من ناحية ظروف الإقامة أو الدورات التكوينية بصفة منتظمة، إضافة إلى نيلهم مستحقاتهم المالية بصفة أفضل من السابق، وهذا ما جعلنا لا نشاهد أخطاء فادحة إلى غاية الجولة الرابعة من الرابطة الوطنية لهذا الموسم.
❊ وما هو ردّكم على الجهات التي تتّهم التّحكيم بارتكابه لأخطاء كبيرة في المباريات؟
❊❊ التّحكيم بعيد كل البعد على ما يحدث في الملاعب الجزائرية من عنف، وأخصّ بالذّكر المباراة التي توفي فيها إيبوسي لأنّ بنوزة كان قد أدار اللقاء بكل احترافية من خلال تحكمه في الأمور وأؤكّد مرة أخرى أنّ الحكم هو بشر يخطئ ويصيب، والأفضل هو الذي يقلّل من الأخطاء.
❊ نفهم من كلامكم أنّ التّحكيم الجزائري بخير ولا دخل له في ما يحدث بالملاعب؟
❊❊ كلّنا مسؤولون على ما يحدث في ملاعبنا من ظاهرة العنف التي أصبحت منتشرة بشكل كبير بداية من المسيرين والمدربين واللاعبين وصولا إلى الحكام وكذا الجمهور، الذي يعدّ طرفا في الموضوع ولهذا علينا أن نأخذ الأمور على محمل الجد لكي نتجاوز الوضع في أقرب وقت ممكن.
❊ ما هي الحلول التي ترونها مناسبة حسب رأيكم؟
❊❊ لإزالة العنف من ملاعبنا يجب أن نعمل بصفة مشتركة بين كل الأطراف المعنية والمسؤولة على الكرة الجزائرية لكي نجد الحلول المناسبة، وليس برمي كل شيء على الحكام لوحدهم لأنّهم جزء من المعادلة لا غير والحكم ليس آلة هو بشر، ولهذا علينا أن نوحّد الجهود لخدمة الرياضة الأكثر شعبية في العالم والجزائر.
❊ كيف تقارنون بين واقع التّحكيم في الماضي وحاليا في ظل الاحتراف؟
❊❊ حاليا الاحتراف سمح بتوفير امكانيات مادية كبيرة للحكام من أجل أداء مهامهم كما يجب بداية من المنح المالية واللباس والإقامة، وغيرها من الأمور التي تدخل في صالحهم، وكل هذه الظروف التي وضعتها الاتحادية لم تكن موجودة في الماضي، ولهذا علينا أن نعمل من أجل إيجاد الخلف للحكام الحاليين من خلال التكوين.
❊ هل بإمكانكم أن توضّحوا لنا هذه النّقطة؟
❊❊ لقد عانينا كثيرا في زمن العشرية السوداء،
وهذا ما عرقلنا كثيرا من أجل التطور أكثر في هذا المجال على غرار كل القطاعات التي تأثرت بالوضع، ولكنّنا لا ننكر أنّنا كسبنا حكاما من المستوى العالي وكان لهم شأن على الصعيد الخارجي من خلال اللقاءات التي أداروها على غرار بنوزة، بشاري وحيمودي، وهذا الأخير شرّفنا مؤخرا في كأس العالم، وهناك أمر آخر..
❊ ما هو تفضّلوا؟
❊❊ الآن علينا أن نبدأ في تكوين الجيل الصاعد لكي يكون لدينا الخلف من أجل تشريف الجزائر في المنافسات القارية والعالمية وحتى الوطنية لكي نبقى في ذات المستوى أو أفضل من السابق بما أن كل الظروف المادية والبشرية متوفرة لذلك.
❊ التّحكيم الجزائري يكون في المستوى العالي دوليا والعكس محليا لماذا؟
❊❊ فرق كبير بين التحكيم في المستوى العالي والمحلي لأنه عندما يتعلق الأمر بإدارة لقاء دولي الحكم لن يكون تحت ضغوطات كبيرة عكس لما يكون على الصعيد الوطني، لأنه يتعرض لعدة مضايقات من المحيط ومحبي النوادي، وذلك راجع إلى غياب ثقافة الروح الرياضية وتقبل الهزائم في الجزائر بين الجمهور.
❊ من المسؤول على الوضع؟
❊❊ سبق أن قلت أنّنا كلّنا معنيون، والحل يكمن في التوعية بين الجمهور لكي يكون هناك جيل يتربى على الروح الرياضية والتشجيع بطريقة احترافية بداية من العائلة التي يجب أن تعلّم أبناءها على تفادي العنف، إضافة إلى المسيرين وغيرهم من القائمين على الكرة.
❊ هل نستطيع أن نعيد الأمور إلى ما كانت عليه في سنوات السبعينات؟
❊❊ أكيد من خلال العمل كيد واحدة وإيجاد الحلول من كل الأطراف نستطيع أن نكون أفضل،
وحلمنا هو عودة العائلات إلى المدرجات في الملاعب الجزائرية من خلال نشر ثقافة الروح الرياضية وعدم السماح لصغار السن بالدخول إلا برفقة أهلهم.
❊ أنتم مع أو ضد التكنولوجيا في المقابلات؟
❊❊ (يضحك) أنا ضد الاعتماد على الكاميرات للتدقيق في اللقطات، لأن ذلك يقلّل من الحماس التي تثيره اللعبة الأكثر شعبية في العالم. وسبق لي أن كتبت للفيفا في هذا الموضوع لأن الأمور تصبح آلية وليست طبيعية مثلما هي عليه الآن، لكني مع تقنية الهاتف اللاسلكي وكذا إضافة حكمين خلف المرمى لتفادي الأخطاء الفادحة فقط لأن كرة القدم تبقى مجرد لعبة تمتع الجمهور.
❊ هل من كلمة أخيرة؟
❊❊ لكي تتحسّن الأوضاع في كرة القدم الجزائرية يجب أن يكون الاحترام بين كل الفاعلين في القطاع، وعلينا تقبّل رأي الآخرين والعمل بطريقة مشتركة لإيجاد الحلول للمشاكل الموجودة حتى لا نكون السبب في انحطاط مستوى اللعبة في العالم، وكذا إعطاء أهمية للرياضة المدرسية التي تعدّ النواة الأولى في تكوين الجيل الصاعد.