حسين عزيزان لـ «الشعب»:

المتاعب المالــية انعكسـت علــى الجانـب الرياضـي

حاوره : عمار حميسي

وصف حسين عزيزان اللاعب الدولي السابق في حوار لـ«الشعب» الوضعية المالية للأندية الجزائرية بالكارثية في ظل الصعوبات التي تواجهها وتعكس التخبط الكبير الذي تعرفه على مستوى التسيير.
يرى عزيزان ضرورة  تدخل المسؤولين والضرب بيد من حديد وطرد كل الفاشلين على مستوى الأندية الذين ينتظرون دوريا الحصول على دعم الدولة ولا يبذلون أي جهد في البحث عن مصادر تمويل أخرى.
كما وصف اللاعب السابق لاتحاد الحراش الاحتراف بالفاشل ولم يمنح أي إضافة للكرة الجزائرية التي مازالت تسير بطريقة هاوية ولا تمت بأي صلة للاحتراف الذي يبقى حلما حسبه بعيد المنال.
(الشعب) كيف تفسر الصعوبات التي تواجهها الأندية من الناحية المالية ؟
عزيزان – هذه الصعوبات ليست وليدة اليوم ولكنها منذ زمن طويل وغطت عليها البحبوحة المالية التي كانت تتمتع بها الدولة خلال السنوات الماضية إلى غاية 2012 حسب علمي وحينها كانت الأندية تتحصل على أموال طائلة من طرف الدولة في شكل دعم مالي من خلال البلديات والولايات لكن الآن الأمور تغيرت بالنظر إلى الصعوبات المالية التي تعاني منها الجزائر و هو الأمر الذي لا يخفى على أحد وانعكس على الجانب الرياضي حيث تتواجد كل الأندية على حافة الإفلاس أو أفلست فعلا وهو ما يؤكد أن هذه الأخيرة لم تقم بأي عمل موازي خلال سنوات البحبوحة من أجل إيجاد بدائل تمويلية جديدة بدليل أنه بمجرد توقف دعم الدولة خرج علينا رؤساء الأندية بالحديث عن المقاطعة والبحث عن شركات وطنية تدعمها وهو حسب رأيي أمر خاطيء لأنه ليس بالحل الدائم ومن أجل تحقيق هذا الهدف يجب توفر مصادر تمويلية واضحة على مدار سنوات إلى الأمام و هو ما يجعل النادي في وضعية مالية مريحة لا أقول أنه يتخلص من الديون لأن أكبر الأندية في العالم مدانة لكن توفر مصادر دخل دائم يجعل تبرير الديون أمرا طبيعيا لكن عندنا مصادر الدخل غائبة ما عدا دعم الدولة وبعد توقف هذا الأمر أو تراجعه مقارنة بالسنوات الماضية ظهر الخلل على مستوى الأندية.
- هل الخلل في الجانب الإداري أم التسيير ؟
 لا نملك رؤساء أندية مسيرين بل رؤساء همهم الوحيد هو الحصول على الأموال من أجل إدخالها إلى جيوبهم و هو أمر يعرفه العام و الخاص بدليل أن هناك العديد من التحويلات التي قامت بها بعض الأندية ممثلة في بيع لاعبين إلى خارج الوطن بأموال محترمة لكن هذه الأندية مازالت تعاني وهو ما يؤكد أن هذه الأموال تم تحويلها نحو وجهة أخرى ما يؤكد الفساد الكبير الذي يعيشه محيط كرة القدم الجزائرية والحل بسيط حسب رأيي لكنه يتطلب إرادة وقوة لطرد المسؤولين عن الأندية الذين فشلوا خلال السنوات الماضية لأنهم تسببوا في كارثة كبيرة ولا يجب أن تمر مرور الكرام من ناحية أخرى غياب سياسة واضحة على مستوى التسيير وفشل الرؤساء يكمن في أنهم يفضلون أموال الريع على العمل المتواصل لسنوات من أجل الحصول على دخل مالي دائم من خلال عقود رعاية أو ما شابه لكن في الجزائر الأمور مازالت تراوح مكانها.
- ما دور الاتحادية في كل هذا وهل فشل الاحتراف ؟
 الاحتراف فشل قبل أن يبدأ لأنه انطلق بطريقة غير مدروسة وبدون بنود واضحة وكانت هناك ضبابية كبيرة في هذا الأمر فشل الاحتراف لا يلخص فقط في الجانب المالي حتى من الجانب الرياضي الأندية الجزائرية غائبة قاريا لماذا، لأنها لا تمتلك رؤية واضحة وتسييرا احترافيا مقارنة بأندية الجوار. شخصيا سافرت إلى تونس والمغرب وأعرف جيدا أن الأندية هناك مهيكلة بطريقة احترافية لأن الرؤساء أو المسؤولين لديهم فكرة واضحة عما يريدون تحقيقه والهدف الذي يطمحون للوصول إليه لكن عندنا الأمور مختلفة كل واحد يريد ملء جيبه بأموال الريع لأنه يعرف أنه لن يحاسب ولا يوجد من يقول له من أين لك هذا بعد أن يدخل إلى الفريق فقيرا ويخرج منه غنيا.
- هناك أندية عريقة مهددة بالاندثار بسبب المشكل المالي ؟
 هناك أندية اندثرت بالفعل وتراجعت إلى الأقسام السفلى على غرار رائد القبة في العاصمة وفي الشرق والغرب أيضا هناك أندية إلى زمن قريب كانت في القسم الأول على غرار مولودية قسنطينة وشباب باتنة واتحاد عنابة وغيرها حتى في الغرب ترجي مستغانم، غالي معسكر وأندية أخرى وهناك أندية تسير على هذا النهج على غرار اتحاد الحراش ونصر حسين داي في العاصمة أعتقد أن الأمور وصلت إلى مرحلة صعبة للغاية . .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024