سجّلت الملاحة الشراعية الجزائرية نتائج باهرة فاقت كل التوقعات خلال سنة 2019، على كل الأصعدة، محليا، قاريا ودوليا وذلك راجع للعمل الكبير الذي قام به المسؤولون على رأس الإتحادية الوصية على هذه الرياضة التي شرفت الألوان الوطنية خلال البطولة الأفريقية التي نالت شرف إحتضانها للمرة الثانية على التوالي، إضافة لتألّقها في عدة مواعيد والدليل في الأرقام التي رافقت مختلف العناصر الوطنية في الموسم الرياضي المُنقضي.
كسبت الإتحادية الجزائرية للملاحة الشراعية الرّهان من خلال إنجاحها للبطولة الأفريقية التي جرت وقائعها في الفترة الممتدة من 6 إلى 12 أكتوبر الماضي بالمدرسة الوطنية للرياضات المائية بالعاصمة بمشاركة أكثر من 50 رياضي مثلوا 10 دول لها تقليد في هذا الإختصاص، حيث تمّ توفير كل الظروف الملائمة من طرف المسيرين الجزائريين من أجل ضمان الراحة لكل الرياضيين سواء العناصر الوطنية أو الضيوف الذين شاركوا في هذا الموعد الهام المؤهل للألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، بشهادة الجميع خاصة أن هذه الإختصاص يفرض على البلد المُنظّم توفير العتاد للمتنافسين مثلما أكده لنا الرجل الأول على رأس الإتحادية جيلالي حسان.
تأهل بوراس وبريشي لأولمبياد 2020
وضعت الجزائر كل ثقلها على هذه الطبعة لأنها لا تقل أهمية عن سابقتها بما أنّ نقاطها مؤهلة للموعد الأولمبي القادم بطوكيو 2020، مثلما كان عليه الحال في المرة الماضية سنة 2015 التي سبقت أولمبياد ريودي جانيور 2016، يأتي ذلك بالرغم من صعوبة المأمورية من أجل الظّفر بشرف تنظيم مثل هذه الأحداث التي تتعلق بالأولمبياد بالنظر للمنافسة الكبيرة من طرف الدول الأخرى التي لها تقليد في هذه الرياضة، إلاّ أن خبرة وحنكة المسؤولين على رأس الفيدرالية في مقدمتهم جيلالي حسان جعلتهم يصلون لهذا المُبتغى والإبقاء على الموعد بالجزائر.
العناصر الوطنية كانت في الموعد هي الأخرى وحقّقت ما كان مطلوب منها من خلال إعلاء الراية الوطنية في عدة مرات والأكثر من ذلك تأهل عنصرين للأولمبياد والأمر يتعلق بكل من حمزة بوراس و أمينة بريشي، إضافة إلى حصد ميداليات على الصعيد العربي والدولي مثلما كان عليه الحال بكل من تونس ومصر على التوالي حسبما أكدّه جيلالي حسان لجريدة «الشعب» خلال تصريح خاص في قوله «سنة 2019 كانت ثرية جدا بالنسبة لرياضة الملاحة الشراعة في كل الإختصاصات بالنظر لكثافة الرزنامة القارية، العربية الدولية والحمد لله تمكنت العناصر الوطنية في كل الفئات العمرية ولدى الصنفين من تشريف الألوان الوطنية من خلال عدد الميداليات المُكتسبة».
واصل الرجل الأول على رأس الإتحادية قائلا في ذات السياق «التركيز الأكبر كان على البطولة الأفريقية التي جرت بين 6 و 12 أكتوبر بالجزائر وهي المرة الثانية على التوالي بعد سنة 2015، لأنها محطة مؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، حيث قمنا بتوفير كل الظروف الملائمة من عتاد جديد وأجواء حتى نسمح للرياضيين الذين شاركوا في هذا الموعد بالتركيز على المنافسة فقط، ومن بينهم العناصر الوطنية التي كنا نُعول عليها من أجل كسب الرّهان في هذا الإستحقاق القاري لكسب النقاط التي تسمح لهم بالتواجد في الأولمبياد القادم، والحمد لله كانوا عند تطلُّعاتنا بعدما تمكن كل من حمزة بوراس وأمينة بريشي من الظفر بورقة التأهل لهذا الحدث الكبير الذي يُقام كل أربعة سنوات بجدارة وإستحقاق».
تألّق الملاحة الشراعية الجزائرية على كل الأصعدة كان واضح خلال السنة الرياضية الماضية ما جعلها تكون الإستثناء وذلك راجع للإستقرار الذي وفرته الإتحادية الجزائرية والعتاد الحديث والدليل واضح من خلال الميداليات التي تمّ تحقيقها في عدّة مناسبات رغم صعوبة المأمورية حسب الرجل الأول على رأس الهيئة في قوله «حصدنا 4 ميداليات 2 ذهبية و 2 فضية لدى الصنفين خلال البطولة الأفريقية، إضافة إلى البطولة العربية التي كانت بمصر من 16 إلى 25 أكتوبر حققنا خلالها في صنف الأكابر 5 ميداليات منها ذهبية، فضية، برونزية لدى الذكور ولدى الإناث ذهبية وفضية إضافة لذهبية لدى الذكور لفئة أقل من 19 سنة في إختصاص الألواح الشراعية، كما كانت لنا مشاركات أخرى جد مهمة كنا خلالها في المستوى في عدة دورات دولية».
تطوير المستوى.. التحدي القادم
بما أن التحضيرات المناسبة هي سبب النجاح كشف جيلالي حسان أنهم وفّروا كل الظروف الملائمة للرياضيين الجزائريين لضمان جاهزيتهم في كل المواعيد في قوله «وفّرنا الظّروف الملائمة للملاّحين لدى الصنفين وفي كل الفئات العمرية من أجل ضمان أفضل إستعداد لهم والتي تمثلت في تنظيم مجموعة من التربصات بالجزائر، مع الحرص على المشاركة في أكبر عدد من المنافسات الخارجية بهدف السماح للعناصر الوطنية من أجل التأقلم مع المستوى العالي من خلال إدراج فئة الأصاغر مع الأكابر حتى تكون لديهم الخبرة والتجربة في المستقبل، لتكوين خلف له كفائة عالية لقادم المواعيد بما أن الجزائر مقبلة على تنظيم الألعاب المتوسطية بمدينة وهران 2021، بما أن الإستراتيجية القادمة تهدف أساسا على إعطاء أكبر مساحة للتكوين للإرتقاء بالرياضة الجزائرية».