التحديات الراهنة تتطلب مـن الصحفيــين نضجـا مهنيا عاليا ووعيــا واحترافيــة وموثوقية
أهميــة التكوين المستمـر لممارسـي المهنــة.. وتوفــير فضـاءات للنقـاش المفــتوح
التحلي بالنزاهة والمسؤولية.. ترقيــة أخلاقيات الإعـــلام وحمايــة المجتمع مـن الانزلاقـــات
كشف وزير الاتصال محمد مزيان خلال اللقاء الجهوي الثالث للصحفيّين والإعلاميّين الجزائريّين الذي نظم، أمس، بورقلة، أن الجزائر شرعت في السنوات الأخيرة في إصلاح منظومتها القانونية المتعلقة بالإعلام والاتصال، بهدف تنظيم القطاع بمختلف وسائطه، ضمانا لحرية التعبير وفقا للقانون وحماية لحقوق المواطن والمجتمع من الانزلاقات الإعلامية، وكذا ترقية أخلاقيات المهنة الصحفية.
أفاد وزير الاتصال، في كلمته الافتتاحية، أنّ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، يسعى جاهدا وبنظرة ثاقبة إلى إحداث التوازن بين مختلف مناطق البلاد في مختلف المجالات، بما في ذلك على المستوى الإعلامي، مؤكّدا أنّ مستوى التغطية الإعلامية يدخل كذلك ضمن اهتمامات رئيس الجمهورية.
وجدّد تذكير الصحفيّين والإعلاميّين ومختلف الفاعلين في القطاع، أنّ ‘’التحديات الراهنة تتطلّب من الصحفيّين نضجا مهنيا عاليا يرتكز على الدقة والاحترافية والموضوعية، في تغطية الأحداث واستقاء المعلومات من مصادر موثوقة’’.
وحذّر في نفس السياق من “مغبة الوقوع في الأخبار المغلوطة التي تغذيها الإشاعات، في ظل الانتشار الواسع لوسائط التواصل الاجتماعي وتأثيراتها السلبية”، مجدّدا التأكيد على أهمية “التكوين المستمر لممارسي المهنة بما يساهم في بث مضامين إعلامية على درجة من الدقة والاحترافية”.
وقال الوزير: “إنّ مسعانا من هذا اللقاء يهدف إلى توفير فضاءات للنقاش المفتوح لكل الفعاليات المشاركة في قطاع الإعلام والاتصال للوقوف أمام الانشغالات والتحديات، التي يواجهها حاليا والتي تفرضها التغييرات الحاصلة على مستوى تقنيات الإعلام وتأثيراتها على المشهد الإعلامي ومهنة الاتصال عموما”. مضيفا: “ستستغل عائلة الإعلام والاتصال هذه الساحة لتقييم أداء المنظومة الإعلامية الوطنية، في ظل التغيرات الحاصلة على المستوى المحلي، الجهوي والدولي، وتداعياتها وأخطارها على الانسجام الاجتماعي واستقرار البلاد”.
وأكّد الوزير محمد مزيان أنّ مثل هذه اللقاءات والتي ستكون متبوعة بلقاء آخر بالجزائر العاصمة، يوم الاثنين، ستسمح للإعلاميين والمنتسبين للقطاع بالمشاركة في رسم الاستراتيجية المستقبلية لرفع كل التحديات واستيعاب مخاطرها، كما ستسمح لهم برسم صورة حقيقية لواقع المنظومة الإعلامية الجزائرية الحالية.
التحـــول نحـــو إعــلام متطـوّر
وخلصت الورشات الأربع التي شارك فيها عدد من الفاعلين في قطاع الإعلام على مستوى عدة ولايات في جنوب البلاد، مسّت عدة محاور وتمثلت في ورشة حول واقع الصحافة السمعية البصرية والصحافة المكتوبة والالكترونية، في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس وورشة حول الاتصال المؤسّساتي ودوره في الترويج لصورة الجزائر وورشة حول التكوين المتخصّص واستشراف مهن المستقبل وورشة الترسانة القانونية الجديدة المنظمة لقطاع الاتصال وأخلاقيات المهنة إلى جملة من التوصيات. كان من أبرزها ضرورة تطبيق القوانين، لاسيما القانون العضوي للإعلام وقانوني الصحافة المكتوبة وقانون الصحافة الإلكترونية ونشاط السمعي البصري، بما يضمن نجاعتها واستقلالية الصحفي واستقلالية المؤسّسات الإعلامية، التعجيل باستصدار النصوص التطبيقية للقوانين المنظمة لقطاع الإعلام، والتأطير القانوني لكيفيات ممارسة الحق في الوصول إلى المعلومة لضمان وصول المعلومات بشكل متكافئ لجميع وسائل الإعلام.
وتضمّنت التوصيات، ضرورة التكوين في مجال الذكاء الاصطناعي ووجوب تدعيم المؤسّسات الإعلامية ماديا وتقنيا، لتمكينها من استغلال التقنيات الحديثة وضرورة تفعيل الاتفاقيات بين المؤسّسات الإعلامية والمؤسّسات الناشئة لاحتضانها ومرافقتها في التحول الرقمي، بالإضافة إلى تحديث الاتصال المؤسّساتي لدعم صورة الجزائر إقليميا ودوليا وضمان تكوين مستمر لموظفي قطاع الإعلام في اللغات والتقنيات الرقمية واستلهام التجارب الأجنبية، ومن خبرات الجالية الجزائرية في الخارج الناجحة في هذا المجال.
ومن بين التوصيات أيضا، إنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة وتحديث أنظمة الاتصال الرسمي، تعزيز الحضور المؤسّساتي على مواقع التواصل بخطط مدروسة، تطوير التكوين الصحفي في التصوير والمونتاج بالمحطات المحلية، تنظيم دورات تكوينية منتظمة داخل المؤسّسات الإعلامية، التركيز على تكوين متخصّص في صناعة المحتوى لمحاربة الحملات العدائية ضد الجزائر.
وفي كلمته الختامية أشار الوزير إلى أنّ مجمل التوصيات تمحورت حول التكوين، معتبرا أنّ التكوين يحظى بأولوية، مشيرا إلى أنه سيتم العمل على مستوى مركزي لبرمجة عدد من الدورات التكوينية، التي ستكون بمثابة قيمة مضافة للمجهودات المبذولة في إطار الورشات الوطنية.