خطوة هامة لمواكبة التطور العلمـي والبحث التكنولوجي
وصف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اعتماد اللغة الإنجليزية بدلا من الفرنسية في تدريس تخصص الطب بالجامعة الجزائرية بـ «القرار الصائب». مشيرا، لدى تدشينه كلية الطب الجديدة بولاية بشار، إلى أن هذا التوجه يعكس التحولات الجارية في منظومة التعليم العالي بالبلاد.
يأتي التحول إلى الإنجليزية في إطار عدة مراسلات من الوزارة الوصية موجهة لكل المؤسسات الجامعية منذ السنة الجامعية 2022-2023، حيث انطلقت العملية، كمرحلة أولى، في السداسي الثاني بتدريس الوحدات الأفقية باللغة الإنجليزية. وبالموازاة مع ذلك، تم الانطلاق في تكوين الأساتذة الباحثين في اللغة الإنجليزية للوصول إلى مستوى يسمح لهم بضمان تدريس مختلف المواد، لاسيما في السنة الأولى في العلوم والتكنولوجيا في مختلف ميادين التكوين وشعب العلوم والتكنولوجيا (علوم المادة، رياضيات وإعلام ألي، علوم الطبيعة والحياة، علوم الأرض والكون، هندسة معمارية وكذا علوم تكنولوجيا).
ولم يتم استثناء شعبة الطب من هذا التحول، حيث كانت اللغة الفرنسية هي أداة التدريس الوحيدة، ليأتي تطبيق أمرية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلى رؤساء المؤسسات الجامعية، بمواصلة تنفيذ برامجها لتعزيز التكوين باللغة الإنجليزية، حيث شددت على إيداع كل مؤسسة جامعية خطتها حول رفع مستوى التكوين بهذه اللغة للموسم الجامعي المقبل، قبل 17 أفريل الجاري. ووجهت نفس التعليمة إلى عمداء كليات الطب حول نفس الأوامر، على اعتبار أن كل المقاييس العلمية في التكوين في العلوم الطبية للسنة الأولى ستكون باللغة الإنجليزية في الموسم الجامعي الجديد 2025/ 2026، ما سيكرّس القطيعة بصفة نهائية مع الفرنسية.
وقصد الانخراط في الديناميكية المتعلقة بالتدريس باللغة الإنجليزية، فإن كليات الطب عبر الوطن مدعوة للمضي قدما في ضمان التدريس بهذه اللغة، وفق مقاربة تدريجية تتماشى وعدد الأساتذة الذين استفادوا من التكوين، والذين أدركوا المستوى «ب2» و»ج1» لتغطية كل المقاييس التعليمية المقررة في السنة الأولى علوم طبية (طب، طب الأسنان، صيدلة) وهذا بعنوان السنة الجامعية 2025/ 2026، مع الحرص على متابعة تكوين الأساتذة تحسبا لتغطية كل المواد التعليمة.
نشير في هذا السياق، إلى أنه ومنذ عام 2022 تعتمد كليات الطب في التدريس على مجلدات باللغة الإنجليزية، ما يعني أنه لا وجود لخيار غير التحول الكامل إليها. في المقابل، تم القيام بتحضير تنظيمات وخطط طريق تهدف إلى إعادة المسار التعليمي نحو اللغة الإنجليزية، سواء من حيث عملية التدريس أو التكوين بالنسبة للطلبة أو الأساتذة.
فبعدما كانت البداية بالوحدات التعليمية الأفقية غير الأساسية في كل الميادين والشعب والتخصصات، وبالموازاة مع ذلك تم تكوين الأساتذة الذين سيتولون تكوين الطلبة في الإنجليزية من خلال الانطلاق في عدة برامج تكوينية في هذا الخصوص بهدف مواكبة التطور المعرفي والتكنولوجي الحاصل في العالم وتحسين مرئيتها والارتقاء بمستوى البحث العلمي ببلادنا، والاستفادة من المادة العلمية للعديد من المراجع والأعمال البحثية والمقالات والمجلات العلمية في العلوم والتكنولوجيا- تصدر بنسبة تفوق 98% بالإنجليزية-، فإن التحول التدريجي إلى التدريس بالإنجليزية في الجامعة الجزائرية لن تخرج معالم الموسم الجامعي المقبل عن هذا الإطار.
وسيتم تعزيز اللغة الإنجليزية تماشيا مع المستجدات التي ستطبع السنة الجامعية الجديدة 2025/ 2026، سيما وأنه يتم العمل على توسيع شبكة جامعات الجيل الرابع بعد تجربتها هذه السنة مع 23 مؤسسة جامعية، والتي تقتضي رفع مستوى الاتفاقيات الدولية والذي يجعل إدراج الإنجليزية في التكوين أمرا غاية في الأهمية لتسهيل التواصل مع الدول المبرمة معها اتفاقيات في مجال التكوين والبحث العلمي.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد خطت خطوات كبيرة في إدراج الإنجليزية منذ سنة 2022، أين أعلنت، الموسم الماضي، عن تكوين 58 ألف أستاذ في تقنيات التدريس باللغة الإنجليزية، وذلك ضمن مسعى تعزيز استعمال هذه اللغة في الوسط الجامعي، وتم تسطير برنامج لتكوين الأساتذة الباحثين في تقنيات التدريس باللغة الإنجليزية.
ولم يقتصر إدراج الإنجليزية كتكوين مهم على الأساتذة، بل شمل أيضا الطلبة، فبالإضافة إلى البرامج السنوية المسطرة من قبل رؤساء الجامعات للطلبة عن طريق الأفواج، فالوزارة أصبحت تعمد سنويا، في إطار التسجيلات الجامعية للناجحين الجدد في البكالوريا، بتكوين هؤلاء قبل الالتحاق بمقاعد الجامعة.
وسبق لوزير التعليم العالي كمال بداري، أن أكد أن الخطوة التي اعتمدتها وزارة التعليم العالي في سياق تعزيز التكوين في الإنجليزية في أوساط الأسرة الجامعية وتعميم استخدامها، أثبتت نجاحها.